الخدمة المسيحية

170/270

١٦ - حركة امتداد الكنيسة

القصد الإلهي

ليس قصد الله أنْ يتجمّع أبناء شعبه ويسكنوا معاً في جماعات كبيرة. إنّ تلاميذ المسيح هم ممثّلوه على الأرض، وقد قصد الربّ أنْ يتفرّقوا في جميع أنحاء البلاد، في المدن الكبيرة والصغيرة وفي القرى، كأنوار وسط ظلمة العالم. يجب أنْ يُرسَلوا من أجل الله، شاهدين بإيمانهم وأعمالهم بقرب مجيء المخلّص. — تستيمونيز فور ذا تشرش ٨: ٢٤٤ . ChSAr 178.1

إنّ خطّة التّوطّن، أو الانتقال من أماكن مختلفة حيث لا يوجد إلّا القليل مِن القوّة أو التأثير، وتركيز تأثير الكثيرين في مكان واحد، هي خطّة تنزع النور مِن الأماكن التي يودّ الله أنْ يُشرق نوره فيها. — تستيمونيز فور ذا تشرش ٢: ٦٣٣ . ChSAr 178.2

فإذا تمّمت كنيسة المسيح غـرض ربنا فإنّ النـور يضـيء على ك—ل الجالس—ـين في الظلمـة ووادي ظـلال الموت. وبدلا من أن يجتمع أعضاء الكنيسة معا وينفّضوا أيديهم من كل مسؤولية وحمل الصليب يمكنهم أن ينتشروا في كل بقاع الأرض وكل البلدان جاعلين نور المسيح يضيء منهم، ويعملون كما عمل هو لأجل خلاص النفوس، فكانت «بِشَـارَةُ المَلَكُـوتِ» هذه تنتشر بسـرعة إلى كل أنحاء العالم. — خواطر من جبل البركة، صفحة ٤٢، ٤٣. ChSAr 178.3

أيّتها الأخوات والإخوة، لماذا تحومون حول كنائسكم؟ ادرسوا مَثل الخروف الضالّ، وانطلقوا رعاةً أمناء ساعين في طلب مَن ضلّ في برّيّة الخطيئة. أنقذوا الهالكين. — ذا ريڨيو آند هيرالد، ١٢ ديسمبر ١٨٩٣. ChSAr 178.4

يستطيع أعضاء الكنيسة العلمانيون أنْ يقوموا بعمل لم يكادوا يبدؤون به حتّى الآن. يجب ألّا ينتقل أحد إلى مناطق جديدة لمجّرد السعي وراء الأرباح العالمية، ولكنْ حيث يتيسّر تحصيل نفقات المعيشة. فلتقطن عائلات متأصّلة جيّداً في الحقّ — عائلة أو عائلتان في المكان الواحد، وليعمل أعضاؤها كمبشّرين. وينبغي لهم أنْ يشعروا بمحبّة للنفوس، وبواجب العمل مِن أجلهم. كما ينبغي أنْ يتّخذوا مِن أمر جلبهم إلى الحقّ موضوعاً لدراستهم. بإمكانهم أنْ يوزّعوا مطبوعاتنا، ويعقدوا الاجتماعات في بيوتهم، ويتعرّفوا بجيرانهم ويدعوهم لحضور تلك الاجتماعات. وهكذا يضيء نورهم في أعمال صالحة. — تستيمونيز فور ذا تشرش ٨: ٢٤٥. ChSAr 178.5

ينبغي على الإخوة والأخوات الراغبين في تغيير أماكن إقامتهم، والذين يضعون مجد الله نصب أعينهم، ويشعرون بالمسؤولية الفردية الواقعة على عاتقهم في فعل الخير للآخرين، وفي إعانة النفوس التي لم يبخل عنها المسيح حتى بحياته الثمينة وإنقاذها، الانتقال إلى المدن والقرى التي لا يشعّ فيها سوى القليل مِن النور أو لا نور على الإطلاق، وحيث يمكنهم أنْ يقدّموا فائدة فعلية ويأتوا بالبركة إلى الآخرين بعملهم وخبرتهم. المطلوب مِن المبشّرين أنْ يذهبوا إلى المدن والقرى ويرفعوا فيها راية الحقّ، وذلك كي يكون لله شهود منتشرين في جميع أنحاء البلاد، ولكي يخترق نور الحقّ تلك الأماكن حيث لم يصل إليها النور بعد، ولكي يُرفَع لواء الحقّ في أماكن لم تعرف الحقّ بعد. — تستيمونيز فور ذا تشرش ٢: ١١٥. ChSAr 179.1

لا شيء مثل خدمة الإنسان للآخرين يستطيع أن يوقظ في النفس غيرةً مُضحّية ويوّسع أفقَ الخُلُق ويقوّيه‏.‏ إنّ كثيرين من المُعترفين بالمسيحيّة عندما يحاولون إقامة علاقاتٍ بينهم وبين الكنيسة لا يفكّرون في غير أنفسهم‏.‏ فهم يرغبون في التمتّع بشركة الكنيسة واهتمام الراعي، ثمّ يصيرون أعضاء في كنائس كبيرةٍ وناجحة‏،‏ ويكتفون بأن يعملوا قليلاً لأجل الآخرين‏.‏ وهم بهذه الوسيلة يحرمون أنفسهم من أثمن البركات‏.‏ إنّ كثيرين يحصلون على نفع كبير إذ يضحّون بعشرائهم المُحبّين لّلهو والتفكّه‏.‏ إنّهم بحاجة للذهاب إلى حيث تدعو الحاجةُ إلى جهودهم في العمل المسيحي‏،‏ ويمكنهم أن يتعلّموا الاضطلاع بالمسؤوليات. — خدمة الشفاء، صفحة ١٠٠. ChSAr 179.2

