أعما لالرُّسل
الفصل السابع عشر
الكارزون بالإنجيل
( يعتمد هذا الفصل على ماورد في أعمال13 : 4 — 52)
إن بولس وبرنابا بعدما وضع الإخوةأيديهم عليهما في انطاكية : «إذ أرسلا من الروح القدس انحدرا إلى سلوكية ، ومن هناك سافرا في البحر إلى قبرس» ( عدد 4) وهكذا بدأ الرسولان سفرتهما الكرازية الأولى. AR 147.1
كانت قبرس إحدى الأماكن التي هرب إليها المؤمنون من أورشليم بسبب الاضطهاد الذي حدث إثر موت استفانوس . ومن قبرس سافر رجال إلى أنطاكية «مبشرين بالرب يسوع» (أعمال 11: 20) . وقد كان برنابا نفسه «قبرسي الجنس» (أعمال 4 : 36) ، والآن ها برنابا وبولس ويتبعهما يوحنا مرقس الذي هو من أقرباء برنابا يذهبون لزيارة هذه الجزيرة. AR 147.2
كانت أم مرقس تعتنق الدين المسيحي وكان بيتها في أورشليم ملجأ للتلاميذ. وكانوا واثقين دائما من أنهم سيجدون ترحيبافي ذلك البيت حيث يتمتعون بفترة راحة . وفي أثناءإحدى زيارات الرسولين لبيتها عرض مرقس على بولس وبرنابا أنه ينبغي له أن يصحبهما في سفرتهما الكرازية . لقد أحس برضى الله في قلبه فاشتاق إلى أن يكرس نفسه بالتمام لعمل خدمة الإنجيل . AR 147.3
فإذ وصلوا إلى سلاميس«ناديا بكلمة الله في مجامع اليهود ..ولما اجتازا الجزيرة إلى بافوس ، وجدا رجلا ساحرانبيا كذابا يهوديااسمه باريشوع كان مع الوالي سرجيوس بولس ، وهو رجل فيهم . فهذا دعا برنابا وشاول والتمس أن يسمع كلمة الله . فقاومهما عليم الساحر، لأن هكذا يترجم اسمه طالبا أن يفسد الوالي عن الإيمان» ( عدد 5 — 8). AR 148.1
إن الشيطان لايسمح بأن يقام ملكوت الله في الأرض إلا بعد حرب ونضال . إن قواتالشر مشتبكة أبدا في حرب لاتنقطع ضد القوات المعينة لنشر الإنجيل . وقات الظلمة هذه تكون على أتم نشاطها على الخصوص عندما يكرز بالإنجيل أمام رجالالمشهورين المتصفين بالسيرة النقية والاستقامة التي لاغبار عليها . هكذا كانت الحال عندما كان سرجيوس بولس والي قبرس يصغي إلى رسالة الانجيل . لقد أرسل الوالي يدعوا الرسولين حتى يتعلم منهما الرسالة التي كانا يحملانها ، والآن ها هي قوات الشر تعمل عن طيق عليم الساحر وتحاول بواسطة مقترحاتهاالمهلكة أن تفسد الوالي عن الإيمان وبذلك تعرقل مقاصد الله . AR 148.2
وهكذا يعمل العدو الساقط على إبقاء الناس ذوي النفوذ بين صفوفه ، أولئك الذين لو اهتدوا إلى الله فلا بد أن يسدوا إلى عمله خدمات جليلة فعالة . ولكن لاحاجة بخادم الإنجيلالأمين أن يخاف الهزيمة أمام العدو ، لأن من امتيازاته أن يكون مزودا بقوةمن فوقللصمود أمام كل تاثيرشيطاني. ومع أن الرسول بولس واجه هجوم الشيطان ومقاومته ، فقد كانت لديه شجاعة بها انتهر ذاك الذي اتخذه العدو مطية له واستخدمه لإتمام أغراضه. فالرسولإذ امتلأ من الروح القدس شخص اليه وقال : «ايها الممتلئ كل غش وكل خبث ، ياابن ابليس ، ياعدو كل برألا تزال تفسد سبل اللهالمستقيمة؟ فالآن هوذا يد الرب عليك ، فتكون أعمى لاتبصر الشمس إلى حين. ففي الحال سقط عليه ضباب وظلمة، وفجعل يدور ملتمسا من يقوده بيده. فالوالي حينئذ لما رأى ماجرى ، آمن مندهشا من تعليم الرب» ( عدد9 — 12). AR 148.3
