مشتهى الأجيال
يوبخ السنهدريم
إن الزمان والمكان والمناسبة وقوة اندفاق الشعور الذي ساد على تلك الجماعة اتحدت كلها على جعل أقوال المسيح التي نطق بها أمام السنهدريم أقوى تأثيراً عليهم. هوذا أعظم السلطات الدينية في الأمة يحاولون القضاء على حياة ذاك الذي قد أعلن أنه هو الذي يرد منفيي إسرائيل . لقد حوكم رب السبت أمام محكمة أرضية ليدفع عن نفسه تهمة كونه قد نقض شريعة السبت . فلما أعلن عن مهمته بلا خوف جعل قضاته يحملقون فيه في دهشة وغيظ . ولكن كلامه كان باتا لم يمكن نقضه ، وهكذا لم يجدوا ما يستوجب إدانته . بل لقد أنكر على الكهنة والمعلمين الحق في استجوابه والتدخل في عمله إذ لم يكونوا مزودين بذلك السلطان . فكل ادعاءاتهم كانت ترتكز على كبريائهم وغطرستهم ، فرفض الاعتراف بأنه مذنب في التهم الموجهة إليه كما رفض أن يتعلم منهم. ML 189.4
وبدلا من أن يعتذر يسوع عن العمل الذي شكى منه أولئك الرؤساء أو يوضح لهم قصده من عمله انقلب عليهم فصار المشَتكى عليه شاكيا . وقد وبخهم على قساوة قلوبهم وجهلهم للكتب المقدسة . وقد أعلن لهم أنهم قد رفضوا كلمة الله كما قد رفضوا من أرسله الله فقال لهم: “فتّشوا الكتب لأنكم تظنون أن لكم فيها حياة أبدية. وهي التي تشهد لي” (يوحنا 5 : 39). ML 190.1
إن كل أسفار العهد القديم في كل صفحة من صفحاتها سواء كانت تاريخا أو وصايا أو نبوات ، تشع منها أنوار مجد ابن الله. وعلى قدر ما كان النظام اليهودي من صنع الله وترتيبه فقد كان هذا النظام برمته نبوة محكمة من الإنجيل . إن المسيح “له يشهد جميع الأَنبِياءِ” (أعمال 10 : 43). فمنذ قدم الله الوعد لآدم وتحدر إلى سلسلة الآباء ، وإلى التدبير الشرعي ، جعل نور السماء المجيد آثار خطوات الفادي واضحة المعالم . لقد رأى الراؤون نجم بيت لحم ، شيلون الآتي ، عندما مرت أمامهم حوادث المستقبل في موكب عجيب . وقد كانت كل الذبائح ترمز إلى المسيح . وفي كل سحب البخور كان يصعد بره إلى السماء . وكلما دوى صوت بوق اليوبيل كان ينادي باسمه . وفي سر قدس الأقداس الرهيب كان يحل مجده هناك. ML 190.2