أعما لالرُّسل

21/59

الفصل العشرون

تمجيد الصليب

(يعتمد هذا الفصل على ماجاء في أعمال 15: 36 — 41 ، 16 : 1-6).

اقترح بولس على زميله في العمل بعدما قضيا وقتا في الخدمة في أنطاكية أن يخرجا في رحلة كرزاية جديدة. فقال مخاطبابرنابا: «لنرجع ونفتقد إخوتنا في كل مدينة نادينا فيها بكلمة الرب ، كيف هم» ( اعمال : 15 36 ) . AR 179.1

كان كل من بولس وبرنابا يكن في قلبهأرقعواطف المحبة والتقدير لأولئك الذين قبلوا رسالة الانجيلمنذ عهد قريب نتيجة كرازتهما ، فكانا مشتاقين لرؤيتهم مرة أخرى . هذه الغيرة لم تفارق بولس قط. فحتى عندما كان في حقول كرازية نائية ، بعيد عن مشاهدة خدماتهالأولى ، كان لايزال يحمل في قلبه حمل حث هؤلاء المهتدين على أن يظلوا أمناء : «مكملين القداسة في خوف الله» ( 2 كورنثوس7 : 1). لقد حاول بلا انقطاع ان يساعدهم على أن يكونوا مسيحين نامين معتمدين على أنفسهم ، أقوياء في الايمان حارين في غيرتهموذوي قلوب موحدة في تكريسهم لله ولعمل تقدم ملكوته. AR 179.2

وقد كان برنابا مستعدا للذهاب مع بولس لا أنه كان يرغب في أن يأخذ معهما مرقس الذي عاد فقرر ان يكرس نفسه للخدمة . إلا ان بولس اعترض على هذا : «فكان يستحسن ان الذي فارقهما من بمفيلية ولم يذهب معهما للعمل ، لا يأخذانه معهما» ( أعمال15 : 38) ، لقد فارقهما مرقس وقت الحاجة القصوىأثناء سفرتهما الكرازية الأولى ولهذا لم يرد بولس أن يصطحبه معهما هذه المرة . لم يكون بولس يميللأن يغفر لمرقس ضعفه في تركه للعمل لينعم بالأمان والراحة في بيته وقد دافع عن وجهة نظره قائلا أن شابا ضعيف القوة إلى هذا الحد غير أهل لعمل يتطلب الصبروانكار الذات والشجاعة والتكريس والايمان والرغبة في التضحية حتى بالحياة نفسها إذا دعت الضرورة . وقد كان النزاع حادا وشديدا إلى حد أن انفصل بولس عن برنابا، الذي سار بموجب قناعاته وأخذ مرقس معه : «وبرنابا أخذ مرقس وسافر في البحر إلى قبرس . أما بولس فاختار سيلا وخرج مستودعا من الاخوة إلى نعمة الله» ( أعمال15 : 39 و 40). فإذا اجتاز بولس وسيلا في سورية وكيليكية حيث كان يشددان الكنائس ، وصلا أخيرا إلى دربة ولسترة في إقليم ليكأونية. كان بولس قد رجم في لسترة ومع ذلك فها نحن نراه يذهب إلى مشهد الخطر الذي جاز فيه من قبل . كان يتوق لأن يرى كيف كان أولئك الذين قد قبلوا الإنجيل بواسطة خدماته ، يحتملون امتحان التجربة. ولم يفشل، لأنه وجد المؤمنين في لسترة قد بقوا ثابتين في وجه المقاومة الشديدة . وفي تلك المدينة التقى بولس بتيموثاوس للمرة الثانية ، ذاك الذي كان قد شاهد آلامه في نهاية زيارته الأولى للسترة، والذي كان التأثيرالذي انطبع على عقله وقتها قد زاد رسوخا وعمقا بمرور الزمن حتى اقتنع بأن واجبه يقتضيه تكريس نفسه كاملا عمل الخدمة. لقد ارتبط قلبه بقلب بولس فتاق إلى مشاطرة الرسول في خدماته بقدر مايتسع أمامه المجال . AR 179.3