كان الساحر قد أغمض عينيه حتى لايرى براهين حق الانجيل ، ولذلك فالرب في غضبه العادل جعل عينيه الطبيعيتين تصابان بالعمى إذ حرمه من نور النهار . إلا أن هذا العمى لم يكن مستديما بل كان إلى حين لكي يكون تحذيرا له كي يتوب ويطلب الغفران من الله بعد أن قد أسخطه جدا . فالارتباك الذي حل به لاشي تأثير حيله الماكرة ضد تعاليم المسيح. وإن حقيقة كونه كان ملتزما أن يتلمس بيديه ويتحسس طريقه في ظلام العمى أثبتت للجميع أن المعجزات التي أجراها الرسولان ، والتي ادعى هو أنها قد صنعت بطريق الخداع وخفة اليد ، صنعت بقوة الله . فإذا اقتنع الوالي بصدق التعاليم التي قدمها له الرسولان قبل الإنجيل. AR 149.1
لم يكن عليم هذا رجلا متعلما ومع ذلك فقد كان مؤهلا بطريقة خاصة ليعمل عمل الشيطان. إن الذين يكرزون بحق اللهسيواجهون العدو المحتال في أشكال مختلفة كثيرة . فـأحيانايواجهونه في شخص رجل عالم و لكن في احيان اخرى كثيرة في شخص اناس جهلاء دربهم االشيطان كي يكونوا آلا ت ناجحة في خداع النفوس. فمن واجب خادم المسيح أن يوقف في مكانهأمينافي خوفالله وفي شدة قوته . وهكذا يستطيع أن يوقع أعوان الشيطان في الحيرة والارتباك وينتصر باسم الرب. AR 149.2
وقد واصل بولس ورفيقاه السير في رحلتهم فوصلو إلى برجة بمفيلية . وقد كان طريقهم شاقا وقابلوا صعوبات جمة وعوزا وحرماناومكتنفين بالمخاطر من كل جانب . ففي المدن الصغيرة والكبيرة التي اجتازوا فيها وفي الطرقالعامة الموحشة كانوا محاطين بالمخاطر المنظورة والخفية. ولكن بولس وبرنابا كانا قد تعلما أن يثقا في فدرة الله على إنقاذهما . كان قلباهما مفعمين حبا حارا للنفوس الهالكة. فكرعاة أمنااء يبحثون عن الخروف الضال ، لم يكونا يفكران في راحتهما أو استجمامهما . فاذ نسيا نفسيهما تماما لم يضطرباوهما يعانيان من شدة التعبوالجوع والبرد. كان أمام نظريهما هدف واحد- خلاص أولئك الذين قد ضلوا وتاهوا بعيدا عن حظيرة الله . AR 149.3
في هذا المكان ، إذ كان مرقس مكتنقا بالخوف وخور العزيمة ، تردد بعض الوقت في عزمه على ان يكرس نفسه بقلبكامل لعمل الرب. فإذ لم يكن معتادا على المشقات خار عزمه أمام مخاطرالطريق والضنك والحرمان . لقد كانت خدمته ناجحة في الظروف المؤاتية أما الآن ففي وسط المقاوماتوالمخاطر التي كثيرا ماتكتنف الخادم االجديد ، فقد أخفق في احتمال المشقات كجندي صالح للصليب. لقد كان عليه أن يتعلم مجابهة الخطر والاضطهاد والشدة بقلبشجاع. فإذ تقدم الرسولان وكان هو يخشى من وقوع مشقات وضيقات أعظم جبن قلبه وفارقته شجاعته فرفض مرقسالتقدم في سيره وقفل راجعا إلى أورشليم . AR 150.1
