قِصَّة الفداء
التابوت يؤخذ
«وَكَانَ عِنْدَ دُخُولِ تَابُوتِ عَهْدِ الرَّبِّ إِلَى الْمَحَلَّةِ أَنَّ جَمِيعَ إِسْرَائِيلَ هَتَفُوا هُتَافًا عَظِيمًا حَتَّى ارْتَجَّتِ الأَرْضُ. فَسَمِعَ الْفِلِسْطِينِيُّونَ صَوْتَ الْهُتَافِ فَقَالُوا: ‹مَا هُوَ صَوْتُ هذَا الْهُتَافِ الْعَظِيمِ فِي مَحَلَّةِ الْعِبْرَانِيِّينَ؟› وَعَلِمُوا أَنَّ تَابُوتَ الرَّبِّ جَاءَ إِلَى الْمَحَلَّةِ. فَخَافَ الْفِلِسْطِينِيُّونَ لأَنَّهُمْ قَالُوا: ‹قَدْ جَاءَ اللهُ إِلَى الْمَحَلَّةِ›. وَقَالُوا: ‹وَيْلٌ لَنَا لأَنَّهُ لَمْ يَكُنْ مِثْلُ هذَا مُنْذُ أَمْسِ وَلاَ مَا قَبْلَهُ! وَيْلٌ لَنَا! مَنْ يُنْقِذُنَا مِنْ يَدِ هؤُلاَءِ الآلِهَةِ الْقَادِرِينَ؟ هؤُلاَءِ هُمُ الآلِهَةُ الَّذِينَ ضَرَبُوا مِصْرَ بِجَمِيعِ الضَّرَبَاتِ فِي الْبَرِّيَّةِ. تَشَدَّدُوا وَكُونُوا رِجَالاً أَيُّهَا الْفِلِسْطِينِيُّونَ لِئَلاَّ تُسْتَعْبَدُوا لِلْعِبْرَانِيِّينَ كَمَا اسْتُعْبِدُوا هُمْ لَكُمْ. فَكُونُوا رِجَالاً وَحَارِبُوا›. فَحَارَبَ الْفِلِسْطِينِيُّونَ، وَانْكَسَرَ إِسْرَائِيلُ وَهَرَبُوا كُلُّ وَاحِدٍ إِلَى خَيْمَتِهِ. وَكَانَتِ الضَّرْبَةُ عَظِيمَةً جِدًّا، وَسَقَطَ مِنْ إِسْرَائِيلَ ثَلاَثُونَ أَلْفَ رَاجِل. وَأُخِذَ تَابُوتُ اللهِ، وَمَاتَ ابْنَا عَالِي حُفْنِي وَفِينَحَاسُ» (صموئيل الأوّل ٤: ٥-١١). SRAr 186.1
لقد ظنَّ الفلسطينيُّون أنَّ هذا التابوت هو إله بني إسرائيل. ولم يعلموا أنَّ الإله الحيَّ، الذي خلق السماوات والأرض، والذي أعطى شريعته على جبل سيناء، هو الذي يمنح النجاح والفشل بحسب الطاعة أو العصيان لشريعته المتضمَّنة في ذلك الصندوق المُقدَّس. SRAr 187.1
وقعت مجزرة عظيمة في إسرائيل. كان عالي جالسًا بجانب الطريق يُراقب بقلب مضطرب ليتلقّى أخبارًا مِن الجيش. كان يخشى أنْ يؤخد تابوت عهد الله وتنجِّسه جيوش الفلسطينيِّين. جاء ساعٍ مِن الجيش راكضًا نحو شيلوه، وأخبر عالي أنَّ ابنيه قد ماتا. تلقَّى عالي هذه الأخبار بنوع مِن الهدوء، إذ كانت لديه أسباب دعته ليتوقَّع حدوث الأمر. ولكنْ، عندما تابع الساعي حديثه قائلًا: «وَأُخِذَ تَابُوْتُ اللهِ» (صموئيل الأوّل ٤: ١٧)، ارتجف عالي على كرسيِّه حزنًا وأسًى، وسقط إلى الوراء ومات. لقد حظي بنصيب مِن سخط الله الذي وقع على ابنيه. إنَّه كان مُذنبًا إلى حدٍّ بعيد في عصيانهما، لأنَّه أجرم عندما أهمل أنْ يردعهما. كان استيلاء الفلسطينيِّين على تابوت عهد الله أعظم مصيبة يمكن أنْ تحلَّ بالشعب. ولهذا، أطلقت زوجة فينحاس، التي كانت على وشك أنْ تموت، على ابنها اسم «إِيخَابُودَ» «قَائِلَةً: ‹قَدْ زَالَ الْمَجْدُ مِنْ إِسْرَائِيلَ›. لأَنَّ تَابُوتَ اللهِ قَدْ أُخِذَ...” (صموئيل الأوّل ٤: ٢١). SRAr 187.2