أما سيلا رفيقبولس في الخدمة فكان خادما محنكا وعنده موهبة النبوة. ولكن العمل اللازم إنجازه كان عظيما ومتسعا بحث كان الحاجة تدعوا لتدريب عمال أكثر للخدمة النشطة . وقد رأة بولس في تيموثاوس شاب يقدر قدسية عمل الخادم، شابا لايفزعه منظر الالام والاضطهاد ويرغب في التعلم . ومع ذلك فإن الرسول لم يجازف في أن يأخذ على نفسه مسئولية تدريب تيموثاوس ، الشاب غير غير المختبرعلى خدمة الانجيل ، قبلما يتقنع تمام بسلامة أخلاقه وحياته الماضية . AR 180.1

كان ابو تيموثاوس يونانيا أما أمه فكانت يهودية . ومنذ طفولته كان يعرف الكتب المقدسة . إن التقوى التي رآهافي حياته البيتية كانت سليمة ومعقولة.إن إيمان امه وجدته بالكتب المقدمة كان بالنسبة اليه مذكرا دئما بالبركة الناشئة عن عمل ارادة الله . لقد كانت كلمة الله هو القانون الذي بواسطته قادت تانك المرأتان التقيتان تيموثاوس. إن القوة الروحية التي اقتبسها من تلك الدروس جعلت حديثه طاهرا وحفظته من ان يتلوث بالمؤثرات الشريرة المحيطة به. وهكذا تعاونت معلمتاه في البيت مع الله في إعداده لحمل المسؤوليات والاضطلاع بالتبعات. AR 181.1

وقد رأى بولس أن تيموثاوس شاب أمين وثابت وصادق فاختاره ليكون رفيقا له في الخدمة والسفر . إن تينك المرأتين اللتين علمتا تيموثاوس في طفولته كوفئتا بان رأتا ذلك الابن قد ربتاه ، مرتبطا في شركة وثيقة مع الرسول العظيم . كان يتموثاوس شاب مجردا عندما اختاره الله ليكون معلما ، ولكن مبادئه كانت قد رسخت بفضل تهذيبه الباكر حيث صارمؤهلا لأن يأخذ مركزه كمساعد لبولس . ومع أنه كان شابا فقد حمل تبعاته بوادعة مسيحية . AR 181.2

وزيادة في الاحتراس والحيطة نصح بولس تيموثاوس بحكمة ان يختتن كإجراء تحفظي _ لا لأن طلب ذلك ، بل لكي يزيلمن عقول اليهود مايكن ان يكون اعتراضاعلى خدمة تيموثاوس . إن بولس وهو يباشر عمله كان عليه ان يسافر منمدينة إلى أخرى في بلدان كثيرة. وفي غالب الاحيان كانت ستتاح له الفرص ليكرزبالمسيح في مجامع اليهود كمافي اماكن اخرى . فلو علم ان احدا من شركائه في العمل غير مختت، فان ذلك قد يعطل عمله الى حد كبير بسبب تحامل اليهود وتعصبهم . فقد كان الرسول في كل مكان يصطدم بمقاومة عنيدة واضطهادات قاسية . وكان يرغب في ان يقدم على اخوته اليهود ، كما الى الامم ، معرفة الانجيل ، وذلك فقد سعى دون مخالفة اسس الايمان ، ان يزيل كل عذر للمقاومة. ومع ذلك ففي حين انه تسامح مع التعصب اليهوي إلى هذا الحد ، فقد كان يعتقد ويعلم ان الختان والغرلة ( أي البقاء بلا ختان ) عما لا شيئ ، وان انجيل المسيح هو كل شيئ . AR 181.3