فهذا الهجران جعل بولس يحكم على مرقس حكما جائرا بل قاسيا لبعض الوقت . أما برنابا فكان يميلإلى مسامحته نظرا لقلة اختباره. وكان مهتما ألا يترك مرقس الخدمة ، لأن كان يرى فيه مؤهلات يمكن أن تجعله خادما نافعا للمسيح.وفي السنين التي جاءت بعد ذلك كوفئ جزعه على مرقس مكافأة غنية لأن هذا الشاب أسلم نفسه للرب في غير تحفظ ودأب على نشر رسالة الإنجيل في حقول مختلفة صعبة.بفضل بركة الله وتدريب برنابا الحكيم صار خادما نافعا . AR 150.2
وبعد ذلك تصالح بولس مع مرقس وقبله شريكا معه في الخدمة. كما امتدحه لدى أهل كولوسي على أنه عامل معه في«ملكوت الله» وسبب «لي تسلية (تعزية)» . وقبيل موته تكلم بولس الرسول عن مرقس مرة أخرى باعتباره نافعاله«للخدمة» (كولوس 4: 11 ، 2تيموثاوس 4: 1). AR 150.3
وبعد مفارقة مرقس لهما زار بولس وبرنابا أنطاكية بيسيدة ، وفي يوم السب دخلا مجمع اليهود وجلسا : «وبعد قراءة الناموس والأنبياء ، أرسل إليهم رؤساء المجمع قائلين أيها الرجال الاخوة، إن كانت عندكم كلمة وعظ للشعب فقولو» (عدد15). فإذا قدمت له الدعوة للكلام «فقام بولس واشار بيده وقال : « أيها الرجال الاسرائليون والذين يتقون الله ، اسمعوا» (عدد 16). ثم تلا ذلك خطاب عجيب عرض فيه بولستاريخ تعامل الرب مع شعبه منذ خروجهم من عبودية مصر وكيف قدم لهم الوعد بمجيئ مخلص من نسل داود. وبعد ذلك أعلن بكل جرأة قائلا: « من نسل هذا ، حسب الوعد ، أقام الله لاسرائيل مخلصا ، يسوع إذ سبق يوحنا فكرز قبل مجيئه بمعمودية التوبة لجميع شعب اسرائيل . ولما صار يوحنا يكملسعيه جعل يقول : من تظنون أني أنا ؟لست أنا إياه، لكن هوذا يأتي بعدين الذي لست مستحقا أن أحل حذاء قدميه» ( عدد 23 — 25) . وهكذا بكل قوة كرز بيسوع كمخلص الناس والمسيا الذي تكلمت عنه النبوات . AR 151.1
وبعدما قدم بولس هذا الإعلان قال : «أيها الرجالالاخوة بني جنس ابراهيم والذين بينكم يتقون الله ، إليكم أرسلت كلمة هذا الخلاص .لأن الساكنين في في أورشليم ورؤساءهم لم يعرفوا هذا . وأقوال الأنبياء التي تقرأ كل سبت تمموها إذ حكموا عليه» ( عدد26 ، 27). AR 151.2
ولم يتردد بولس في التكلم بالحقالصريح عن رفض رؤساء اليهود للمخلص. فقد أعلن الرسول قائلا: «ومع أنهم لم يجدوا علة واحدة للموت طلبوامن بيلاطس أن يقتل . ولما تمموا كل ماكتب عنه ، أنزلوه عن الخشبة ووضعوه في قبر . ولكن الله أقامه من الأموات, وظهر أياما كثيرة للذين صعدوا معه من الجليل إلى أورشليم، الذين هم شهوده عند الشعب» ( عدد 2831). AR 151.3
