قِصَّة الفداء
٤٨ - تقدُّم الإصلاح
كان قد اعتلى عرشَ ألمانيا إمبراطور جديد، يُدعى شارل الخامس، فأسرع رُسُل روما يزفُّون إليه التهاني ويحرِّضونه على استخدام قوَّته لمحاربة الإصلاح. ومِن ناحية أخرى، تقدَّم إليه منتخِب سكسونيا الذي كان شارل مدينًا له بتاجه إلى حدٍّ كبير، متوسِّلًا إليه ألَّا يتَّخذ إجراءات ضدَّ لوثر قَبْل أنْ يُعطيه فرصة للدفاع عن نفسه. SRAr 346.1
اتَّجه انتباه الأحزاب جميعها إلى اجتماع الولايات الألمانيَّة، الذي كان سيُعقد في مدينة ورمس تمامًا بعد اعتلاء شارل عرشَ الإمبراطوريَّة. وكانت هنالك مسائل ومصالح سياسيَّة مهمَّة كان على مجلس الأمَّة أنْ يُناقشها ويتدبَّرها؛ ولكنَّ هذه الأشياء بَدَت قليلة الأهمِّيَّة عندما قورنت بقضيَّة راهب ويتنبرج. SRAr 346.2
كان شارل قد أشار على المنتخِب مِن قَبل أنْ يأتي بلوثر معه إلى المَجمع مؤكِّدًا له أنَّ المُصلح سينال الحماية مِن كلِّ عنف، وواعدًا أيَّاه بأنْ يحظى بحرِّيَّة كاملة أثناء المناظَرة والجدال مع رجل ذي كفاءة لمناقشة المسائل الخلافيَّة. وكان لوثر مشتاقًا للمثول أمام الإمبراطور. SRAr 346.3
ارتعب أصدقاء لوثر واغتمُّوا. فإذ كان يعرفون شدَّة التعصُّب والعداء اللذين أضمرهما له خصومه كانوا يخشون أنَّه حتَّى صكُّ الأمان المُرسَل إليه قد لا يُحترم، ولذلك توسَّلوا إليه ألَّا يُخاطِر بحياته. فأجابهم: «إنَّ البابويِّين لا يرغبون في ذهابي إلى ورمس، بل يرغبون في إدانتي وموتي. ولكنَّ ذلك لا يهمُّ. لا تُصلُّوا لأجلي بل لأجل كلمة الله”. SRAr 346.4