الصراع العظيم

101/424

عادات وتقاليد

كان هنالك رأيان متناقضان تشبث بهما اعضاء المجلس . فرسل البابا ونوابه عادوا يطالبون بأن يُغفل صك أمان المصلح ولا يُلتفت اليه . ثم قالوا: ”ينبغي أن يتلقى نهر الرين رماده كما تلقى رماد جون هس منذ قرن“ (١٠٣). لكنّ امراء المانيا مع أنهم هم أنفسهم كانوا بابويين وجاهروا بعدائهم للوثر احتجوا على خيانة الأمانة ونكث العهد واعتبروا ذلك لطخة عار في جبين كرامة الأمة . وقد وجهوا الانظار الى الكوارث التي جاءت بع د مقتل هس وأعلنوا انهم لا يتجرأون على أن يستمطروا على المانيا وعلى رأس امبراطورهم الشاب مثل تلك الفواجع الرهيبة التي حدثت من قبل. GC 180.2

وجوابا على ذلك الاقتراح الدنيء أجاب شارل نفسه قائلا ”انه لو نُفي الايمان من العالم كله فينبغي أن يجد ملاذا في قلوب الملوك و الامراء“ (١٠٤). ومع ذلك فقد ظل البابويون الذين كانوا ألد اعداء لوثر يلحون على الامبراطور أن يعامل المصلح كما قد عامل سجسموند هس، أي أن يتركه تحت رحمة الكنيسة. ولكن اذ ذكر شارل الخامس منظر هس في الاجتماع العام وهو يشير الى اغلاله مذكراً الامبراطور بالعهد ا لذي كان قد ارتبط به أعلن شارل قائلا: ”أنا لا أريد أن يعلو الخجل وجهي كما قد حدث لسجسموند“ (١٠٥). GC 180.3

ومع ذلك فان شارل رفض عمدا التعاليم التي قدمها لوثر . فقد كتب ذلك الامبراطور يقول: ”لقد عقدت العزم على التمثل بأسلافي“ (١٠٦). لقد عزم على الا يخرج على العُرف و لو حتى ليسير في طريق العدل والبر . فلكون آبائه قد أيدوا البابوية فهو ايضا سيؤيدها بكل ما تنطوي عليه من قسوة وفساد . وهكذا تمسك بموقفه ورفض قبول أي نور أكثر مما قد حصل عليه أسلافه أو القيام بأي واجب اكثر مما قد قاموا هم به. GC 181.1

وفي أيامنا هذه يوجد كثيرون ممن يتعلق ون بعادات آبائهم وتقاليدهم . وعندما يرسل الرب اليهم نورا اكثر يرفضون قبوله. فلأن آباءهم لم يُعط لهم النور لذلك هم لا يقبلونه . ان موقفنا ليس كموقف آبائنا، ويستتبع ذلك أن واجباتنا وتبعاتنا ليست هي واجباتهم وتبعاتهم نفسه ا. ان الله لا ينظر الينا بعين الرضى والاستحسان عندما نجعل مثال آبائنا يقرر واجبنا بدلا من كوننا نتقصى كلمة الحق لأنفسن ا. ومسؤوليتنا هي أعظم مما كانت عليه مسؤولية آبائنا وأسلافن ا. فنحن مسؤولون عن النور المعطى لهم والذي انتقل الينا كإرث، كما أننا مسؤولون ايضا عن النور الاضافي الذي يشرق علينا الان من كلمة الله. GC 181.2