إرشادات حول الوكالة

4/336

بركات الوكالة

في تكليفه لتلاميذه أن يذهبوا للعالم أجمع والكرازة بالإنجيل للخليقة كلها، أسند السيّد المسيح لشعبه العمل المختص بنشر معرفة نعمته، ولكن في حين يقوم البعض بخدمة الوعظ، فهو يطلب من آخرين أن يستجيبوا لدعوته لهم بالعطاء من أجل تعضيد عمله ونشر كلمته على الأرض، فقد وضع الربّ بين يدي شعبه موارد وبركات كثيرة، حتى تتدفق عطاياه الإلهية عبر وسائط بشرية للقيام بالعمل المسند إلينا في خلاص إخوتنا في البشرية. وهذه هي إحدى الطرق الإلهية لتعظيم الإنسان ورفعه، وهذا العمل هو ما يحتاج إليه الإنسان، لأنه يهز القلوب، ويُفجّر أسمى الأحاسيس والمشاعر، ويدعو إلى ممارسة أسمى القدرات العقلية. CSAr 15.1

لقد أوجدت يد الله الكريمة (السخيّة) كل شيء صالح على هذه الأرض كتعبير عن محبته للإنسان. فالفقراء خاصته، والدين له. الذهب والفضة هما للربّ، وبمقدوره أن يجعل السماء تمطر بهما إذا أراد، سبحانه وتعالى، ولكنه عوضًا عن ذلك، جعل الإنسان وكيلاً له على هذا المال، لا لكي نخزنه أو نكنزه، بل لنستغله في خدمة الآخرين ونفعهم، وهو بذلك يجعل الإنسان الأداة التي من خلالها ينشر بركاته على الأرض ويوزّعها. لقد أوجد الله نظام الإحسان والعطاء، حتى يتسنى للإنسان أن يصير مثل خالقه، ذا طبيعة جوهرها الكرم والسخاء والإيثار، وحتى يصبح الإنسان شريكًا مع المسيح في المكافأة الأبدية المجيدة. CSAr 15.2