الرَجَاء العَظيم

٢ - الرجاء في النصرة على الشر

“وَأَضَعُ عَدَاوَةً بَيْنَكِ وَبَيْنَ الْمَرْأَةِ، وَبَيْنَ نَسْلِكِ وَنَسْلِهَا. هُوَ يَسْحَقُ رَأْسَكِ، وَأَنْتِ تَسْحَقِينَ عَقِبَهُ”. (تكوين 3: 15) هذه العداوة لا يرحب بها الناس عادة. فعندما تعدى الانسان على شريعة الله صارت طبيعة الإنسان شريرة وعلى وفاق ووئام مع الشيطان. ولو لم يتدخل الله على نحو خاص لكان الشيطان قد تحالف مع الانسان لمحاربة السماء ولكانت الاسرة البشرية كلها تُجمع على مقاومة الله. GrH 16.1

وعندما سمع الشيطان بأنه ستكون هنالك عداوة بينه وبين المرأة وبين نسله ونسلها علم انه بوسيلة ما سيكون الانسان قادرا على مقاومة سلطانه. GrH 16.2

نعمة من المسيح — يغرس المسيح في النفس عداوة ضد الشيطان. وبدون هذه النعمة المجددة والقوة المغيرة يرغب الانسان في أن يظل أسيرا للشيطان وعبدا له على استعداد دائم لتنفيذ أوامره. ولكن المبدأ الجديد الذي خُلق في النفس يخلق صراعا. والقوة التي يمنحها المسيح تعين الانسان على مقاومة الطاغية المغتصب. وأي من يقاوم ويغلب تلك الاهواء التي قد تسلطت على قلبه يُظهر عملية المبدأ الذي هو من فوق اولا وآخرا. GrH 16.3

ظهر العداء المستحكم بين روح المسيح وروح الشيطان بشكل مدهش جدا في استقبال العالم ليسوع. إن طهارة المسيح وقداسته أثارتا عليه عداوة الاشرار. فحياة انكار الذات التي عاشها كانت توبيخا دائما للشعب الشهواني المتكبر. لقد تحالف ضده الشيطان والملائكة الاشرار مع الناس الاشرار. تآمرت كل قوى الارتداد ضد بَطَل الحق. هذا العداء نفسه الذي ظهر ضد المسيح يظهر ضد تابعيه، فأي انسان يقاوم التجربة يثير على نفسه غضب الشيطان. وتابعو المسيح لا يمكن التوفيق بينهم وبين عبيد الشيطان. “وَجَمِيعُ الَّذِينَ يُرِيدُونَ أَنْ يَعِيشُوا بِالتَّقْوَى فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ يُضْطَهَدُونَ” (2 تيموثاوس 3 :12). GrH 17.1

إن أعوان الشيطان يحاولون إغراء أتباع المسيح وإغواءهم حتى يبعدوهم عن ولائهم له. وهم يحرفون الكتب المقدسة لتحقيق اغراضهم. ان الروح التي أماتت المسيح تحرض الاشرار على اهلاك تلاميذه. كل هذا كان مرموزا اليه في النبوة الاولى القائلة “وأضع عداوة بينك وبين المرأة وبين نسلك ونسلها”. GrH 17.2

لماذا لا يواجه الشيطان مقاومة أعظم؟ السبب هو أن صلة المسيحيين الحقيقية بالمسيح ضئيلة جداً. كما أن الخطية في نظرهم ليست منفرة ولا كريهة كما كانت في نظر سيدهم. وهم لا يواجهونها كما قد فعل المسيح بكل مقاومة وإصرار. ولا يرون صفات الظلمة. انهم لا يدرون ان عدوهم قائد عظيم وجبار يحارب المسيح. وحتى من بين خدام الإنجيل من يغفلون البراهين على نشاطه. ويبدو أنهم يتجاهلون وجود الشيطان نفسه. GrH 17.3

