الرَجَاء العَظيم

1/11

الرَجَاء العَظيم

١ - لماذا هناك معاناة؟

يرى كثيرون عمل البشر بنتائجه المرعبة، وهي الشقاء والخراب، فيتساءلون كيف يمكن أن يوجد كل هذا تحت سادة ذاك الذي هو كلي الحكمة والقدرة والمحبة. والمدفوعون بدافع الميل إلى الشك والمماحكة يتمسكون بهذا كعذر لرفض الكلمة المقدسة. إن كلاً من التقليد والتحريف قد لفّ بالغموض تعليم الكتاب المقدس عن صفات الله وطبيعة حكمه ومبادئ معاملته للخطيئة. GrH 7.1

من المستحيل علينا أن نوضح أصل الخطيئة بحيث نقدم سببا لوجودها. ومع ذلك يمكن فهم أصل الخطيئة واتجاهها النهائي فهما كافيا لإعلان عدالة الله وإحسانه. إن الله لم يكن مسئولاً على الإطلاق عن دخول الخطيئة، والنعمة الالهية لم تسحب اعتباطيا، ولم يُسجَّل نقص في حكم الله افسح في المجال لظهور العصيان. الخطيئة دخيلة ولا يمكن تعليل وجودها. فتبريرها هو دفاع عنها. ولو وجد عذر لها او سبب لوجودها لما اعتُبرت خطيئة. إن الخطيئة هي نتيجة مبدأ يحارب شريعة المحبة العظيمة التي هي أساس حكم الله. GrH 7.2

قبل دخول الشر كان يسود السلام والفرح أرجاء المسكونة. كانت المحبة لله سائدة، ومحبة كل واحد للآخر كانت غير مغرضة. فالمسيح الكلمة ابن الله الوحيد كان واحدا مع الآب السرمدي، واحدا في الطبيعة والصفات والقصد. وكان هو الكائن الإلهي الوحيد في الكون الذي استطاع أن يطلع على كل مشورات الله ومقاصده “فيه خلق الكل ما في السموات...سواء كان السماوية عروشا أم سيادات أم رياسات أم سلاطين” (كواوسي 16:1). ولأن ناموس المحبة هو أساس حكم الله فقد كانت سعادة كل الخلائق متوقفة على وفاقهم التام مع مبادئ البر العظيمة. الله لا يسر باغتصاب الولاء، وهو يوفر للجميع حرية الارادة لكي يؤدّوا له الخدمة الطوعية. GrH 7.3

ولكن وجد كائن اختار ان يفسد هذه الحرية. وقد بدأت الخطيئة بلوسيفر الذي لم يَفُقْهُ إلَّا المسيحُ خالقُه الذي حصل على كرامة عظيمة من الله، ان لوسيفر قبل سقوطه كان هو أول كروب مظلل وكان مقدسا بلا عيب. “هكذا قال السيد الرب أن خاتم الكمال ملاْن حكمة وكامل الجمال. كنت في عدن جنة الله. كل حجر كريم ستارتك... أن الكروب المنبسط المظلل وأقامتك على جبل الله المقدس كنت. بين حجارة النار تمشيت. أن كامل في طرقك من يوم خلقت حتى وجد فيك إثم... قَدِ ارْتَفَعَ قَلْبُكَ لِبَهْجَتِكَ. أَفْسَدْتَ حِكْمَتَكَ لأَجْلِ بَهَائِكَ.” “مِنْ أَجْلِ أَنَّكَ جَعَلْتَ قَلْبَكَ كَقَلْبِ الآلِهَةِ”. ” وَأَنْتَ قُلْتَ فِي قَلْبِكَ... أَرْفَعُ كُرْسِيِّي فَوْقَ كَوَاكِبِ اللهِ، وَأَجْلِسُ عَلَى جَبَلِ الاجْتِمَاعِ... أَصْعَدُ فَوْقَ مُرْتَفَعَاتِ السَّحَابِ. أَصِيرُ مِثْلَ الْعَلِيِّ” (حزقيال 12:28- 17؛6:28؛ إشعياء 13:14 و14). GrH 8.1

