قِصَّة الفداء

148/229

إعداد للخدمة

كانت حياة بولس محفوفة بالمخاطر، وقد تلقَّى مِن الله أمرًا بمغادرة دمشق لبعض الوقت. ذهب إلى العربيَّة؛ ووجد هناك، في عزلته النسبيَّة، مُتَّسعًا من الوقت للتأمُّل والتواصل مع الله. لقد حرص على أنْ ينفرد بالله ويفحص قلبه ويتعمَّق في توبته ويُعِدَّ نفسه مِن خلال الصلاة والدراسة للانخراط في عمل بدا له أعظم مِن أنْ يقوم هو به. لقد صار رسولًا لا باختيار الناس بل باختيار الله، وقد أعلِنَ بوضوح بأنَّه سيخدم الأمم مِن غير اليهود. SRAr 274.3

عندما كان في العربيَّة لم يتواصل مع الرسل؛ وقد طلب اللهَ بكلِّ قلبه عازمًا ألَّا يستريح حتَّى يتأكَّد أنَّ توبته قد قُبِلت وأنَّ خطيئته العظيمة قد غُفِرَت. ولم يكن ليتخلَّى عن الجهاد حتَّى يتأكَّد مِن أنَّ يسوع سيكون معه في خدمته القادمة. كان عليه أنْ يحمل معه في جسده على الدوام علامات مجد المسيح، وفي عينيه اللتين أصيبتا بالعمى مِن نور السماء. وكان يتوق أيضًا لأنْ يحمل معه على الدوام ضمان نعمة المسيح الساندة. لقد دخل بولس في اتِّصال وثيق مع السماء، وتواصل يسوع معه، وثبَّته في إيمانه، وأفاض عليه حكمته ونعمته. SRAr 275.1