لقد احب بولس تيموثاوس« الابن الصريح في الايمان» ( 1 تيموثلوس1: 2). وكثيرا مكان الرسول العظيم ينفرد بتلميذه الشاب ويسأله فيما يختص بتاريخ الكتاب ، وإذ كانا يسافران من مكان الى آخر كانالرسول يعلمه بكل حرص كيف يقوم بعمل ناجح . إن بولس وسلا كانا يحاولان في كل اجتماعتهما مع تيموثاوس ان يعمقا التأثير الذي كان قد انطبع على عقله عن طبيعة اعمال خادم الانجيل المقدسة والخطيرة. AR 182.1

ولكن تيموثاوس في عمله ، كان يطلب دائما مشورة بولس وتعليماته.ولم يتصرف مدفوعا بالعاطفة والشعور بل كان يمارس التأمل والتفكير الهادئ، وفي كل خطو كان يسأل : هل هذا هو الطريق الرب ؟ وقد وجد فيه الروح القدس إنسانا «يمكن ان يصاغ ويشكل كهيكليسكنه الله» AR 182.2

إن تعاليم الكتاب حين تمارس في الحياة اليومية ، يكون لها على الاخلاق تأثير عميق ودائم. وقد تعلم تيموثاوس هذه التعاليم ومارسها . لم يكن يملك مواهب فذة أو عبقرية ممتازة،ولكن عمله له قيمته لأنه استخدم المواهبالممنوحة له من الله في خدمة السيد . إن معرفته بالتقوى الاختبارية م ميزته عن غيره من المؤمنين وجعلت له تأثيرا كبيرا . إن أولئك الذين يعملون لأجل النفوس ينبغي لهم أن يصلوا إلى معرفة أعمق وأكمل وأوضح لله مما يمكن أن يصلإليه الانسان بمجهوده العادي عليهم أن يلقوا بكل نشاطهم في عمل السيد .إنهم يقومون بدعوة سامية مقدسة ، فإذا كان لهم أن يربحوا نفوسا أجرا لهم، عليهم ان يتمسكوا بالله بكلقوتهم ، وفي كل يوم قبلون النعمة والقوة من نبع كل بركة : «لأنه قد ظهرت نعمة الله المخلصة ، لجميع الناس، معلمة إياناان ننكر الفجور والشهوات العالمية ، ونعيش بالتعقل والبروالتقوى في العالم الحاضر ، منتظرين الرجاء المبارك وظهور مجد الله العظيم ومخلصنا يسوع المسيح، الذي بذلنفسه لأجلنا ، لكي يفدينا من كل اثم، ويطهر لنفسه شعبا خاصا غيورا في أعمال حسنة» ( تيطس2: 11 — 14). AR 182.3

إن بولس وزميليه زاروا قبل ان يتقدموا الىااقليم جديد ، الكنائس التي كانت قد تأستت في بيديسية والاقاليم المتاخمة لها : «واذا كانوا يجتازون في المدن كانوا يسلمونهم القضايا التي حكم بها الرسلوالمشايخ الذين في اروشليم ليحفظوها . فكانت الكنائس تتشدد في الايمان وتزداد في العدد كل يوم». AR 183.1

كان بولس الرسول يحس بمسئوليته العظيمة نحو أولئك الذين قد اهتدوا نتيجة لخدماته . وكان يتوق فوق كل شيئ لأن يكون أمناءوقد قال : «لافتخاري في يوم المسيح ، بأني لم أسع باطلا ولاتعبت باطلا «( فيلبي2: 16). لقد كان يرتعد رهبة على نتيجة خدمته.إذ أحس أنه حتى خلاصه هو قد يتعرض للخطر إذا هو أخفق في القيام بواجبه، وإذا أخفقت الكنيسة في التعاون معه في خدمة خلاص النفوس. لقد عرف ان الكرازة وحدها لا تكفي لتعليم المؤمنين ان يتمسكوا بكلمة الحياة . كما عرف انه «امر عل ىامر .. فرض على فرض ..هنا قليل هناك قليل» ، ينبغي لهم ان يتعلموا التقدم في عمل المسيح . AR 183.2

