الصراع العظيم

190/424

شهادة التاريخ

وقبل الغروب بساعة أو ساعتين حل مكانَ الظلام الكثيف نورُ النهار الصافي جزئيا، فظهرت الشمس وان تكن لا تزال مكتنفة بضباب أسود ثقيل. ”وبعد الغروب تجمعت السحب ثانية فوق الرؤوس. وسرعان ما زاد ظلامها“. ”وكذلك لم يكن ظلام الليل عاديا ولا أقل رعبا من ظلمة النهار، فمع أن القمر كان تقريبا بدرا فلم يكن من يستطيع أن يميز الاشياء من دون الاستعانة بالانوار الصناعية التي عندما كانت تشاهد من البيوت المجاورة أو الاماكن البعيدة كانت ترى مكتنفة بظلمة كظلمة مصر التي كان يمكن لاشعة النور أن تخترقها بالجهد“ (٢٩٠). وقد قال شاهد عيان لهذا المنظر في ذلك الحين: ”لقد أمكنني أن أفهم وقتئذ أنه لو أن كل الاجرام السماوية المضيئة في كل المسكونة لُفت في ظلمات لا ينفذ اليها النور، أو لو محيت من الوجود لما كان الظلام حينئذ أشد من هذا الذي رأيته“ (٢٩١). ومع أن القمر كان قد توسط السماء في التاسعة مساء فأرسل أنواره فانه ”لم يكن له أقل أثر في طرد الظلمات الشبيهة بظلمات الموت“. وبعد منتصف الليل انقشعت الظلمة، وعندما ظهر القمر لاول مرة كان يشبه الدم في لونه. GC 342.4

يسمى يوم ١٩ أيار (مايو) من عام ١٧٨٠ ”اليوم المظلم“ في التاريخ. فمنذ عهد موسى لم يسجل التاريخ فترة مظلمة في مثل حلوكة هذا اليوم أو اتساعه أو مدته . ان وصف هذا الحادث كما قد مه شهود العيان انما هو صدى لكلام الرب الذي سجله يوئيل النبي قبل اتمامه بألفين وخمس مئة سنة، اذ قال: ”تتحول الشمس الى ظلمة والقمر الى دم قبل ان يجيء يوم الرب العظيم المخوف“ (يوئيل ٢: ٣١). GC 343.1