واذ كان يصبو الي الكرامة التي قد منحها الآب السرمدي لابنه، طلب رئيس الملائكة هذا أن يحصل على السلطان الذي كان من حق المسيح وحده أن يستخدمه. إن نغمة ناشزة أفسدت التناسق والانسجام بين السماويين فخدمة الذات وتعظيمها أيقظت التشاؤم بالشر في العقول التي كان مجد الله هو أسمى مطلب لها. لقد توسلت مجالس السماويين الى لوسيفر. واستعرض ابن الله أمامه عظمة الخالق وصلاحه وعدله، وطبيعة شريعته المقدسة غير المتغيرة. فإذا خرج لوسيفر على هذا النظام فسيهين سامعه ويجلب على نفسه الدمار. لكن الانذار المقدم لم يثر في نفسه سوى روح المقاومة. وقد سمح لوسيفر بأن تتفشى روح الحسد للمسيح. GrH 8.2

هذا وان افتخاره بمجده غذى شوقه الى السيادة. فالكرامات السامية التي أوتيها لوسيفر لم تقدر كهبة من الله ولم يُقدَّم لأجلها شكر الى الخالق. لقد تاق الى أن يكون مساويا لله. ومع هذا فإن ابن الله كان هو الملك المعترف به في السماوات وواحداً في القدرة والسلطان مع الآب. وفي كل مشورات الله كان المسيح شريكاً، في حين لم يُسمح للوسيفر أن يطلع على مقاصد الله. وقد تساءل هذا الملاك العظيم قائلاً: ” لماذا تكون السيادة للمسيح؟ ولماذا يكرم هكذا ويتفوق على لوسيفر؟” GrH 9.1

تذمر بين الملائكة — فاذ ترك مكانه في محضر الله خرج الشيطان لينشر روح التذمر بين الملائكة. كان يعمل بسرية عجيبة، وقد أخفى الى حين غرضه الحقيقي تحت مظهر التوقير لله محاولا ان يثير عدم الرضا عن الشرائع التي تحكم الخلائق السماوية، موعزا الملائكة أنها تفرض عليهم روادع لا ضرورة لها. ولما كانت طبائع الملائكة مقدسة أصرَّ هو على وجوب أن يطيعه ما تمليه عليهم ارادتهم. وقد صوَّر لهم أن الله قد عامله بالظلم حين منح المسيح كرامة سامية. وادع أنه لا يستهدف تعظيم نفسه انما هو يريد أن يضمن الحرية لكل ساكني السماء حتى بهذه الوسيلة يبلغوا حالة وجود أسمى. GrH 9.2

لكن الله احتمل لوسيفر وصبر عليه طويلا. فلم يحطَّه عن مركزه السامي حتى عندما بدأ يتشدق بادعاءاته الكاذبة أمام الملائكة. وقُدِم له الغفران مرة بعد الاخرى على شرط التوبة والخضوع. ومثل هذه المساعي التي لا يمكن أن تبتكرها غير المحبة غير المحدودة والحكمة الالهية كان القصد منها اقناعه بخطئه. ان روح التذمر لم يسبق ان عرفتها السماء. ولم يكن لوسيفر نفسه يعرف في البدء طبيعة مشاعره على حقيقتها. ولكن بعد أن تبرهن انه لا يوجد مبرر لتبرمه اقتنع لوسيفر بخطئه، وان مطالب الله عادلة، وان عليه أن يعترف أمام كل سكان السماء بعدالته. فلو فعل هذا لأنقذ نفسه وأنقد كثيرين من الملائكة. ولو أنه كان راغبا في الرجوع الى الله وقانعا لأن يشغل المركز المعين له لكان قد تثبت في وظيفته. لكنّ كبرياءه منعته من الخضوع. وقال انه في غير حاجة الى التوبة وسلم نفسه تماما ليخوض غمار الصراع العظيم ضد صانعه. GrH 9.3

