قِصَّة الفداء

125/229

أربعون يومًا مع التلاميذ

بقي يسوع مع تلاميذه أربعين يومًا، وكان ذلك سبب فرح وسعادة لقلوبهم إذ كشف أمامهم حقائق ملكوت الله بشكل أكمل. لقد أمرهم أنْ يشهدوا بخصوص ما رأوا وسمعوا مِن أمور ذات صلة بآلامه وموته وقيامته وأنَّه قُدِّمَ ذبيحة للخَطِيَّة وأنَّ بإمكان الجميع أنْ يأتوا إليه وينالوا الحياة إنْ أرادوا. وبكلِّ رقَّة ممزوجة بالصدق أخبرهم بأنَّهم سيُضطهَدون ويحزنون، لكنَّهم سيجدون العزاء والراحة في استرجاع ذكرى اختباراتهم وتذكُّر الكلمات التي كلَّمهم بها. أخبرهم بأنَّه قد هزم تجارب الشيطان وأحرز النصرة خلال ما مرَّ به مِن تجارب وآلام. لن يكون للشيطان سلطانٌ عليه، إلَّا أنَّ الشيطان سيُوقِع تجاربه عليهم بشكل مُباشر وعلى كلِّ مَن سيؤمنون باسم يسوع. ولكنْ، يمكنهم أنْ يغلبوا كما غلب هو. لقد وهب يسوع تلاميذه قوَّة لصنع المعجزات، وأخبرهم أنَّ الأشرار سوف يضطهدونهم، ولكنْ بالرغم مِن ذلك، فهو سيُرسل ملائكته لإنقاذهم مِن وقت إلى آخر؛ وبيّنَ لهم أنَّهم لن يموتوا قبل أنْ يُتمِّموا مُرسليَّتهم؛ حينئذ قد يكون مِن اللازم عليهم أنْ يختموا بدمائهم الشهادة التي حملوها. SRAr 237.2

استمع أتباع يسوع المُتلهِّفين إلى تعاليمه بفرح مُلتهمين بشوق كلَّ كلمة خرجت مِن شفتيه الطاهرتين. لقد أدركوا الآن يقينًا أنَّه هو مُخلِّص العالَم. لقد غاصت كلماته عميقًا في قلوبهم، وحزنوا لأنَّهم سيفترقون قريبًا عن معلِّمهم السماويّ ولن يستمعوا فيما بعد إلى كلمات التعزية والنعمة مِن شفتيه. ولكنْ، مرَّة أخرى استدفأت قلوبهم بالمحبَّة والفرح العظيم، إذ قال لهم يسوع بأنَّه ذاهب لِيُعدَّ لهم مكانًا ثمَّ سيأتي ثانية ليأخذهم ليكونوا معه إلى الأبد. لقد وعدهم أيضًا أنْ يُرسل المُعزِّي، الروح القدس، لِيُرشدهم إلى كلِّ الحق. «وَرَفَعَ يَدَيْهِ وَبَارَكَهُمْ» (لوقا ٢٤: ٥٠). SRAr 238.1