قِصَّة الفداء

215/229

٦٠ - زمن الضِّيق

رأيتُ القدِّيسين يتركون القُرى والمُدُن ويتجمَّعون معًا في جماعات ويعيشون في أكثر الأماكن انعزالًا. لقد أمدَّتهم الملائكة بالطعام والماء، بينما كان الأشرار يُعانون مِن الجوع والعطش. ثمَّ رأيتُ قادة العالَم يتشاورون معًا، والشيطان وملائكته يعملون حولهم بنشاط. رأيتُ نشرة تناثَرَت نسخٌ منها في أنحاء مختلفة مِن الأرض، حيث وردت فيها أوامر تفيد بأنَّه ما لم يترك القدِّيسون معتقدهم المُميَّز ويتخلُّوا عن حفظ السبت ويحفظوا اليوم الأوَّل مِن الأسبوع، فسيكون الشعب مخوَّلًا بعد فترة زمنيَّة محدَّدة. ولكنْ، في ساعة التجربة هذه كان القدِّيسون هادئين متماسكين واثقين بالله ومتمسِّكين بوعده بأنَّ طريقًا للنجاة سيُعدُّ لأجلهم. SRAr 406.1

وفي بعض الأماكن أسرع الأشرار نحو القدِّيسين ليقتلوهم قبل الوقت المحدَّد لتنفيذ الحكم؛ لكنَّ ملائكة في هيئة رجال حرب دافعوا عنهم. كان الشيطان ينتظر بتلهُّف ليحصل على امتياز يمكِّنه مِن إهلاك قدِّيسيّ العليّ، لكنَّ يسوع أمر ملائكته بحراستهم. إنَّ الله سيتمجَّد في أنْ يقيم عهده مع الذين حفظوا شريعته، أمام أعين الوثنيِّين المُحيطين بهم؛ ويسوع سيتمجَّد مِن خلال أنْ ينقل المؤمنين الذين انتظروا قدومه لزمن طويل، فلا يرون الموت. SRAr 406.2

رأيتُ القدِّيسين يُقاسون آلامًا نفسيَّة هائلة. كما بدا وكأنَّ سكَّان الأرض الأشرار يحاصرونهم. كانت كلَّ الوجوه ضدَّهم، وابتدأ البعض يشعر بالخوف مِن أنْ يكون الله قد تركهم أخيرًا ليلاقوا الهلاك على يد الأشرار. ولكنْ، لو كان لعيونهم أنْ تنفتح لرأوا أنَّ ملائكة الله كانت تحيط بهم. بعد ذلك جاء حشد الأشرار الغاضبين، وتبعهم جمهور كبير مِن الملائكة الأشرار وهم يحثُّون الأشرار على التعجيل في قتل القدِّيسين. ولكنْ، قبل أنْ يتمكَّن الأشرار مِن الاقتراب مِن شعب الله، كان عليهم أنْ يمرُّوا أوَّلًا مِن خلال فريق الملائكة الأقوياء القدِّيسين، وهذا كان مُستحيلًا. فملائكة الله أجبروا الأشرار على التراجع، كما تسبَّبوا أيضًا في تقهقر الملائكة الأشرار الذين كانوا يتدافعون مِن حولهم. SRAr 407.1