وقد اتجهت كل قوى عقله الجبار الآن الى علم الخداع ليظفر بعطف الملائكة. وقد صوَّر الشيطان أنه قد حُكم عليه ظلما وأن مركزه لم يُحترم وأن حريته ستغفل ويستغنيُ عنها. ثم انتقل من تحريف أقوال المسيح الى المراوغة والكذب الصريح المباشر اذ اتهم ابن الله بأنه يقصد اذلاله أمام سكين السماء. GrH 10.1

واتهم الشيطان كل الذين لم ينجح في اغوائهم وجذبهم الى طرقه بعدم الاكتراث لمصالح الخلائق السماوية. لجأ الى تحريف أقوال الخالق وتشويه أعماله. لقد كانت سياسيته أن يربك الملائكة بحجج ماكرة بخصوص مقاصد الله. وكل ما كان بسيطا لفَّه هو في ستار من الغموض. وتحريفه الماكر ألقى ظلال الشك على أبسط أقوال الرب. وكان مركزه السامي قد اَضفى قوة أعظم على ما صوره فأُغوى كثيرون على الانضمام إليه في التمرد. GrH 10.2

روح النفور يصير ثورة ناشطة — والله في حكمته سمح للشيطان بالتقدم في عمله وقد نضج روح النفور فثار ثورة ناشطة. كان من الضروري ان يكتمل نمو خططه تماما حتى يرى الجميع حقيقة طبيعته واتجاه. فلوسيفر قد احبته الخلائق السماوية حبا عظيما وكان تأثيره عليهم عظيما وقويا. وحكم الله لن يشمل سكان السماء وحدهم بل كل العوالم التي خلقها. وقد ظن الشيطان أنه لو استطاع أن يُشرك ملائكة السماء معه في العصيان فسيكون قادرا ان يُشرك معه في ذلك سكان العوالم الاخرى. وباستخدامه المغالطة والاحتيال كانت قوته على الخداع عظيمة جدا. وحتى الملائكة المخلصون لم يدركوا خبايا خُلُقه على حقيقتها ولا رأوا في أي اتجاه كان عمله سائرا. GrH 10.3

كان الشيطان قد اُكرم اكراما عظيما وكان يتستر ويتخفَّى في كل أعماله حتى صار من الصعب عليه أن يكشف للملائكة طبيعة عمله على حقيقتها. ولم تكن الخطيئة تظهر كما هي شريرة إلى أن اكتمل نموها. وادعى الشيطان في البداية أنه إنما يعمل على زيادة كرامة الله وتوطيد دعائم حكمه وضمان الخير لكل سكان السماء. GrH 11.1

لم يلجأ الله في تعامله مع الخطيئة إلاَّ الى البر والحق. أما الشيطان فكان يمكنه استخدام ما لم يستطع الله ان يستخدمه. أي المداهنة والخداع. والصفة الحقيقة للمغتصب غرضه الحقيقي ينبغي أن يفهمه الجميع. وينبغي أن يعطي وقتا فيه يُظهر نفسه بأعماله الشريرة.ألقى الشيطان تبعة النزاع الذي أحدثه في السماء على الله. وأعلن أن كل الشر هو نتيجة سياسة الله وحكمه. ولذلك غدا من اللازم أن يظهر طبيعة ادعاءاته ويُرى نتائج التعديلات المقترحة في شريعة الله. فلا بد أن يدينه عمله نفسه. فكان يجب أن ترى المسكونة كلها ذلك المخادع بعد اماطة اللثام عنه. GrH 11.2

