الصراع العظيم

102/424

عطف النبلاء

لقد قال المسيح عن اليهود غير المؤمنين: ”لو لم أكن قد جئت وكلمتهم لم تكن لهم خطيئة . وأما الان فليس لهم عذر في خطيئتهم“. (يوحنا ١٥ : ٢٢). السلطان الالهي نفسه تكلم على لسان لوثر على مسامع امبراطور المانيا وأمرائها. واذ أضاء النور من كلمة الله كان روحه يتوسل لآخر مرة الى كثيرين من أعضاء ذلك المجلس . وكما أن بيلاطس قد جعل الكبرياء وحب الشهرة يغلقان قلبه في وجه فادي العالم منذ قرون طويلة مضت، وكما أمر فيلكس الوالي المرتعب رسول الحق قائلا له: اذهب ومتى حصلت على وقت استدعيك . وكما اعترف اغر يباس المتكبر قائلاً: بقليل تقنعني أن أصير مسيحياً (أعمال ٢٤ : ٢٥ ؛ ٢٦ : ٢٨) ومع ذلك فقد انصرف عن الرسالة المرسلة اليه من السماء كذلك خضع شارل الخامس لما فرضته عليه الكبرياء والسياسة العالمية، فقرر أن يرفض نور الحق. GC 181.3

وقد راجت الاشاعات عن المؤامرات التي تدبر ضد لوثر، ما احدث اهتياجا عظيما في كل المدينة . وكان المصلح قد عقد صداقات مع كثيرين ممن كانوا يعرفون غدر روما وقسوتها ضد كل من يفضح مفاسدها فعوَّلوا على عدم التضحية به . وتعهد مئات من النبلاء أن يكونوا حماته . واشتكى عدد غير قليل منهم علنا رسالة الامبراطور كاستسلام مهين لروم ا. وعلى أبواب البيوت وفي الأماكن العامة نُصبت لوحات بعضها يدين لوثر والبعض الآخر يناصره . وعلى احدى تلك اللوحات كُتب قول الحكيم ذو المغزى العظيم: ”ويل لكِ أيتها الارض اذا كان ملككِ ولداً“ (جامعة ١٠ : ١٦). وقد اشتدت حماسة الجميع في جانب لوثر في كل انحاء المانيا، وهذا اقنع الامبراطور وهيئة المجلس أن أي ظلم يقع عليه سيعرض سلام الامبراطورية للخطر، ويزعزع العرش. GC 182.1