إرشادات حول الوكالة

221/336

٤٤ - مُعْتَرِفُونَ كَذَبَة

تتحدث أسفار الوحي المقدسة عن فئة كبيرة من المعترفين الإسميين غير العاملين. فكثيرون ممن يدعون الإيمان بالله ينكرونه بأعمالهم. وعبادتهم للمال والبيوت والأراضي تؤكد على أنهم عبدة أوثان ومرتدين. فالأنانية بكل أشكالها هي طمع، والطمع هو عبادة أوثان. وكثيرون من الذين وضعوا أسمائهم في قائمة عضوية الكنيسة، كمؤمنين بالله وبالكتاب المقدس، يعبدون الخيرات التي أودعها الربّ في عهدتهم ليكونوا شُرَكَاءَهُ في توزيع الصدقات. ومع أنهم ربما لا ينحنون أمام كنزهم الأرضي، فهو لا يزال الإله الذي يعبدونه. إنهم يعبدون المال. ويقدمون الولاء الذي يليق بالخالق إلى الأشياء التي في العالم. والذي يَرى ويعلم كل الأشياء يسجّل ادعاءاتهم واعترفاتهم الكاذبة. CSAr 223.1

ولا يكون لله مَكَانٌ في هيكل المسيحي الدنيوي حتى تكون للسياسة الدنيوية مساحة وافرة. فالمال هو إلهه، على الرغم من أنه ملك يهوه الإله، إلا أن الإنسان الذي أُوكِل إليه هذا المال يرفض أن يخصّصه ويستعمله في أعمال الخير والرحمة. فلو قام بتخصيصه وفقًا لقصد الله، لصَعِدَت رائحة أعماله الصالحة إلى السماء، ولسُمِعت تسبيحات الحمد والشكر من أفواه الآلاف الذين تغيّروا وقبلوا الحق في قلوبهم. CSAr 223.2

إن أموالنا ينبغي أن تستخدم في النهوض بعمل الربّ وتقدّم ملكوته وإفاقة الأموات في الذنوب والخطايا والحديث مع الخطاة عن بلسم الشفاء الموجود في محبة المخلّص. إلا أن الأموال تُستخدَم في كثير من الأحيان لتمجيد الذات وتعظيمها. وبدلاً من أن تكون أداةً لربح النفوس وتعريفها على الله والسيّد المسيح، ووسيلة للتعبير عن الحمد والشكر لمعطي كل النِعَم والخيرات، فقد أصبحت الممتلكات الأرضية الواسطة التي من خلالها يُحجَب مجد الله وتُطمَس رؤية السماء. وبسبب الاستعمال الخاطئ للأموال، فقد امتلأ العالم بالممارسات والعادات الشريرة، وتم إغلاق باب العقل في وجه الفادي. CSAr 223.3

يصرّح الربّ الإله بالقول: «لِي الْفِضَّةُ وَلِي الذَّهَبُ» (حجي ٢: ٨). وهو لديه حساب دقيق للغاية يحتفظ به لكل أولاد وبنات آدم ليعرف الطريقة التي يخصّصون بها أمواله وخيراته ويستخدمونها. إلا أن رجال هذا العالم ونسائه قد يقولون: «لكنني لست مسيحيًا، ولا أعترف بأنني أخدم الله». ولكن هل يقلل ذلك من دينونتهم الناجمة عن دفنهم لأمواله ووزناته وموارده ووضعها في مشروعاتهم وأعمالهم العالمية وإنجاح مقاصدهم واهتماماتهم الأنانية؟ CSAr 224.1

أتحدث إليكم يا من لا تعرفون الله، يا من تقرأون هذه السطور وهذه الكلمات، فعناية الله قد تجعلكم تتعرّفون عليها. ماذا تفعلون بخيرات ربكم وأمواله؟ ماذا تفعلون بالقوى الجسدية والعقلية التي وهبها لكم؟ وهل تقدرون من تلقاء أنفسكم على إبقاء الجسم البشري في حالة من الحركة والأداء السليم؟ إن الله — تبارك اسمه — لو نطق بكلمة واحدة وقال إنكم ينبغي أن تموتوا، فسوف تقعون أمواتًا في الحال. إلا أن الله يعمل يومًا تلو الآخر وساعة تلو الأخرى ودقيقة تلو الأخرى من خلال قوته غير المحدودة لإبقائكم على قيد الحياة. وهو الذي يمنحكم القدرة على التنفس مما يحافظ على الحياة في جسمكم. إن أهمل الله الإنسان كما يهمل الإنسان الله، فما الذي يحدث للجنس البشري؟ CSAr 224.2

إن (يسوع) الطبيب المُرسَل العظيم يهتم بعمل يديه. ويضع أمامهم خطر إغلاق باب القلب في وجه المخلّص، قائلاً: «اِرْجِعُوا، ارْجِعُوا ... فَلِمَاذَا تَمُوتُونَ؟» (حزقيال ٣٣: ١١). — مجلة الريفيو آند هيرالد، ٢٣ مايو (أيار) ١٩٠٧. CSAr 224.3