مشتهى الأجيال
يرفضون الحق
لقد رفض رجال السنهدريم رسالة المسيح وعزموا على قتله ولذلك رحل يسوع عن أورشليم بعيدا عن كهنة الهيكل ورؤساء الذين والشعب الذين كانوا قد تعلموا من الناموس. وانتقل إلى طبقة أخرى من الناس ليعلن رسالته وينتخب أولئك الذين كان عليهم أن يحملوا الإنجيل إلى العالم. ML 205.4
وكما رفضت السلطات الدينية نور الأبرار وحياتهم في أيام المسيح ، كذلك رُفضا في كل العصور المتعاقبة. لقد تكرر تاريخ انسحاب المسيح من اليهودية مرارا عديدة . فعندما كرز رجال الإصلاح بكلمة الله لم يكونوا يفكرون في الانفصال عن الكنيسة الأصلية ولكن القادة الدينيين لم يستطيعوا احتمال النور فاضطر من كانوا يحملونه إلى البحث عن طبقة أخرى كان أفرادها متعطشين إلى الحق . وفي يومنا هذا نجد قليلين ممن يعترفون بأنهم من أتباع المصلحين يتحركون بقوة روح الإصلاح . قليلون هم من يستمعون لصوت الله ، المستعدون لقبول الحق في أية هيئة يقدم لهم . وفي غالب الأحيان يضطر أولئك الذين يسيرون في إثر رجال الإصلاح لترك الكنائس التي يحبونها لكي يعلنوا للناس تعاليم الكلمة الصريحة . ويحدث في كثير من الأحيان أن أولئك الباحثين عن النور يلتزمون بنفس التعاليم أن يتركوا آبائهم إطاعة للرب. ML 206.1
كان المعلمون في أورشليم يحتقرون شعب الجليل إذ كانوا يعتبرونهم أجلافا عديمي العلم ، ومع ذلك فقد كان ذلك الحقل أحب إلى قلب المخلص من غيره لأنه كان تربة خصبة لعمله وكرازته. لقد كان الجليليون أكثر غيره وإخلاصا وأقل تعصبا وعقولهم أكثر استعدادا لقبول الحق . إن يسوع لم يكن ينشد العزلة أو الانفراد حين ذهب إلى الجليل .فإن ذلك الإقليم كان مزدحما بالسكان حينئذ وفيه خليط من الشعوب الأخرى أكثر مما في اليهودية. ML 206.2
وإذ كان يسوع يطوف في الجليل معلما وشافيا تقاطرت عليه جماهير الناس من المدن والقرى ، كما جاء إليه كثيرون من سكان اليهودية والأقاليم المجاورة. وأحيانا كثيرة كان يضطر للاختفاء بعيدا عن الشعب . وقد ازدادت حماسة الجماهير حتى لقد بدا من الضروري اتخاذ جانب الحيطة والحذر لئلا تنتبه السلطات الرومانية فتحسب ذلك التجمع إيذانا بنشوب ثورة . لم يسبق للعالم أن اجتاز في فترة مثل تلك الفترة . لقد نزلت السماء إلى الأرض ، والنفوس الجائعة والعطشى التي ظلت أحقابا طويلة تنتظر فداء إسرائيل بدأت الآن تتمتع بنعمة المخلص الرحيم. ML 206.3