قِصَّة الفداء

204/229

رسالة خطيرة

تتضمَّن رسالة الملاك الثالث أرهب تهديد وُجِّه إلى بني البشر على الإطلاق. إنَّ تلك الْخَطِيَّةِ التي تستمطر غضب الله الصرف (الذي لا أثر للرحمة فيه) لا بدَّ أنْ تكون خَطِيَّة رهيبة. لن يُترك الناس في الظلام في ما يختصَّ بهذا الأمر الهامّ؛ فالإنذار الخاصُّ بهذه الْخَطِيَّةِ سيُقدَّم إلى العالَم قبل افتقاد دينونة الله كي يعلم الجميع لماذا تحلُّ الدينونة بالناس وتكون لديهم فرصة للنجاة منها. SRAr 383.2

سيظهر فريقان متعارضان حول موضوع الصراع العظيم: فريقٌ «يَسْجُدُ لِلْوَحْشِ وَلِصُورَتِهِ، وَيَقْبَلُ سِمَتَهُ» (رؤيا يوحنَّا ١٤: ٩)، وبذلك يجلبون على أنفسهم الدينونة الرهيبة الواردة في التهديد الذي أطلقه الملاك الثالث، والفريق الآخر «يَحْفَظُونَ وَصَايَا اللهِ وَإِيمَانَ يَسُوعَ» (رؤيا يوحنَّا ١٤: ١٢) في تناقض ملحوظ مع العالَم. SRAr 383.3

تلك كانت الحقائق الخطيرة والهامَّة التي انكشفت أمام مَن قَبِلوا رسالة الملاك الثالث. وإذ أعادوا النظر في اختبارهم منذ الإعلان الأوَّل عن المجيء الثاني حتَّى انقضاء الوقت في سنة ١٨٤٤، رأوا تفسيرًا لخيبتهم وأنعشَ الرجاءُ والفرحُ قلوبهم مِن جديد. وقد سطع نورٌ مِن المَقدِس أنار الماضي والحاضر والمستقبل، وأدركوا أنَّ الله كان يقودهم بعنايته التي لا تُخطئ. والآن ها هم يشتركون في الإعلان عن إنذار الملاك الثالث بشجاعة متجدِّدة وإيمان راسخ. إنَّ انتباه العالَم يتوجَّه نحو السبت الحقيقيّ منذ سنة ١٨٤٤، وهذا يحدث إتمامًا لنبوءة الملاك الثالث. كما أنَّ أعدادًا متزايدة مِن المؤمنين ترجع على الدوام إلى حفظ يوم الربِّ المقدَّس. SRAr 383.4