إنه لمبدأ عام أنه يرفض انسان استخدام المواهب المعطاة له من الله ،فإن تلك المواهب تتلف وتهلك. فالحق الذي لايعيشه الانسان ، والذي لايذاع على الآخرين ، يتجرد عن القوة المانحة للحياة كما يفقد قوته الشافية. ولهذا كان الرسول يخشى لئلا يفشل في إحضار كل إنسان كاملا في المسيح . إن رجاءبولس في السماء ظهر قاتما وغامضا عندما فكر في أن أي اخفاق من جانبه كان يمكن ان ينتج عنه تقديم النموذج البشري بدلامن الالهي للكنيسة. إن علمه وفصاحته ومعجزاته ورؤاه التي فيها رأى المشاهد الأبدية عندما اختطف الى السماء الثالثة — كل ذلك يمسي بلا جدوى إذا كان بسبب عدم امانته في عمله يخيب، أولئك الذين قدم خدمهم ، من نعمة الله . وهكذا كان يتوسلبكلامه الذي نطق به برسائله إلى من قد قبلواالمسيح أن يحيوا حياة تعينهم على ان يكونوا : «بلا لوم ، وبسطاء أولاد لله بلا عيب في وسط جيل معوج وملتوا ، تضيئون بينهم كأنوار في العالم ، متمسين بكلمة الحياة» ( فيلبي 2 : 15 ،16). AR 184.1

كل خادم أمين يحس بمسؤولية ثقيلة لأجل تقدم المؤمنين الموكلين إلى رعايته ،وتحدوه الرغبة والشوق كي يكونوا عاملين مع الله . إنه يتحقق من أن نجاح الكنيسة يتوقفإلى حد كبير على أمانته في إتمام الواجب المعطى له من الله . فبكلغيرة وبلا كلل يحاول أن يلهمالمؤمنين بالرغبة في ربح النفوس للمسحي متذكرا ان كل نفس تنضم الى الكنيسة ستكون عاملا آخرا لأجل تنفيذ. AR 184.2

إن بولس وسيلا ومعهما تيموثاوس بعدما زاروا الكنائس في بيدسيديةوالاقليم المجاور «اجتازو في فريجية وكورة غلاطية» (أعمال16 : 6)حيث أعلنوا بشارة الخلاص المفرحة بقوة عظيمة . كان اهل غلاطية يتعبدون للأوثان، ولكن إذا بشرهم الرسل فرحوا بالرسالة التي تعدهم بالحرية في عبود الخطية . وقد أعلن بولس وزميلاهتعليم التبرير بالايمان بذبيحة المسيح الكفارية . وقد قدموا لهم المسيح على انه الشخص الذي اذ رأى حالة العجز لجنسنا الساقط ، جاء ليفتدي الرجال والنساء بحياة الطاعة لشريعة الله وبدفع ثمن العصيان واحتمال القصاص . وفي نور الصليب بدأ كثيرون ممكن لم يسبق لهم ان عرفوا الاله الحقيقي، يدركون عظمة محبة الآب. AR 185.1

وهكذا تعلم الغلاطيون الحقائق الاساسية عن «الله الاب» و«ربنا يسوع المسيح الذي بذل نفسه لأجل خطايانا ، لينقذنا من العالم الحاضر الشرير حسب ارادة الله وابينا» «، بخبر الايمان» قبلوا روح الله وصاروا «انباء الله بالايمان بالمسيح يسوع» (غلاطية 1: 3 ،4 ، 3 :2 62) AR 185.2

