قِصَّة الفداء

166/229

برهان على اختبار كرنيليوس

إنَّ المسألة التي كانت قيد البحث بدت وكأنَّها تشلُّ المجمع بمشكلات لا يمكن حلُّها حتَّى لو تمَّت مقاربتها مِن وجهات نظر مختلفة. ولكنَّ الحقيقة هي أنَّ الروح القدس كان قد سبق فبتَّ في هذه المشكلة التي كان يتوقَّف على الحكم فيها نجاح الكنيسة المسيحية إنْ لم يكن كيانها ووجودها نفسه. لقد وُهِبَ للرسل نعمة وحكمة ومقدرة مكرَّسة على الحكم والفصل في الأمور ليقوموا بالبتِّ في تلك المسألة المعقَّدة. SRAr 306.2

لقد حاججهم بطرس بالقول أنَّ الروح القدس قد بتَّ في القضيَّة إذ حلَّ على الأمم غير المختونين بقوَّة شبيهة بتلك التي حلَّ بها على اليهود المختونين سواء بسواء. وقد قصَّ عليهم خبر الرؤيا التي أراه الله فيها ملاءة فيها كلُّ دواب الأرض والوحوش وأمره أنْ يذبح ويأكل؛ ولمَّا رفض مؤكِّدًا أنَّه لم يأكل قطّ شيئًا دنسًا أو نجسًا، قال له: «مَا طَهَّرَهُ اللهُ لَا تُدنِّسُهُ أنْتَ!” (أعمال الرسل ١٠: ١٥). SRAr 306.3

وقال: «وَاللهُ الْعَارِفُ الْقُلُوبَ، شَهِدَ لَهُمْ مُعْطِيًا لَهُمُ الرُّوحَ الْقُدُسَ كَمَا لَنَا أَيْضًا. وَلَمْ يُمَيِّزْ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ بِشَيْءٍ، إِذْ طَهَّرَ بِالإِيمَانِ قُلُوبَهُمْ. فَالآنَ لِمَاذَا تُجَرِّبُونَ اللهَ بِوَضْعِ نِيرٍ عَلَى عُنُقِ التَّلاَمِيذِ لَمْ يَسْتَطِعْ آبَاؤُنَا وَلاَ نَحْنُ أَنْ نَحْمِلَهُ؟” (أعمال الرسل ١٥: ٨-١٠). SRAr 307.1

لم يكن ذلك النير هو الوصايا العشر كما يدَّعي مَن يقاومون مطاليب الشريعة المُلزمة؛ لكنَّ بطرس يُشير هنا إلى الشريعة الطقسيَّة التي ألغِيت وأبطِلت بصَلب المسيح. إنَّ خطاب بطرس هذا قد هيَّأ أعضاء المجمع كي يستمعوا بحكمة وتعقّل إلى بولس وبرنابا اللذين قصَّا عليهم اختبارهما في الخدمة بين الأمم. SRAr 307.2