هناك آلاف الأماكن التي يمكن الدخول إليها حيث لم تُرفع فيها أبداً راية الحقّ، وحيث لم يُسمع إعلان الحقّ في أمريكا. ويمكن أنْ يدخل حقلَ الحصاد الآلافُ مِن الخاملين دينيّاً الآن، ونتيجة لذلك، سيسيرون كالعرج في طريقهم إلى السماء معربين عن شكوكهم فيما إذا كانوا مسيحيين. إنّ حاجتهم هي إلى اتّحاد حيوي بيسوع المسيح. وحينئذ يمكن أنْ يُقال عنهم أنّهم: «عاملون مع الله”. أريد أنْ أقول للكثيرين، أنتم تنتظرون أنْ يأتي أحدهم ويحملكم إلى الكرْم ويوجّهكم لأداء العمل، أو يأتي بالكرْم إليكم، وذلك كي لا يواجهكم إزعاج أو مضايقة في العمل. سوف تنتظرون باطلاً وبلا فائدة. إذا رفعتم أعينكم وأينما وقعت أنظاركم ستنظرون الحقول قد نضجت للحصاد وهي تنتظر المنجل؛ سوف تجدون العمل بالقرب منكم وبعيداً عنكم. ولكن لِكَمْ مِنكُم سيقول المسيح في الدينونة، «عبيد صالحون وأمناء»؟ أُفَكّرُ في كيف تشعر الملائكة حيال اقتراب النهاية، بينما أولئك الذين يزعمون أنّ لهم معرفة بالله وبيسوع المسيح الذي أرسله، يجتمعون معاً، ويحتشدون، ويحضرون الاجتماعات، ويشعرون بعدم الرضا إذا لم يقدّم الوعظ فائدة لنفوسهم أو يشدّد قوّة الكنيسة، في حين أنّهم — حرفيا — لا يفعلون شيئاً... وإذا لم تحظَ توقّعاتهم الزمنية والمادّيّة بالازدهار والنجاح عند الانتقال إلى الأماكن التي لم يُعلَن فيها الحقّ، أو لم يلمع فيها سوى بصيص نور، فهل سيقومون بالعمل عينه الذي قام به يسوع لإنقاذهم؟ — نشرة المجمع العام، ١٣١، ١٨٩٣. ChSAr 179.3

إنّنا نرى أنّ عمل الكرازة يحتاج حاجة عظمى لا لأنْ يحمل الحقّ إلى البلدان الأجنبية وحسب، بل إلى مَن هم بالقرب منّا. بجانبنا ومِن حولنا مدنٌ وبلدات لم تُبذَل فيها أيّة جهود لإنقاذ النفوس. لماذا لا تستقرّ في تلك المدن والقرى العائلاتُ التي تعرف الحقّ الحاضر، لكي تقيم فيها راية المسيح، وتعمل بتواضع، وليس بطريقتها الخاصّة، ولكن بحسب طريقة الله، بهدف أنْ تأتي بالنور لِمَن لا يعرفه؟ ChSAr 180.1

عندما ستتمتّع الكنيسة بروح الرسالة بالفعل، فإنّ الأعضاء سيضعون كلّ نشاطهم في عمل إنقاذ النفوس التي مات المسيح لأجلها. سوف يدخلون حقولاً جديدة، وسيقوم بعض الذين ليسوا قساوسة مرسومين بالعمل مع الله في زيارة الكنائس، وسيحاولون تقوية ما تبقّى فيها، وسيكونون على استعداد للموت. سيكون بين أعضاء الكنيسة مَن سينتقلون ليقيموا في بلدات ومدن وأماكن تبدو نائية، لكي يَدَعوا النور الذي أعطاهم إيّاه الله يشرق على الآخرين. ولن يُرجى مِن بعض الذين يلتقون بهم الكثير، ولكنّ السؤال الوحيد الذي ينبغي أنْ يُطرَح، هل سيدخلون في توافق مع المسيح؟ وهل سيصبحون شركاء روحه، كي يُظهروا — مِن خلال تأثيرهم بالمثال والتعليم — فضائل ذاك الذي هو مصدر الحقّ والبِرّ؟ ChSAr 180.2

يمكن للإخوة الذين تكيّفوا مع العمل، في الأماكن التي لا تعرف الحقّ، أنْ يستأجروا قاعة أو مكاناً مناسباً آخر لعقد الاجتماعات، ويجمعوا فيها جميع الراغبين في الحضور. ثمّ فليقوموا بإرشاد الناس وتعليمهم عن الحقّ. ليس عليهم أنْ يلقوا العظات، ولكن أنْ يُمْسِكوا ا الكِتَاب المُقدَّس، ويدَعوا الله يتكلّم مباشرة مِن خلال كلمته. وفي حال حضور عدد قليل مِن الأشخاص، يمكنهم أنْ يقرأوا مقاطع مِن كلمة الله، دون استعراض أو إثارة. فقط اقرأوا واشرحوا حقّ الإنجيل ببساطته، ورنّموا الترانيم وصلّوا معهم. — ذا ريڨيو آند هيرالد، ٢٩ سبتمبر ١٨٩١. ChSAr 181.1