إرشادات حول الوكالة

321/336

عطية وليس حقًا

قال بطرس: «هَا نَحْنُ قَدْ تَرَكْنَا كُلَّ شَيْءٍ وَتَبِعْنَاكَ. فَمَاذَا يَكُونُ لَنَا؟» إن هذا السؤال الذي سأله بطرس أظهر أنه كان يعمل بفكرة استحقاق الرُسُل للجزاء بنسبة تعبهم. لقد احتضنوا روح تمجيد النفس والرضى عن الذات وجعلوا يقارنون بين بعضهم البعض. وعندما كان أحدهم يفشل في أي شيء كان الآخرون يغرقون في مشاعر التفوق. لقد رأي الربّ يسوع أنه من الضروري معالجة تلك الروح وإصلاحها، كما أنه كان قادرًا على قراءة قلوب بني البشر، ورأى ميولهم للأنانية في السؤال: «ماذا سيكون لنا؟» (متى ١٩: ٢٧). لقد كان يتعيّن عليه معالجة هذه الروح وتصحيحها قبل أن تتفاقم وتستحوذ على حيز هائل. CSAr 341.1

وحتى لا تغيب عن عقول التلاميذ مبادئ الإنجيل الحقّة أورد لهم السيّد المسيح هذا المثل عن الفعلة ليعلّمهم أن الأجرة ليست من الأعمال كي لا يفتخر أحد بل الكل من النعمة. ففي هذا المثل نجد أن العامل الذي طُلب منه الذهاب إلى الكرم في بداية اليوم حصل على الأجر بالنعمة الممنوحة له. إلا أن العامل الذي دُعي آخر الكل، نال ذات القدر من النعمة (الأجرة) التي نالها من دعي أولاً. كان العمل كله بفضل النعمة، ولم يكن لأحد أن يفتخر على الآخر أو يحسد الآخر. ولم يكن هناك مجال لأن يكون أحدٌ مفضّل على آخر ولا لأحد أن يدّعي أن الأجرة هي من حقه. لقد كان بطرس يعبّر عن مشاعر الأجير. — مجلة الريفيو آند هيرالد، ١٠ يوليو (تموز) ١٨٩٤. CSAr 341.2