مشتهى الأجيال
الفصل الثالث والعشرون— “اقترب ملكوت الله”
“ جاء يسوع إلى الجليل يكرز ببشارة ملكوت الله ويقول: قد كمل الزمان واقترب ملكوت الله، فتوبوا وآمنوا بالإنجيل” (مرقس 1: 14 و 15). ML 205.1
قد أعلن عن مجيء مسيا في اليهودية أولا. وفي الهيكل في أورشليم كان زكريا قد أُنبِئ بميلاد السابق للمسيا عندما كان يخدم أمام المذبح . ومن فوق تلال بيت لحم أعلنت الملائكة عن ميلاد المسيح ، ثم أتى المجوس إلى أورشليم يطلبونه . وفي الهيكل شهد سمعان وحنه لألوهيته ، وقد أصغى سكان أورشليم وكل اليهودية إلى كرازة المعمدان ، وسمع المبعوثون من قبل السنهدريم والجمع كله شهادته عن يسوع . وفي اليهودية اختار المسيح تلاميذه الأولين ، وفيها أيضا قضى كثيرا من أوقات خدمته الأولى . إن وميض نور ألوهيته عندما شرع في تطهير الهيكل ومعجزات الشفاء التي أجراها ، وتعاليم الحق الإلهي التي نطق بها- هذه كلها أعلنت ما أعلنه هو أمام السنهدريم بعد معجزة الشفاء التي أجراها في بيت حسدا ، وهو بنوته للإله السرمدي. ML 205.2
فلو قبل رؤساء اليهود المسيح لكان أكرمهم كرسله في حمل الإنجيل إلى العالم. لقد قدمت لهم هم أولا الفرصة ليصيروا مبشرين بالملكوت وبنعمة الله . ولكن إسرائيل لم يعرف زمان افتقاده . إن حسد رؤساء اليهود وشكوكهم اكتملت فأثمرت عداء فتحولت قلوب الشعب عن يسوع. ML 205.3