عدو يقظ — يُقْحِم هذا العدو وجوده في كل مصالح العائلة وفي كل الشوارع وفي الكنائس وفي مجالس الامم وفي دور القضاء فيربك ويخدع ويموِّه. وفي كل مكان يهلك ارواح الرجال والنساء والاطفال وأجسادهم ويشتت شمل العائلات ويبذر بذار البغضاء والتنافس والمنازعات والفتن وجرائم القتل. ويبدو أن العالم يعتبر أن الله هو الذي قد حكم بكل هذه المآسي ولا بد من حدوثها. كل من ليسوا اتباعا أمناء للمسيح هم عبيد للشيطان. فعندما يختار المسيحيون معاشرة الاشرار وغير المؤمنين فهم يعرضون أنفسهم للتجربة. والشيطان يختفي بعيدا من الانظار ويسدل ستارا على عيون الناس خلسة. GrH 17.4

ان مشاكلة العالم في عاداته تجعل الكنيسة شبيهة بالعالم ولا تهدي العالم الى المسيح. وتعوُّد الخطيئة والتآلف معها لا بد أن يقللا من النفور منها وكراهيتها. واذ كنا ونحن نقوم بواجباتنا نجرَّب فلنا أن نتحقق من أن الله سيحرسنا، أما اذا ألقينا بأنفسنا في التجربة فسنسقط عاجلا أو آجلا. GrH 18.1

يعمل المجرب غالبا بنجاح منقطع النظر عبر الذين قلما يُشتبه في أنهم تحت سيطرته. ان المواهب والثقافة في حد ذاتها هي هبات من الله، ولكن اذا احتلت هذه الامور مكان التقوى فإنها تمسي حينئذ لعنة وشركا. كثيرا ما يكون هنالك انسان مهذب في عقله وممتاز في عاداته هو آلة مصقولة في يد الشيطان. GrH 18.2

دعونا لا ننسى أبداً الإنذار الإلهي الذي يدوي عبر الأجيال إلى يومنا هذا قائلاً: “اصحوا واسهروا لأن إبليس خصمكم أسد زائر يجول ملتمساً من يبتلعه هو”. “البسوا سلاح الله الكامل لكي تقدروا أن تبثوا ضد مكايد إبليس” (1 بطرس 5:8، أفسس 6: 11). إن عدونا العظيم يتأهب الآن للقيام بحملته الأخيرة. وكل مَن يتبعون المسيح سيكونون في نزاع مع هذا العدو. وكلما كان المسيحي أقرب تمثلا بالمثال الالهي كلما ازداد تأكُّدا انه سيصير هدفا لهجمات الشيطان. GrH 18.3

لقد هاجم الشيطان المسيح بأعنف تجاربه وأشدها مكرا وخبثا لكنه انهزم وارتد بعد كل معركة. وانتصارات المسيح تجعل انتصارنا أمرا ممكنا. والمسيح سيمنح القوة لكل طالبيها. ولن ينهزم أحد أمام الشيطان ما لم يرضَ هو بالهزيمة. فليس المجرِّب قوة بها يسيطر على الإرادة أو يرغم النفس على ارتكاب الخطيئة. قد يضايق النفس لكنه لا يستطيع أن يلوثها. وقد يسبب القلب حزنا لكنه لا يستطيع أن يفسده قسرا. ان حقيقة كون المسيح قد انتصر ينبغي أن تلهم اتباعه الشجاعة لكي يحاربوا بكل قوة وشدة وبأس وهم ينازلون الخطيئة والشيطان. GrH 19.1

معونة الملائكة — ان ارتباط العالم المنظور بالعالم غير المنظور، وخدمة ملائكة الله وقوة الارواح الشريرة، كل هذا معلن بكل وضوح في الكتب المقدسة ومتداخل ومحبوك في التاريخ البشري. إن الملائكة القديسين الذين يخدمون “العتيدين أن يرثوا الخلاص” (عبرانيين 1:12) يعتبرهم الكثيرون أرواح الاموات. لكن الكتب المقدمة تقدم برهانا لا يتطرق اليه الشك على أن هذه ليست أرواح الاموات متحررة من الاجساد. GrH 19.2

