قِصَّة الفداء

86/229

يشوع قائد حكيم ومُكرَّس

لم تشب أخلاق يشوع المقدَّسة أيَّة شائبة. كان قائدًا حكيمًا، وكانت حياته بكاملها مكرَّسة لله. وقبل موته دعا جميع العبرانيِّين، وفي هذا كان يتبع مثال موسى، وأوجز كلَّ ترحالهم في البرِّيَّة وأيضًا مُعاملات الله الرحيمة معهم. بعد ذلك خاطبهم بفصاحة لسان. وروى لهم أنَّ ملك موآب أعلن الحرب عليهم ودعا بلعام ليلعنهم؛ لكنَّ الله لم يشأ أنْ يسمع لبلعام، «فَبَارَكَكُمْ بَرَكة» (يشوع ٢٤: ١٠). ثمَّ قال لهم: «وَإِنْ سَاءَ فِي أَعْيُنِكُمْ أَنْ تَعْبُدُوا الرَّبَّ، فَاخْتَارُوا لأَنْفُسِكُمُ الْيَوْمَ مَنْ تَعْبُدُونَ: إِنْ كَانَ الآلِهَةَ الَّذِينَ عَبَدَهُمْ آبَاؤُكُمُ الَّذِينَ فِي عَبْرِ النَّهْرِ، وَإِنْ كَانَ آلِهَةَ الأَمُورِيِّينَ الَّذِينَ أَنْتُمْ سَاكِنُونَ فِي أَرْضِهِمْ. وَأَمَّا أَنَا وَبَيْتِي فَنَعْبُدُ الرَّبَّ» (يشوع ٢٤: ١٥). SRAr 181.3

«فَأَجَابَ الشَّعْبُ وَقَالُوا: ‹حَاشَا لَنَا أَنْ نَتْرُكَ الرَّبَّ لِنَعْبُدَ آلِهَةً أُخْرَى، لأَنَّ الرَّبَّ إِلهَنَا هُوَ الَّذِي أَصْعَدَنَا وَآبَاءَنَا مِنْ أَرْضِ مِصْرَ مِنْ بَيْتِ الْعُبُودِيَّةِ، وَالَّذِي عَمِلَ أَمَامَ أَعْيُنِنَا تِلْكَ الآيَاتِ الْعَظِيمَةَ، وَحَفِظَنَا فِي كُلِّ الطَّرِيقِ الَّتِي سِرْنَا فِيهَا وَفِي جَمِيعِ الشُّعُوبِ الَّذِينَ عَبَرْنَا فِي وَسَطِهِمْ›” (يشوع ٢٤: ١٦-١٧). SRAr 182.1

جدَّد الشعب عهدهم مع يشوع. وقالوا له: «الرَّبَّ إِلهَنَا نَعْبُدُ وَلِصَوْتِهِ نَسْمَعُ» (يشوع ٢٤: ٢٤). كتب يشوع كلمات عهدهم هذا في الكتاب الذي يحتوي على الشرائع والأحكام التي أعطِيَت لموسى. كان يشوع محبوبًا ومُحترمًا مِن جميع إسرائيل، وقد ناحوا عليه بعد موته مناحة عظيمة. SRAr 182.2