قِصَّة الفداء

227/229

نارٌ تنزل مِن السماء

حينئذ تتحقَّق كلمات النبيّ: «لأَنَّ لِلرَّبِّ سَخَطًا عَلَى كُلِّ الأُمَمِ، وَحُمُوًّا عَلَى كُلِّ جَيْشِهِمْ. قَدْ حَرَّمَهُمْ، دَفَعَهُمْ إِلَى الذَّبْحِ» (إشعياء ٣٤: ٢)، «يُمْطِرُ عَلَى الأَشْرَارِ فِخَاخًا، نَارًا وَكِبْرِيتًا، وَرِيحَ السَّمُومِ نَصِيبَ كَأْسِهِمْ» (مزمور ١١: ٦). إنَّ النار تنزل مِن عند الله مِن السماء، والأرض تتكسَّر، والأسلحة المخفيَّة في أعماقها تخرج. فتُخرِج مِن فجواتها نارًا مُحرِقة، والصخور نفسها تشتعل بالنار. لقد جاء اليوم «المُتَّقِدُ كَالتَّنُّورِ» (ملاخي ٤: ١). «وَتَنْحَلُّ الْعَنَاصِرُ مُحْتَرِقَةً، وَتَحْتَرِقُ الأَرْضُ وَالْمَصْنُوعَاتُ الَّتِي فِيهَا» (٢ بطرس ٣: ١٠). لقد أعدِّت نار تفتة (إشعياء ٣٠: ٣٣) للمَلك، رئيس المتمرِّدين والعُصاة؛ لذلك فالكومة عميقة وواسعة، و»نَفْخَةُ الرَّبِّ كَنَهْرِ كِبْرِيتٍ تُوقِدُهَا» (إشعياء ٣٠: ٣٣). وبدا سطح الأرض كأنَّه كتلة واحدة ذائبة وبُحيرة واسعة مِن النار التي تغلي. إنَّه وقت دينونة الأشرار وهلاكهم، «لأَنَّ لِلرَّبِّ يَوْمَ انْتِقَامٍ، سَنَةَ جَزَاءٍ مِنْ أَجْلِ دَعْوَى صِهْيَوْنَ» (إشعياء ٣٤: ٨). SRAr 428.1

إنَّ الأشرار ينالون جزاءهم في الأرض. «يَكُونُونَ قَشًّا، وَيُحْرِقُهُمُ الْيَوْمُ الآتِي، قَالَ رَبُّ الْجُنُودِ» (ملاخي ٤: ١). فالبعض يهلكون كما في لحظة، بينما يتعذَّب آخرون أيَّامًا طويلة. والجميع سيُعاقَبون بحسب أعمالهم. وخطايا الأبرار قد نُقِلَت إلى الشيطان، أصل الشرّ ومبتدعه الذي يجب أنْ يتحمَّل قصاصهم. ولأجل هذا فهو سيقاسي وسيتألّم لا لأجل عصيانه هو فحسب، بل لأجل كلِّ الخطايا التي جعل شعبَ الله يرتكبونها. إنَّ القصاص الذي سيقع عليه سيكون أرهب بكثير مِن قصاص الذي سيحلُّ بمَن قد أضلَّهم. فبعد أنْ يهلك جميع الذين غرَّر هو بهم، سيظلُّ حيًّا وسيُقاسي الأهوال. إنَّ الأشرار يهلكون في آخر المطاف أصلًا وفرعًا في النيران المُطهِّرة. فالشيطان هو الأصل وأتباعه هم الفروع. لقد أجيبَت كلُّ مطالب العدل الإلهيِّ، والقدِّيسون وجميع الملائكة يهتفون بصوت عالٍ قائلين: «آمين”. SRAr 429.1

وإذ تلتفُّ الأرض في رداءٍ مِن نار الله المُهلِكة، يسكن الأبرار باطمئنان في المدينة المُقدَّسة. وأولئك الذين كان لهم نصيب في القيامة الأولى لن يكون للموت الثاني سلطان عليهم (رؤيا يوحنَّا ٢٠: ٦). وفي حين أنَّ الله هو نار آكلة للأشرار، فإِنَّه لشعبه «شَمْسٌ وَمِجَنٌّ» (مزمور ٨٤: ١١). SRAr 429.2