لقد عاش بولس بين أهل غلاطية بطريقة مكنته من أن يقول بعد ذلك : «أتضرع اليكم ايها الاخوة، كونواكما انا» ( غلاطية4: 12). إن شفتيه كانتا قد مستا بجمرةمن على المذبح فاستطاع ان يرتفع فوق الضعفات الجسدية، وان يقدم يسوع للناسكرجاء الخاطئ الوحيد والذين سمعوه عرفوا أنه كان مع يسوع . فإذ كان مزودا بقوة من الأعالي استطاع أن يقرن الروحيات بالروحيات ويهدم معاقل الشيطان الحصينة.لقد انسحقت القلوب عندما سمعه الناس يقدم محبة الله كما ظهرت فيذبيحة ابنه الوحيد ، وكثيرون سألوا قائلين : ماذا ينبغي ان افعل لكي اخلص ؟ AR 185.3

هذه الطريقة في تقديم الانجيل كانت مميزة لخدمات الرسول طول مدة خدمته بين الامم . لقد كان يرفع صليب جلجثة اما عينيهم دائما . وقد اعلن بذلك بسنين عن اختباره قائلا: «فإننا لسنا نكرز بأنفسنا ، بل بالمسيح يسوع ربا، ولكن بأنفسنا عبيدا لكم من اجل يسوع . لأن الله الذي قال ان يشرق نور من ظلمة ، هو الذي اشرق في قلوبنا ، لانارة معرفة مجد الله في وجه يسوع المسيح» ( 2 كورنثوس4 : 5 ، 6 ). AR 185.4

إن الرسل المكرسين الذين في ايام المسيحية الاولى حملوا بشارة الخلاص للعالم الهالك ، لم يسمحوا لاي فكر عن تمجيد الذات ان يفسد ويشوه تقديمهم للمسيح وياه مصلوبا. انهم لم يشتهوا السلطة او التفوق . فإذ اخفوا ذواتهم في المخلص مجدوا تدبير الخلاص وحياة المسيح رئيس هذا التدبير ومكمله. فالمسيح الذي هو امسواليوم والى الابد كان هو عبء تعليمهم. AR 186.1

ولو كان أولئك الذين يعلمون بكلمة الله اليوم يرفعون صليب المسيح أعلى فأعلى ، فإن خدمتهم كانت تصير أنجح بكثير مما كانت . فإذا امكن ارشاد الخطاة لأن ينظروا الى الصليب نظرة واحدة. جادة ، واذا امكنهم ان ينظروا نظرة كاملة الى المخلص المصلوب فسيتحققون من عمق رأفة الله وشر الخطية. AR 186.2

إن موت المسيح يبرهن على محبة الله العظيمة للانسان.وهو ضمان خلاصنا فإذا ابعدنا الصليببعيدا عن المسيحي فكأننا حجبنا الشمس من جلد السماء. ان الصليب يقربنا الى الله ويصالحنا معه. فبشفقة الاب المحب العطوف ، ينظر الرب إلى الآلام التي احتملها ابنه كي يخلص جنسنا من الموتالابدي ويقبلنا في المسيح يسوع . AR 186.3

بدون الصليب ماكان يمكن للانسان ان يتحد بالاب . فعليه يتوقف كل رجائنا . ومنه تنبعث انوار محبة المخلص ، وعندما ينظر الخاطئ وهو عند اسفل الصليبالى فوق ، الى ذاك الذي قد مات ليخلصه ، يمكنه ان يفرح بملء الفرح لأن خطاياه مغفورة. وإذ يجثوا بإيمان عند الصليب يكون قد وصل إلى أرفع مكان يمكن ان يبلغه انسان. AR 186.4

وبواسطة الصليب يمكننا ان نعلم ان الآب السماوي يحبنا محبة غير محدودة . فهل نستغرب اذا سمعنا بولس يهتف قائلا : «فحاشا لي ان افتخر الا بصليب ربنا يسوع المسيح» ( غلاطية6 : 14). انه امتياز لنا نحن ايضاان نفتخر بالصليب ، وان نسلم انفسنا بالتمام لمن قد بذل نفسه لأجلنا . وحينئذ فبكل النور الذي ينبثق من الجلجثة والذي يلتمع في وجوهنا يمكننا ان نخرج لنعلن هذا النور لمن هم في الظلمة . AR 187.1