الخدمة المسيحية

183/270

تطبيق عملي لِمَثل

إنّ المبدأين العظيمين في شريعة الله هما المحبّة الفائقة لله والمحبّة غير الأنانية للقريب. كما أنّ الوصايا الأربع الأولى والوصايا الستّ الأخيرة تتعلّق بهذين المبدأين وتنتج عنهما. لقد أوضح المسيح للناموسيّ مَن كان قريبه مِن خلال المثل الذي يحكي عن رجل كان مسافراً مِن أورشليم إلى أريحا، فوقع بين لصوص سرقوه وضربوه، وتركوه على قارعة الطريق بين حيّ وميت. رأى الكاهن واللاوي أنّ هذا الرجل كان يعاني، ولكنّ قلبيهما لم يستجيبا لعوزه وحاجته، بل تحاشياه بالمرور عبر الجانب الآخر. وكان السامريّ مارّاً عبر ذلك الطريق نفسه، وعندما رأى أنّ ذلك الغريب كان بحاجة إلى المساعدة، لم يتساءل عمّا إذا كان قريبه أو كان مِن بلده أو عقيدته. ولكنّه راح يعمل لمساعدة ذلك المتألّم، لأنّ عملاً ما كان ينبغي لأحدهم القيام به. فأغاثه على أفضل وجه ممكن، و أركبه على دابّته، وأتى به إلى فندق، وقام بما يلزم مِن ترتيبات لتلبية احتياجاته على نفقته الخاصّة. ChSAr 192.1

لقد كان هذا السامريّ، كما قال المسيح، هو القريب بالنسبة للرجل الذي وقع بين اللصوص. إنّ اللاوي والكاهن يمثّلان في الكنيسة طبقة مِن الناس لا تبالي بأولئك الأشخاص عينهم الذين يحتاجون إلى تعاطفهم ومساعدتهم. وأفراد هذه الفئة، على الرغم مِن مقامهم في الكنيسة، فهم يكسرون الوصيّة. أمّا السامريّ فهو يمثّل الطبقة المكوّنة مِن المساعِدين الأمناء مع المسيح، والذين يقلّدون مثاله في فعل الخير. ChSAr 192.2

إنّ الذين يرْثون للبائسين والعمي والعرج والأرامل والأيتام والمحتاجين، يقدّمهم المسيح باعتبارهم حَفَظة الوصيّة الذين لهم حياة أبدية... يعتبر المسيح كلّ أعمال الرحمة والخير والاهتمام الذي يراعي البائسين والعمي والعرج والمرضى والأرامل واليتامى، كما لو أنّها تُفعَل به هو؛ وهذه الأعمال تُحفَظ في سجلّات السماء وسوف تلقى المكافأة. ومِن ناحية أخرى، سيُدوَّن في الكتاب سجلّ ضدّ أولئك الذين يُبدون تجاه البائسين اللامبالاة التي كانت عند الكاهن واللاوي، والذين يستفيدون مِن مصائب غيرهم، ويزيدون مِن ضيقهم لأجل مصالحهم الأنانية. ولا شكّ أنّ الله سيجازي كلّ عمل مِن أعمال الظلم، وكلّ مظهر مِن مظاهر اللامبالاة والإهمال تجاه المتضايقين بيننا. وسينال كلّ إنسان جزاء أعماله. — تستيمونيز فور ذا تشرش ٣: ٥١١-٥١٣. ChSAr 192.3