لقد كان الملائكة موجودين قبل خلق الانسان لأنه عندما وُضعت أساسات الأرض “ترمنت كواكب الصبح معاً وهتف جميع بني الله” (أيوب 7:38). وبعد سقوط الإنسان أرسل الملائكة لحراسة شجرة الحياة. وكان هذا قبل أن مات إي إنسان. إن الملائكة هم أسمى من الناس. لأن الكتاب المقدس يقول عن الإنسان “وتنقصه قليلاً عن الملائكة” (مزمور 5:8). GrH 19.3

يقول النبي: “وسمعت صوت ملائكة كثيرين حول العرش” وهم ينتظرون في مقصورة ملك الملوك، “خدامه العاملين مرضاته”، “عند سماع صوت كلامه”، “ربوات وألوف ألوف” (رؤيا 5:11؛ مزمور 103:20، عبرانيين 22:12). وكرسل الله هم يخرجون “كمنظر البرق” وهم يسرعون في طيرانهم. فالملاك الذي ظهر عند قبر المخلص، وكان منظره “كالبرق” أخاف الحراس فارتعدوا “وصاروا كأموات”. وعندما عير سنحاريب المتعجرف الله وجدف عليه وهدد شعبه بالهلاك فإن “ملاك الرب خرج وضرب من جيش أشور مئة ألف وخمسة وثمانين ألفاً” (حزقيال 14:1؛ متى 3:28؛ 2 مليوك 35:19). GrH 20.1

يُرسَل الملائكة في مأموريات الرحمة الى أولاد الله. فقد ذهبوا الى ابراهيم وقدموا اليه وعودا بالبركةة، والى أبواب سدوم لإنقاذ لوط البار حتى لا يهلك بالنار. وأُرسل ملاك الى ايليا عندما كان موشكا على الموت من فرط الاعياء والجوع في البرية، والى اليشع ارسلت مركبات نار وهيل لتحيط بالمدينة الصغيرة التي كان اعداؤه قد حبسوه فيها، والى دانيال عندما طلب الحكمة الالهية في بلاط ملك وثني وعندما طرح في الجب ليكون فريسة الاسود، والى بطرس وهو محكوم عليه بالموت حين كان سجينا في سجن هيرودس، والى السجينين اللذين كانا في فيلبي، والى بولس ورفاقه في ابان العاصفة الهائلة التي ثارت عليهم في تلك الليلة وهم في عرض البحر، والى كرنيليوس ليفتح ذهنه فيقبل الإنجيل، والى بطرس ليزوده برسالة الخلاص لذلك الاممي الغريب. وهكذا في كل العصور خدم الملائكة القديسون شعب الله. GrH 20.2

حراسة الملائكة — يوجد ملاك معين لحراسة كل تابع للمسيح. مَلاَكُ الرَّبِّ حَالٌّ حَوْلَ خَائِفِيهِ، وَيُنَجِّيهِمْ” (مزمور 7:34). والمخلص في معرض كلامه عمن آمنوا به قال: “اُنْظُرُوا، لاَ تَحْتَقِرُوا أَحَدَ هؤُلاَءِ الصِّغَارِ، لأَنِّي أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ مَلاَئِكَتَهُمْ فِي السَّمَاوَاتِ كُلَّ حِينٍ يَنْظُرُونَ وَجْهَ أَبِي” (متى 10:18). وهذا التأكيد لا يعطى من دون حاجة إليه. فذلك بسبب وجود قوات الشر الجبارة التي عليهم أن ينازلوها، قوات كثيرة وعنيدة لا تكل. GrH 21.1

الأرواح الشريرة تعارض خطط الله — ان الارواح الشريرة التي خُلقت في البدء بلا خطية كانت على قدم المساواة مع الخلائق المقدسة الذين هم الآن رسل الله، في طبيعتهم وقوتهم ومجدهم. ولكن لانهم سقطوا اذ أخاطأوا فقد تعاهدوا معا على اهانة الله واهلاك بني الانسان. واذ اتحدوا مع الشيطان في العصيان، فقد تعاونوا معه مدى كل العصور المتعاقبة في حربه ضد سلطان الله. GrH 21.2

