المُعلّم الأعظم
مكافأة البحث والتنقيب
لا يظنَّن أحد أنه لم تبق بعد له معرفة يكتسبها. يمكن قياس عمق العقل البشري. وأعمال الكتَّاب البشريين يمكن قياسها. أما أسمى وأعمق وأوسع تحليق للخيال والفكر فلا يمكنه معرفة الله. توجد سرمدية أسمى من كل ما يمكننا إدراكه. لقد رأينا بصيصا من المجد الإلهي والمعرفة والحكمة اللامحدودتين لا أكثر، لقد كنا نشتغل على ظاهر المنجم على ما يبدو، بينما جوهر الذهب الغني هو تحت السطح وهو سيكون مكافأة لمن يحفر في طلبه. ينبغي تعميق المدخل فبواسطة الإيمان الصادق الصحيح يحصل الإنسان على المعرفة الإلهية. COLAr 103.3
ولا يمكن أنّ أحدا يفتش الكتب بروح المسيح دون أن يكافأ. فعندما يكون إنسان راغباً في التعلّم كولد صغير ويخضع بالتمام لله فسيجد الحق في كلمته. وإذا كان الناس يطيعون فسيدركون تدبير الله في حكمه. والعالم السماوي يفتح مقاصير نعمته ومجده لمن يكتشفه. والخلائق البشرية تختلف تماما عما هي الآن لأنَّه بواسطة اكتشاف مناجم الحق يصير الناس أسمى وأنبل. وسرّ الفداء وتجسد المسيح وذبيحته الكفارية لن تكون غامضة في عقولنا كما هي الآن فإنّه فضلا عن فهمنا إياها فهما أفضل فإنها ستظفر منا بتقدير أعظم. COLAr 104.1
إنّ المسيح في صلاته إلى الآب قدم للعالم درساً ينبغي أن ينقش على العقل والنفس. فقد قال: « وَهذِهِ هِيَ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ: أَنْ يَعْرِفُوكَ أَنْتَ الإِلهَ الْحَقِيقِيَّ وَحْدَكَ وَيَسُوعَ الْمَسِيحَ الَّذِي أَرْسَلْتَهُ » (يوحنا ١٧: ٣). هذا هو التهذيب الحقيقي. فهو يمنح القوة. فالمعرفة الاختبارية لله وليسوع المسيح الذي قد أرسله تغيّر الإنسان بحيث يصير على صورة الله. وهي تعطي الإنسان قوة للسيطرة على نفسه جاعلا كل وازع وعاطفة في الطبيعة الدنيا تحت سيطرة القوى الأسمى في العقل. وهي تجعل من يملكها ابناً لله ووارثاً للسماء. وهي تأتي بالإنسان إلى الشركة مع الفكر الإلهي غير المحدود وتفتح له كنوز الكون الغنية. COLAr 104.2
هذه هي المعرفة التي تُنال عندما تُفتَّش كلمةُ الله. وهذا الكنز يمكن أن يجده كلُّ إنسان يترك كلَّ شيءٍ ليناله. COLAr 104.3
« إِنْ دَعَوْتَ الْمَعْرِفَةَ، وَرَفَعْتَ صَوْتَكَ إِلَى الْفَهْمِ، إِنْ طَلَبْتَهَا كَالْفِضَّةِ، وَبَحَثْتَ عَنْهَا كَالْكُنُوزِ، فَحِينَئِذٍ تَفْهَمُ مَخَافَةَ الرَّبِّ، وَتَجِدُ مَعْرِفَةَ اللهِ » (أمثال ٢: ٣-٥). COLAr 104.4