لم تُهلك حكمة الله اللامتناهية الشيطان حتى بعدما تكرر انه لا يستطيع أن يبقى في السماء. ينبغي أن يرتكز ولاء خلائق الله على الاقتناع بعدالته. إن سكان السماء والعوالم الأخرى إذ لم يكونوا مستعدين بعد لإدراك عواقب الخطيئة لم يكونوا يستطيعون أن يفهموا حينئذ عدالة الله ورحمته في اهلاك الشيطان. فلو كان قد مُحي من الوجود في الحال لكانوا هم يخدمون الله مدفوعين بدافع الخوف لا بدافع المحبة. ولما أمكن ملاشاة تأثير ذلك المخادع تماما واستئصال روح التمرد كلية. فلأجل خير المسكونة كلها مدى اجيال التاريخ كان لا بد للشيطان من أن ينشر مبادئه حتى يمكن للخلائق أن ترى اتهاماته التي وجهها الى حكم الله على حقيقتها. GrH 11.3

كان لا بد أن يكون تمرد الشيطان درسا لكل المسكونة وشهادة دائمة على النتائج المريعة للخطيئة. فحكم الشيطان سيُرى النتائج المحتومة لطرح سلطان الله جانبا. وهكذا سيكون تاريخ اختبار هذا العصيان المرعب حارسا دائما للأجناد السماويين يحفظهم من الخطيئة وقصاصها. GrH 12.1

وعندما أُعلن أنه هو وكل مؤيديه لا بد أن يُطردوا من موطن السعادة جاهز حينئذ رئيس العصاة ذاك بازدرائه شريعة الخالق بكل جرأة. وقد شهَّر بوصايا الله قائلا انها تحد من حريته وأعلن انه يقصد ان يلاشي الشريعة. فاذ يتحرر اجناد السماء من هذا الرادع يمكنهم أن يدخلوا على حالة وجود أسمى وأمجد. GrH 12.2

مطرودون من السماء — وقد أجمع الشيطان وجنوده على أن يلقوا تبعة تمرده على المسيح؛ وأعلنوا أنهم ما كانوا ليتمردوا لولا التوبيخ الذي وُجِّه إليهم. ظل رئيس العصاة ومؤيدوه عنيدين ومُحتدِّين، وعلى رغم تجديفهم كانوا يدعون انهم ضحايا السلطة التعسفية. وطُردوا أخيرا من السماء. انظر رؤيا 7:12-9. GrH 12.3

روح الشيطان هذه نفسها لا تزال توحي بالعصيان على الأرض وتملك الآن على أنباء المعصية. فهم مثله يعدون الناس بالحرية عن طريق التعدي على وصايا الله. هذا، وإن توبيخ الخطيئة مازال يثير روح الكراهية. فالشيطان يجعلهم يبررون أنفسهم ويطلبون عطف الآخرين ورضاهم عن طريق الخطيئة الذين هم فيه سائرون. وبدلاً من تقويم سلوكهم واصلاح اخطائهم يثيرون الغضب على من يوبخهم كما لو كان هو سبب المتاعب. GrH 13.1

ومثلما شوّه الشيطان صفات الله في السماء اذ جعله يبدو صارما ومستبدا، أغوى الشيطانُ الناس على ارتكاب الخطيئة. وأعلن أن نوايا الله غير العادية هي التي ادت الى سقوط الانسان مثلما ساقته هو الى العصيان.ان الله بطرده الشيطان من السماء أعلن الله عدله وأبقى على كرامة عرشه. ولكن عندما أخطأ الانسان قدم الله البرهان على محبته اذ بذل ابنه الوحيد لاجل جنسنا الساقط. ففي الكفارة انكشفت صفات الله. ان حجة الصليب القوية تعلن لكل المسكونة ان طريق الخطيئة لم تكن تبعته لتقع على حكم الله. وفي أثناء حكمة المخلص على الأرض فضحت صفات المخادع العظيمة. ان تجديفه الجريء عندما طلب من المسيح ان يسجد له، وحقده الذي لا يهجع الذي جعله يتعقبه من مكان الى مكان، واغاره صدور الكهنة والشعب ضده حتى رفضوا محبته وأخيراً صرخوا صده قائلين: “أصلبه أصلبه”. كل هذا أثار دهشة المسكونة وحنقها. لقد بذل سلطان الشر قصارى جهده وقوته ودهائه لإهلاك يسوع. واستخدم الشيطان الناس وسائل في يده ليملأ حياة المخلص بالآلام والأحزان. فنيران الحسد والخبث المحتبسة والكراهية وحب الانتقام اندلعت ألسنتها عند صليب جلجثة ضد ابن الله. GrH 13.2