ويذكر تاريخ العهد القديم وجودهم، ولكن في وقت وجود المسيح على الارض اظهرت الارواح الشريرة قوتها بطريقة مدهشة جدا. كان المسيح قد أتى لأجل فداء الانسان فأصر الشيطان على السيطرة على العالم. لقد نجح في توطيد دعائم الوثنية في كل اقطار الارض عدا ارض فلسطين. وقد أتى المسيح إلى ذلك القطر الوحيد الذي لم يكن قد خضع تماماَ لسلطان المجرب باسطا ذراعي محبته وهو يدعو الكل أن يجدوا فيه الغفران والسلام. وقد أدركت أجناد الظلام أنه لو نجحت رسالة المسيح فسينقضي سلطانهم ويزول سريعاً. GrH 21.3

بين العهد الجديد بكل جلاء حقيقة كون الناس قد سيطرت عليهم الشياطين. والاشخاص الذين ابتُلوا بتلك البلوى لم يكونوا يقاسون فقط امراضا لأسباب طبيعية. وقد كان المسيح يدرك ادراكا كاملا وجود الارواح الشريرة وفاعليتها. ان ذينك المجنونين البائسين، في جدرة، اذ ابعدا عنهما كل رادع وهما يتلويان والزبد يخرج من افواههما وهما ثائران كلنا يملآن الجو بصرخاتهما. كانا يقسوان على نفسيهما ويعرضان حياة كل مَن يقترب منهما للخطر. ان جسميهما الداميين المشوهين وأفكارهما المشتتة قدمت صورة يهتز لها قلب سلطان الظلمة طربا. وقد أعلن أحد الشياطين التي كانت مسيطرة على ذينك الرجلين المعذبين قائلاً: “اسمي لجئون لأننا كثيرون” (مرقس 9:5). إن كلمة “لجئون” كانت عند الجيش الروماني تعني فرقة من الجنود يتراوح عدد رجالها ما بين ثلاثة آلاف وخمسة آلاف رجل. وبأمر يسوع خرجت تلك الارواح الشريرة من ذينك الرجلين المعذبين تاركة اياهما عاقلين وجالسين. وقد أُخضعا وعاد اليهما ذكاؤهما ورقتهما. ولكن الشياطين سُمح لها بأن تكتسح قطيعا من الخنازير الى البحر. وقد رجحت هذه الخسارة في نظر سكان كورة الجدريين على كل البركات التي قد منحها المسيح. فتوسلوا الى هذا الشافي الالهي بأن ينصرف من تخومهم (انظر متى 23:8 — 34). فاذ ألقى تبعة هذه الخسارة على يسوع أثار مخاوف الشعب الانانية وحال بينهم وبين الاستماع الى اقواله. GrH 21.4

فقد سمح المسيح للأرواح الشريرة أن تغرق قطيع الخنازير توبيخا لأولئك اليهود الذين كانوا يربون تلك الحيوانات النجسة طمعا في الربح. فلو لم يردع المسيح الشياطين لكانوا قد أغرقوا في البحر ليس الخنازير وحدها بل أيضا رعاتها وأصحابها. GrH 22.1

وزد على ذلك فانه قد سُمح بوقوع هذه الحادثة حتى يشهد التلاميذ قوة الشيطان القاسية على الانسان والحيوان حتى لا يخدعهم بمكايده. كما كان يريد أن يرى شعب تلك الكورة قدرته على تحطيم عبودية الشيطان واطلاق اسراره احرارا. ومع أن يسوع نفسه قد رحل فان ذينك الرجلين اللذين خلصا بكيفية معجزية بقيا ليعلنا عن رحمة مَن قد أحسن اليهما. GrH 22.2

