قِصَّة الفداء
يُسلَّمون إلى عماليق
«وَأَتَى عَمَالِيقُ وَحَارَبَ إِسْرَائِيلَ فِي رَفِيدِيمَ. فَقَالَ مُوسَى لِيَشُوعَ: ‹انْتَخِبْ لَنَا رِجَالاً وَاخْرُجْ حَارِبْ عَمَالِيقَ. وَغَدًا أَقِفُ أَنَا عَلَى رَأْسِ التَّلَّةِ وَعَصَا اللهِ فِي يَدِي›. فَفَعَلَ يَشُوعُ كَمَا قَالَ لَهُ مُوسَى لِيُحَارِبَ عَمَالِيقَ. وَأَمَّا مُوسَى وَهَارُونُ وَحُورُ فَصَعِدُوا عَلَى رَأْسِ التَّلَّةِ. وَكَانَ إِذَا رَفَعَ مُوسَى يَدَهُ أَنَّ إِسْرَائِيلَ يَغْلِبُ، وَإِذَا خَفَضَ يَدَهُ أَنَّ عَمَالِيقَ يَغْلِبُ. فَلَمَّا صَارَتْ يَدَا مُوسَى ثَقِيلَتَيْنِ، أَخَذَا حَجَرًا وَوَضَعَاهُ تَحْتَهُ فَجَلَسَ عَلَيْهِ. وَدَعَمَ هَارُونُ وَحُورُ يَدَيْهِ، الْوَاحِدُ مِنْ هُنَا وَالآخَرُ مِنْ هُنَاكَ. فَكَانَتْ يَدَاهُ ثَابِتَتَيْنِ إِلَى غُرُوبِ الشَّمْسِ» (خروج ١٧: ٨-١٢). SRAr 133.1
رفع موسى يديه نحو السماء، وعصا الله كانت في يده اليمنى، وراح يتوسَّل إلى الله في طلب العون. عندئذ انتصر إسرائيل وطردوا أعداءهم. وعندما كان موسى يخفض يديه، بدا بأنَّ إسرائيل خسر كلَّ ما اكتسبه وانهزم أمام أعدائه. عاد موسى ورفع يديه نحو السماء، فغلب إسرائيلُ وطُرِد الأعداء. SRAr 133.2
إنَّ العمل الذي قام به موسى، في رَفْع يديه عاليًا نحو الله، كان الهدف منه تعليم إسرائيل أنَّهم حينما يضعون ثقتهم في الله ويتمسَّكون بقوَّته ويُمجِّدون عرشه، فإنَّه سيُحارب عنهم ويُخضِع أعداءهم. ولكنْ، عندما يتخلّون عن تمسُّكهم بقوَّته هو ويضعون ثقتهم في قوَّتهم الذاتيَّة، سيصبحون أضعف مِن أعدائهم الذين لم يكن لديهم معرفة الله، وسيتغلَّب أعداؤهم عليهم. بعد ذلك، «هَزَمَ يَشُوعُ عَمَالِيْقُ وَقَوْمَهُ بِحَدِّ السَّيْفِ» (خروج ١٧: ١٣). SRAr 133.3
«فَقَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى: ‹اكْتُبْ هذَا تَذْكَارًا فِي الْكِتَابِ، وَضَعْهُ فِي مَسَامِعِ يَشُوعَ. فَإِنِّي سَوْفَ أَمْحُو ذِكْرَ عَمَالِيقَ مِنْ تَحْتِ السَّمَاءِ›. فَبَنَى مُوسَى مَذْبَحًا وَدَعَا اسْمَهُ ‹يَهْوَهْ نِسِّي›. وَقَالَ: ‹إِنَّ الْيَدَ عَلَى كُرْسِيِّ الرَّبِّ. لِلرَّبِّ حَرْبٌ مَعَ عَمَالِيقَ مِنْ دَوْرٍ إِلَى دَوْرٍ›” (خروج ١٧: ١٤-١٦). لو لم يتذمَّر بنو إسرائيل على الربِّ، لمَا سمح لأعدائهم أنْ يشنُّوا حربًا عليهم. SRAr 134.1