إرشادات حول الوكالة
مجد الإنجيل
لِكَيْ لاَ يفقد الإنسان النتائج المغبوطة المترتبة على أعمال الخير والإحسان، صنع الفادي خطة يجنّده فيها للعمل معه. لقد كان باستطاعة الله أن يصل إلى هدفه في تخليص الخطاة من دون مساعدة الإنسان، لكنه كان يعلم أن الإنسان لن يكون سعيدًا في حالة عدم اشتراكه في هذا العمل العظيم، ولهذا أتاح له الظروف الملائمة من أجل القيام بأعمال الخير والإحسان، وأغدق عليه أفضل السُبُل لزراعة الخير، كما جعل بإمكانه الاعتياد على العطاء من أجل مساعدة الفقراء والمحتاجين وتقدم عمل الربّ. إن العالم المعطوب (المُحطّم) الذي نعيش فيه يستدعي منا أن نستخدم وزناتنا المادية وقدرتنا على التأثير لمشاركة الحق مع الرجال والنساء وذلك لحاجتهم الماسة إليه. وإذ نستجيب لهذه الدعوات والنداءات بالعمل وفعل الخير، نصير شبه ذاك الذي من أجلنا صار فقيرًا، فالبعطاء نحن نبارك الآخرين، ونحصل نحن في المقابل على بركات غنية حقيقية. CSAr 13.5
إن مجد الإنجيل قائم على مبدأ استرجاع الصورة الإلهية في الجنس البشري الساقط وذلك بالإظهار المستمر لأعمال الخير والإحسان. وقد بدأ هذا العمل في الديار السماوية، فهناك قدّم الله دليلا لا لبس فيه عن المحبة التي شمل بها الكائنات البشرية، «لأَنَّهُ هكَذَا أَحَبَّ اللهُ الْعَالَمَ حَتَّى بَذَلَ ابْنَهُ الْوَحِيدَ، لِكَيْ لاَ يَهْلِكَ كُلُّ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ، بَلْ تَكُونُ لَهُ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ» (يوحنا ٣:١٦). تكشف عطية المسيح عن قلب الآب، فهي تشهد أنه لن يُمسِك النفيس أو الغالي إذا كان ضروريًا لإتمام عمله. CSAr 14.1
إن روح الكرم والسخاء هي روح السماء، وقد استعلنت محبة المسيح المضحيّة على الصليب، فكي لا يهلك الإنسان، أعطى كل ما لديه لإنقاذه، ثم بذل نفسه. إن صليب المسيح يدعو كل تابع من أتباع المخلص المبارك ويناشده على فعل الخير والإحسان. فالمبدأ الموضّح هنا هو العطاء ثم العطاء، وهذا المبدأ، عندما يتم تنفيذه بالإحسان الفعلي والأعمال الحسنة، هو بمثابة الثمرة الحقيقية للحياة المسيحية. أما مبدأ أهل العالم فهو قائم على الأخذ ثم الأخذ، لأنهم يتوقعون أن في ذلك ضمانًا لسعادتهم، ولكن عندما يطبقون ذلك المبدأ في كافة الاتجاهات والمواقف، فثمرة ذلك تكون التعاسة والموت. CSAr 14.2
إن نور الإنجيل الذي يشع من صليب المسيح يوبّخ روح الأنانية وحب الذات، ويحث المؤمنين على السخاء والعطاء وفعل الخير، وعندما تتزايد الدعوات للعطاء، ينبغي على المؤمنين ألا يتذمروا أو يولولوا، فالله في لطفه وتدبيره يدعو شعبه للخروج من نطاق عملهم المحدود والضيق والدخول في نطاقات أعظم وأعمال أكبر، وهو يطلب منهم القيام بمجهودات غير محدودة عندما تغطي الظلمة الأخلاقية (الروحية) العالم. كثيرون من أولاد الله معرّضون للوقوع في فخ الشهوات والأطماع العالمية، فينبغي عليهم أن يدركوا أن مراحم الله وإحساناته هي التي توفر لهم الوسائل التي تمكنهم من تلبية احتياجاتهم، كما أن الأهداف التي تدعو لتطبيق أعمال الخير والإحسان تطبيقًا عمليًا لا بد أن توضع أمامهم، وإلا فشلوا في التشبه بصفات مثالهم الأعلى — يسوع المسيح. CSAr 14.3