وتوجد في الكتاب المقدس حوادث مسجلة من أمثال هذه الحادثة. فقد كانت ابنة المرأة الفينيقية السورية معذبة من روح شرير لكن يسوع أخرجه منها بكلمة (مرقس 25:7 — 30). وكان هنالك شاب به روح أخرس “كثيراً ما ألقاه في النار وفي الماء ليهلكه” (مرقس 17:9 — 27). والرجل المجنون إذ كان يعذبه “روح نجس” (لوقا 33:4 — 36) أزعج العابدين في مجمع كفرناحوم في سكون السبت”. كل هؤلاء شفاهم المخلص الرحيم. وفي كل حالة من هذه الحالات تقريبا كان المسيح يخاطب الشيطان ككائن عاقل آمرا اياه أن يخرج من الانسان ولا يعود يعذبه. فاذ رأى العابدون في مجمع كفرناحوم قدرة المسيح العظيمة “وقعت دهشة على الجميع وكانوا يخاطبون بعضهم بعضاً قائلين ما هذه الكلمة لأنه بسلطان وقوة يأمر الأرواح النجسة فتخرج” (لوقا 36:4). GrH 23.1

فبعض الناس كانوا يرحبون بالتأثير الشيطاني طمعا في امتلاك قوة فائقة. هؤلاء لم يكونوا بطبيعة الحال في حالة حرب مع الشياطين. فمن هذه الفئة كان الذين بهم روح عرافة، مثل سيمون الساحر وعليم الساحر والفتاة التي تبعت بولس وسيلا في فيلبي (انظر أعمال 9:8 و18 ؛ 8:13؛ 16: 16-18). GrH 23.2

الخطر- لا أحد معرَّضاً لتأثير الارواح الشريرة أكثر من الذين ينكرون وجود الشيطان وملائكته. وكثيرون يعملون يمقترحاتهم في حين يظنون أنهم انما يتبعون ما تمليه عليهم حكمتهم. ومع اقتراب نهاية الزمن الذي فيه يعمل الشيطان بأعظم قوة ليضل الناس ويهلكهم، يذيع في كل مكان الاعتقاد بأنْ ليس له وجود. فسياسته تبنى على كونه يخفي نفسه وطريقة عمله. GrH 23.3

لا شيء يخافه ذلك المضل العظيم أكثر من اطِّلاعنا على حيله. فلكي يخفي صفته الحقيقية ونواياه جعل الناس يصورونه على أنه لا يثير انفعالاً أعظم من السخرية او الاحتقار. انه يسر جداً عندما يصوّضر ككائن مضحك أو كريه أو مشوع، نصفه حيوان ونصفة الآخر انسان. وهو يسر عندما يسمع اسمه يستعمل في معرض اللهو أو السخرية. فلكونه قد تنكر بدهاء ومهارة كاملين يُثار هذا السؤال: “هو لمثل ذلك المخلوق وجود حقاً؟” ولأن الشيطان يستطيع بكل سرعة وسهولة أن يتحكم في عقول الذين لا يدرون عن تأثيره تكشف لنا كلمة الله عن قوته الخفية وهكذا تجعلنا نتيقظ ونتحفظ من هجماته. GrH 24.1

الأمان مع المسيح — في وسعنا أن نجد الحماية والخلاص في قدرة فادينا الفائقة. اننا بكل حرص نوصد ابواب بيوتنا بالمزالج والاقفال لحفظ ممتلكاتنا وأورواحنا من الناس الاشرار، ولكننا قلما نفكر في الملائكة الاشرار الذين يحاولون دائما الوصول الينا ولا حيلة لنا في دفعهم عنا بقوتنا الذاتية. إن نسمح لهم بالدخول يشوشوا عقولنا ويربكوها ويصيبوا أجسامنا بالاضطراب والعذاب ويتلفوا أملاكنا وحياتنا. أما الذين يتبعون المسيح فهم أبدا في سلام وأمان تحت حراسته ورعايته. فالملائكة المقتدرون قوة يرسلون من السماء لحفظهم. والشرير لا يمكنه أن يشق لنفسه طريقا في وسط صفوف الحراس الذين قد أقامهم الله حول شعبه. GrH 24.2