إرشادات حول الوكالة

118/336

٢٤ - وزناتنا

إن مثل الوزنات، عندما يُفهم فهمًا صحيحًا، سيطرد روح الجشع والطمع والتي يدعوها الرب بعبادة الأصنام. — شهادات للكنيسة، المجلد الثالث، صفحة ٣٨٧. CSAr 114.1

لقد أقرض الله وزنات للناس — عقلاً يبدع، وقلبًا يسكن فيه عرشِهِ، ومشاعر تتدفق في صورة بركات للآخرين، وضميرًا يبكّت على الخطيّة. وكل واحد منا تلقّى شيئًا من السيّد الربّ، وعلى كل واحد منا أن يقوم بدوره في تلبية احتياجات عمل الله. CSAr 114.2

إن الله يريد من خدامه أن ينظروا إليه كمن قد أعطاهم كل ما يملكون، وأن يتذكروا أن كل حياتهم وكل ممتلكاتهم قد خرجت من قبل ذاك الذي يقول عنه الكتاب أنه «عَجِيبِ الرَّأْيِ وعَظِيمِ الْفَهْمِ». إن لمسة يد الطبيب الماهرة، وسلطانه على الأعصاب والعضلات، ومعرفته لتركيب أعضاء الجسم الدقيق هي حكمة القدرة الإلهية لتُستخدم لخير المتألمين من البشر. والمهارة التي بها يستعمل النجّار المطرقة، والقوة التي بها يجعل الحداد السندان يدق ويطن آتية من الله. لقد استودع لدى الناس وزنات وهو ينتظر منهم أن ينظروا إليه في طلب المشورة والإرشاد، وهكذا يستعملون الوزنات والعطايا التي منحها لهم بكفاءة ومهارة سديدة، شاهدين على كونهم عاملين مع الله. CSAr 114.3

إن الأملاك وزنة من عند الربّ، والربّ يقدّم هذه الرسالة لشعبه: «بِيعُوا مَا لَكُمْ وَأَعْطُوا صَدَقَةً» (لوقا ١٢: ٣٣). كل ما لنا هو ملك الربّ، بدون أي شك، وهو يدعونا أن نستيقظ، وأن نتحّمل جزءًا من أعباء عمله، حتى يتكلل عمله بالنجاح والازدهار. وعلى كل إنسان مسيحي أن يقوم بدوره كوكيل أمين. إن طرق الله هي حق ورُشد، وينبغي لنا أن نستخدم وزناتنا وأموالنا، وأن نُرجِع له عطايانا الاختيارية والطوعية لتعضيد عمله ولربح النفوس للمسيح. كما ينبغي أن تتدفق المبالغ الصغيرة والكبيرة في خزانة الربّ... CSAr 114.4

والقدرة على الكلام هي وزنة من عند الربّ، ومن بين كل الهبات والوزنات التي تسلمناها من الله لا توجد هبة أخرى يمكنها أن تكون بركة أعظم من هذه، فبهذا الصوت نخبر الآخرين عن حكمة الله ومحبته العظيمة، ولذلك ينبغي لنا أن نشارك كنوز نعمته وحكمته وأن ننشرها. CSAr 115.1

كما أننا بكلامنا نبرهن على سكنى المخلّص فينا، لكن الروح القدس لا يسكن في قلب الإنسان الذي يغضب بسهولة عندما لا يتفق الآخرون مع وجهات نظره وخططه. فمن شفتي هذا الإنسان تخرج كلمات وتصريحات لاذعة تُحزِن روح الله القدوس وتبعده، وينتج عنها صفات شيطانية عوضًا عن الصفات الإلهية. إن الربّ يريد من أولئك المنخرطين في عمله أن يتكلموا في كل حين بروح الوداعة التي كانت عند المسيح. إذا أغضبك أحدًا، فلا تفقد صبرك، وإنما يتوجب عليك إظهار اللطف والوداعة التي أعطاها السيّد المسيح لنا مثالاً في حياته ... CSAr 115.2

والصحة أيضًا وزنة من عند الربّ، ويجب أن تُستخدم لتمجيد الله، فأجسادنا هي ملكه، وهو قد دفع ثمن فداء الجسد والروح أيضًا... يمكننا أن نخدم الله بصورة أفضل في الصحة أكثر من المرض، ولذلك يجب علينا أن نتعاون مع الله في العناية بأجسادنا، فمحبتنا لله ضرورية للحياة والصحة، والإيمان بالله ضروري للصحة. ومن أجل الاستمتاع بأقصى قدر من الصحة، يجب أن تمتلئ قلوبنا بالمحبة والرجاء والفرح في الربّ. CSAr 115.3

كما أن التأثير وزنة من عند الربّ، وهو قوة لصنع الخير عندما تدخل نار الله المقدّسة في خدمتنا. إن تأثير الحياة المقدّسة يُشعَر به في المنزل وفي الخارج، كما أن الإحسان المُطبّق عمليًا وإنكار الذات والتضحية بالنفس، التي تتميّز بها حياة الإنسان، تترك تأثيرًا خيّرًا على أولئك الذين يتعامل معهم... CSAr 115.4