الصراع العظيم

188/424

كارثة لشبونة

وقد رؤيت هذه العلامات قبل بدء القرن التاسع عشر. واتماما لهذه النبوة حدثت في سنة ١٧٥٥ أرهب زلزلة سجلت. ومع أن المشهور عنها أنها زلزلة لشبونة فقد امتدت الى أبعد أنحاء أوروبا وأفريقيا وأمريك ا. فقد أحس بها الناس في غرينلاند وجزر الهند الغربية وجز يرة ماديرا والنروج والسويد وبريطانيا العظمى وايرلاندا، ضمن مساحة لا تقل عن أربعة ملايين ميل مربع . وقد كانت شدة الهزة في أفريقيا كما كانت في أوروبا تقريبا، وقد خرب قسم كبير من بلاد الجزائر، وعلى مسافة قريبة من مراكش ابتلعت قرية عدد سكانها ٨ أو ١٠ آلاف نسمة في جوف الارض . وقد اكتسحت موجة هائلة شاطئ اسبانيا وأفريقيا فابتلعت مدنا وأحدثت تخريبا عظيما. GC 339.1

كانت الهزة على أشد عنفها في اسبانيا والبرتغال . ففي قادس قيل ان ارتفاع الموجة بلغ ستين قدم ا. ”وأعظم الجبال في البرتغال اهتزت بقوة هائلة كأنما من أساسها، وبعض منها حدثت في قممها شقوق فتمزقت بطريقة عجيبة وقُذفت كتل هائلة من صخورها الى الاودية المجاورة، وقيل ان لهب نار خرجت من تلك الجبال“ (٢٨٤). GC 339.2

وفي لشبونة ”سُمع صوت رعد من تحت الارض، وبعد ذلك حالا أسقطت هزة عنيفة الجانب الاكبر من المدينة . وفي مدى ست دقائق هلك س تون ألفا من السكان . في البدء تراجع البحر وجفت مياه الميناء وبعد ذلك ارتدت المياه وكان ارتفاعها يبلغ خمسين قدما أو أكثر فوق السطح العادي“. ”وبين الاشياء غير العادية التي حدثت في لشبونة والتي قيل أنها وقعت في أثناء تلك الكارثة هبوط رصيف جد يد مبني كله من الرخام بلغت تكاليفه مبلغا كبيرا. وكان قد تجمع جمهور كبير من الناس على ذلك الرصيف طلبا للنجاة لظنهم أنهم سيكونون بعيدين من الانقاض المتساقطة . ولكن فجأة غاص الرصيف بكل من كانوا واقفين عليه ولم تطف على سطح الماء جثة واحدة من تلك الجثث“ (٢٨٥). GC 339.3

”كان من نتائج الزلزلة سقوط كل الكنائس والاديرة ومعظم الابنية العامة وأكثر من ربع البيوت. وفي خلال ساعتين بعد تلك الهزة اشتعلت النيران فى أحياء مختلفة، وظلت في عنفها تلتهم ما أمامها لمدة ثلاثة أيام حتى خربت المدينة تمام ا. وقد حدثت الزلزلة في يوم مقدس عندما كانت الكنائس والاديرة مزدحمة بالناس الذين لم ينج منهم غير القليل جدا (٢٨٦). أما الرعب الذي شمل الناس فيجل عن الوصف . لم يبك أحد، فلم يكن مجال لسكب الدموع . بل جعل الناس يجرون الى هنا وهناك وهم يهذون من هول الرعب والدهشة، وكانوا يلطم ون وجوههم ويقرعون صدورهم وهم يقولون ”لقد انتهى العالم!“ ونسيت الامهات أولادهن وكن يركضن حاملات تماثيل الصلبان . ولسوء الحظ ركض كثيرات منهن الى الكنائس ليحتمين فيها، ولكن عبثا عُرض سر القربان المقدس، وعبثا احتضن الناس المساكين المذابح . لقد دُفنت التماثيل والكهنة والشعب في ذلك الدمار الواحد الشامل“. وقُدر أن عدد النفوس التي هلكت في ذلك اليوم المخيف بلغ تسعين ألف. GC 340.1