قِصَّة الفداء

88/229

نتيجة إهمال عالي

عندما كان عالي رئيسًا للكهنة، قام بترقية ابنَيه إلى مرتبة الكهنوت. لم يكن يُسمح لأحد سوى عالي بدخول قدس الأقداس مرَّة واحدة في السنة. كان ابناه يخدمان عند باب الهيكل ويعملان في ذبح الحيوانات وعند مذبح التقدمات. وكانا دائمًا يستهينان بهذه الوظيفة المقدَّسة. لقد كانا أنانيَّين طمَّاعَيْن شَرِهَين وفاسِقَين. وقد أنَّب الله عالي على جرم إهماله في تأديب أسرته. كان عالي يوبِّخ أبناءه لكنَّه لم يردعهم. وبعد أنْ تمَّ تعيينهم في مرتبة الكهنوت المقدَّسة، سَمِعَ عالي عن سلوكهما إذ كانا يسلبان ذبائح بني إسرائيل، وكذلك عن تعدِّياتهما السافِرة على شريعة الله وتجرّؤهما، وهذا ما جعل إسرائيل يُخطئ. SRAr 184.3

كشف الربُّ للصبيِّ صموئيل عن الدينونة التي سيجلبها على بيت عالي بسبب إهماله. «فَقَالَ الرَّبُّ لِصَمُوئِيلَ: ‹هُوَذَا أَنَا فَاعِلٌ أَمْرًا فِي إِسْرَائِيلَ كُلُّ مَنْ سَمِعَ بِهِ تَطِنُّ أُذُنَاهُ. فِي ذلِكَ الْيَوْمِ أُقِيمُ عَلَى عَالِي كُلَّ مَا تَكَلَّمْتُ بِهِ عَلَى بَيْتِهِ. أَبْتَدِئُ وَأُكَمِّلُ. وَقَدْ أَخْبَرْتُهُ بِأَنِّي أَقْضِي عَلَى بَيْتِهِ إِلَى الأَبَدِ مِنْ أَجْلِ الشَّرِّ الَّذِي يَعْلَمُ أَنَّ بَنِيهِ قَدْ أَوْجَبُوا بِهِ اللَّعْنَةَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ، وَلَمْ يَرْدَعْهُمْ. وَلِذلِكَ أَقْسَمْتُ لِبَيْتِ عَالِي أَنَّهُ لاَ يُكَفَّرُ عَنْ شَرِّ بَيْتِ عَالِي بِذَبِيحَةٍ أَوْ بِتَقْدِمَةٍ إِلَى الأَبَدِ›” (صموئيل الأوّل ٣: ١١-١٤). SRAr 185.1

كانت تعدِّيات ابنَي عالي سافِرة للغاية ومُهينة لله القدُّوس، حتَّى أنَّه لم يكن بإمكان أيَّة ذبيحة أنْ تُكفِّر عن ذلك التعدِّي المُتعمَّد. لقد دنَّس هذين الكاهنين الخُطاة الذبائحَ التي ترمز إلى ابن الله. ومِن خلال سلوكهما المُجدِّف والكافِر كانا يدوسان على دم الكفارة التي كانت مصدر الطهارة لكلِّ الذبائح. SRAr 185.2

أخبر صموئيل عالي بكلمات الربِّ: «فَقَالَ: ‹هُوَ الرَّبُّ. مَا يَحْسُنُ فِي عَيْنَيْهِ يَعْمَلُ›” (صموئيل الأوّل ٣: ١٨). كان عالي يعلم أنَّ الإهانة قد لحقت الله، وقد شعر بخطيّته. وسلَّم بأنَّ الله كان يعاقبه على خَطِيَّة الإهمال. أعلن عالي لجميع بني إسرائيل الكلام الذي تكلَّم به الربُّ مع صموئيل. وبعمله هذا، اعتقد أنَّه يُصحِّح إلى حدٍّ ما إهماله الشرِّير السابق. والشرُّ الذي نُطق به على عالي لم يتأخَّر إتمامه كثيرًا. SRAr 185.3

خرج إسرائيل للقاء الفلسطينيِّين على جبهة القتال فانهزموا، وقُتِلَ منهم أربعة آلاف رجل. فدبَّ الخوف بين صفوف العبرانيِّين. لقد علموا أنَّ الشعوب الأخرى، إذا سمعت بهزيمتهم، ستستمدُّ الشجاعة لتحاربهم أيضًا. أقرَّ شيوخ إسرائيل أنَّ هزيمتهم قد حصلت لأنَّ تابوت عهد الله لم يكن معهم، فأرسلوا إلى شيلوه ليأتوا به. لقد فكَّروا في أحداث عبور نهر الأردنّ والاحتلال السهل لأريحا عندما كانوا يحملون التابوت، واستقرَّ رأيهم على أنَّ كلَّ ما كان لازمًا للانتصار على أعدائهم هو أنْ يجلبوا التابوت معهم. إنَّهم لم يدركوا أنَّ قوَّتهم كانت تكمُن في إطاعة الشريعة التي كانت موضوعة ضمن التابوت، والتي كانت تمثِّل الله ذاته. وكان مع التابوت المقدَّس الكاهِنان المُلوَّثان، حفني وفنحاس، وكانا ينتهكان شريعة الله. رافق هذان الخاطئان التابوت إلى محلَّة إسرائيل. فعادت الثقة في نفوس رجال الحرب، وشعروا بثقة الانتصار. SRAr 185.4