أما الآن فها اثم الشيطان يبدو بلا عذ. لقد ظهر في صفته الحقيقية. وظهرت اتهامات الشيطان الكاذبة ضد الله وحكمه على حقيقتها. لقد اتهم الله بأنه انما يطلب مجد نفسه فقط حين يطلب من خلائقه أن يقدموا اليه الخضوع والطاعة، كما أعلن أنه في حين فرض الخالق على الجميع أن ينكروا ذواتهم فانه هو نفسه لم يمارس انكار الذات ولم يُقدم أي تضحية.وقد رؤي الآن أنه في سبيل خلاص الجنس الساقط الخاطئ أقدم حاكم الكون على أعظم تضحية يمكن للمحبة أن تقوم بها: ” لأن الله كان في المسيح مصالحاً العالم لنفسه” (2 كورنثوس 19:5). فإن المسيح لكي يبيد الخطيئة وضع نفسه وأطاع حتى الموت. GrH 13.3

محاججة لأجل الإنسان — ولقد رأت السماء كلها إعلان عدله. وقد ادعى الشيطان أن الجنس البشري الخاطئ بعيداً عن متناول الفداء لكن وقع قصاص الشريعة على ذلك الذي كان معادلاً لله. وكان للإنسان مطلق الحرية لقبول بر المسيح وبحياة التوبة والتذلل ينتصر على قوة الشيطان. GrH 14.1

لكنّ مجيء المسيح الى العالم ليموت لم يكن لمجرد اتمام الفداء. وانما ليعلن لسكان العوالم جميعا في كل المسكونة ان شريعة الله لا تتغير.فموت المسيح برهان على ثباتها وعدم تغيرها. ويعلن موت المسيح لكل المسكونة ان العدل والرحمة هما أساس شريعة الله وحكمه. وعندما تنفذ الدينونة أخيراً سيُرى أنه لا يوجد سبب للخطيئة وعندما يقدم ديان الأرض هذا السؤال: “لماذا عصيت عليَّ؟” فلن يكون هناك عذر لمبتدع الشر. GrH 14.2

ففي صرخة المخلص وهو يسلم الروح ” قد أكمل” دق جرس موت الشيطان. فذلك الصرع الهائل الذي كان محتدماً أمداً طويلاً بُت فيه حين إذ وصار استئصال الشر نهائياً أمراً مؤكداً. فعندما “يَأْتِي الْيَوْمُ الْمُتَّقِدُ كَالتَّنُّورِ، وَكُلُّ الْمُسْتَكْبِرِينَ وَكُلُّ فَاعِلِي الشَّرِّ يَكُونُونَ قَشًّا، وَيُحْرِقُهُمُ الْيَوْمُ الآتِي، قَالَ رَبُّ الْجُنُودِ، فَلاَ يُبْقِي لَهُمْ أَصْلاً وَلاَ فَرْعًا” (ملاخي 4:1). GrH 14.3

ولن يعود الشر للظهور فيما بعد. وشريعة الله ستكرم على أنها ناموس الحرية. والحليقة الممحصة المزكاة لن ترتد ثانية عن ولائها لذلك الذي قد ظهرت صفاته على أنها المحبة التي لا يُسير غورها والحكمة غير المحدودة. GrH 15.1