إرشادات حول الوكالة
٦٤ - نقل المسؤولية للآخرين
إن أولئك الإخوة من حفظة السبت الذين ينقلون مسؤولية وكالتهم ويضعونها في أيدي زوجاتهم على الرغم من قدرتهم على إدارتها بأنفسهم، يفتقرون إلى الحكمة ويغضبون الله بسبب هذا النقل. فوكالة الزوج لا يمكن نقلها للزوجة. ومع ذلك ففي بعض الأحيان يتم محاولة القيام بذلك، مما يلحق الأذى والضرر لكلٍ منهما. CSAr 333.1
وفي بعض الأحيان يقوم الزوج المؤمن بنقل ملكيته لشريكة حياته غير المؤمنة، على أمل إرضائها ونزع سلاح معارضتها واستمالتها في نهاية المطاف لقبول الحق والإيمان به. لكن هذا ليس أكثر ولا أقل من محاولة لشراء السلام أو استئجار الزوجة لقبول الحق. إن الأموال والموارد التي أقرضها الله للنهوض بعمله وتقدّمه ينقلها الزوج إلى شخص لا يتعاطف مع الحق. فما هو الحساب الذي سيقدّمه هذا الوكيل عندما يأتي السيّد العظيم ليأخذ الذي له مع رِبًا؟ CSAr 333.2
لقد قام الآباء المؤمنون في أوقات كثيرة بنقل ملكية تركاتهم إلى أبنائهم غير المؤمنين، فأصبحت خارج نطاق سيطرتهم وهكذا أصبحوا غير قادرين على إعطاء ما لله لله. وبفعلهم هذا يتخلون عن المسؤولية التي أوكلها الله إليهم ويضعون في صفوف العدو الأموال والموارد التي استأمنهم عليها الله لتُعاد إليه وذلك باستثمارها في عمله عندما يطلب منهم ذلك. CSAr 333.3
وليس من ترتيب الله أن يتخلى الوالدان القادران على إدارة أعمالهما الخاصة، عن السيطرة على ممتلكاتهما حتى ولو كان الأبناء من نفس الإيمان. فنادرًا ما يمتلكون هذا القدر من التفاني والتكريس تجاه العمل كما ينبغي، ولم يتدربوا على الشدائد والضيقات حتى يتسنى لهم وضع قيمة عالية على الكنز الأبدي وقيمة أقل على الكنز الأرضي. إن الأموال والأملاك الموضوعة في أيدي أولئك الأشخاص هي بمثابة الشرّ الأعظم بالنسبة لهم. إنهم يُجرّبون ليضعوا عواطفهم على الكنز الأرضي ويثقون في أملاكهم وتركاتهم ويشعرون أنهم ليسوا بحاجة للحصول على المزيد بجانب ذلك. وعندما تأتي الأموال والأملاك التي لم يكسبوها بجهدهم الشخصي في حوزتهم، نادرًا ما يستخدمونها بحكمة. CSAr 333.4
إن الزوج الذي ينقل ممتلكاته إلى زوجته، يفتح أمامها بابًا واسعًا من التجارب، سواء كانت مؤمنة أو غير مؤمنة. إذا كانت مؤمنة ولكنها بالطبيعة بخيلة ولديها ميول أنانية ومُحبِة لاكتساب المال، فإن المعركة ستصبح أكثر صعوبة فيما يتعلق بإدارة وكالة (تركات) زوجها ووكالتها الخاصة. وحتى تخلص، يجب عليها أن تتغلب على كل هذه الصفات الغريبة والشريرة وأن تتمثّل بصفات إلهها السماوي، وأن تسعى للحصول على فرصة لفعل الخير للآخرين وأن تحبهم كما أحبنا المسيح. ويجب عليها أن تغرس في قلبها عطية المحبة الثمينة التي تعززت بشكل كبير في حياة مخلصنا، والتي اتصفت بأعمال الخير والإحسان النبيلة غير الأنانية، ولم يشوهها فعل واحد أناني. CSAr 334.1
ومهما كانت دوافع الزوج، فقد وضع حجر عثرة رهيب في طريق زوجته ليمنعها من الغلبة والانتصار. وإذا تم نقل الملكية للأبناء، فإن النتائج الشريرة ذاتها قد تحدث. إن الله يقرأ دوافعه. فإذا كان أنانيًا وأقدم على نقل الملكية من أجل إخفاء طمعه، وبرر موقفه لعدم التمكن من القيام بعمل أي شيء لإنجاح العمل وتقدّمه، فإن لعنة السماء حقًا ستحل عليه. CSAr 334.2
إن الله سبحانه وتعالى يقرأ مقاصد القلب ونواياه، ويمتحن دوافع البشر وغضبه الذي تجلّى بكل وضوح في قضية حنانيا وسفيرة قد لا يظهر، ولكن في النهاية لن تكون العقوبة أقل بأي حال من تلك التي وقعت بهما. ففي محاولتهما خداع البشر، كانا يكذبان على الله. «اَلنَّفْسُ الَّتِي تُخْطِئُ هِيَ تَمُوتُ» (حزقيال ١٨: ٢٠). CSAr 334.3
إن أولئك الذي يتباهون بأنهم يستطيعون نقل مسؤوليتهم لزوجاتهم أو لأبنائهم، هم ضحيّة لخداع عدو الخير. فنقل الملكية لن يقلل من مسؤولياتهم. إنهم مسؤولون عن الأموال والموارد التي أودعتها السماء في عهدتهم، ولا يمكنهم بأي حال من الأحوال أن يلتمسوا العذر لأنفسهم لعدم الالتزام بهذه المسؤولية والتي لا يمكنهم التحرر منها إلا بعد أن يعيدوا لله ما قد أوكله لهم. — شهادات للكنيسة، المجلد الأول، صفحة ٥٢٨ — ٥٣٠. CSAr 335.1