ثم استطرد الرسول يقول : «ونحن نبشركم بالموعد الذي صار لآبائنا ،إن الله قد أكمل هذا لنا نحن أولادهم ، إذ أقام يسوع كما هو مكتوب أيضا في المزمور الثاني : أنت ابني أنا اليوم ولدتك. إنه أقامه من الأموت ، غير عتيد أن يعود أيضا إلى فساد ، فهكذا قال : إني سأعطيكم مراحم داود الصادقة. ولذلك قال أيضا في مزمور آخر : لن تدع قدوسك يرى فسادا. لأن داود بعد ماحدم جيله بمشورة الله، رقد وانظم إلى آبائه ، ورأى فسادا. وأما الذي أقامه الله فلم يرى فسادا»(عدد 32- 37). AR 152.1
والآن فبعدما تحدث بولس صراحة عن إتمام النبوات المألوفة الخاصة بالمسيا جعل يكرز لهم بالتوبة وغفران الخطية باستحقاق يسوعمخلصهم فقال : «فليكن معلوما عندكم أيها الرجال الإخوة ، أنه بهذا ينادى لكم بغفران الخطايا ، وبهذا يتبرر كل من يؤمن من كل مالم تقدروا أن تتبرروا منه بناموس موسى» (عدد 38 ، 39). AR 152.2
لقد كان روح الله يرافق هذه الأقوال التي قيلت فتأثرت القلوب. إن التجاء الرسول إلى نبوات العهد القديم وإعلانه بأن هذه النبوات قدتمت في خدمة يسوع الناصري ، حملت قوة إقناع عظيمة إلى قلوب كثيرين ممن كانوا يشتاقون إلى مجيئ المسيا الموعود به . وأقوال المتكلم اليقينية على أن البشارة أو الأخبار السارة عن الخلاص هم لليهود والأمم على السواء جلبت الرجاء والفرح لأولئكالذين لم يكونوا محسوبين ضمن نسل إبراهيم حسب الجسد. AR 152.3
«وبعدما خرج اليهود من المجمع جعل الأمم يطلبون إليهما أنيكلماهم بهذا الكلام في السبت القادم . ولما انفضت الجماعة ، تبع كثيرون من اليهود والدخلاء المتعبدين بولس وبرنابا ، اللذين كانا يكلمانهم ويقنعانهم أن يثبتوا في نعمة الله» (عدد 42 ، 43). AR 152.4
وقد كان الاهتمامالذي ثار في نفوس الناس في أنطاكية بيسيدية على أثر الخطاب الذي ألقاه بولس عظيما جدا بحيث أنه في السبت التالي : «اجتمعت كل المدينة تقريبا لتسمع كلمةالله . فلما رأى اليهود الجموع امتلأوا غيرة ،وجعلوا يقاومون ماقاله بولس مناقضين ومجدفين». AR 153.1
«فجاهر بولس وبرنابا وقالا كان يجب أن تكلمواأنتم أولا بكلمة الله ،ولكن إذ دفعتموها عنكم ، وحكمتكم أنكم غير مستحقين للحياة الأبدية ، هو ذا نتوجه إلى الأمم . لأن هكذا أوصانا الرب : قد أقمتك نورا لأمم، لتكون أنت خلاصا أقصى أقصى الأرض». AR 153.2
«فلما سمع الأمم ذلك كانوا يفرحون ويمجدون كلمة الرب. وآمن جميع الذين كانوا معينين للحياة الأبدية» .لقدفرحوافرحا عظيما لأن المسيح اعترف بهم أنهم أولاد الله ، وبقلوب شاكرة كانوا يصغون إلى الكلمةالمكروز بها . وأولئك الذين آمنوا كانوا غيورين في إبلاغ رسالة الإنجيل للآخرين ، وهكذا «وانتشرت كلمة الرب في كل الكورة»(44- 49). AR 153.3
قبل ذلك بقرون تتبعالكاتب الملهم انضمام الأمم هذا ولكن تلك الأقوال النبوية لم تفهم بكل وضوح . فقد قال هوشع النبي : «لكن يكون عدد بنيإسرائيل كرمل البحر الذي لايكال ولايعد ، ويكون عوضا عن أن يقال لهملستم شعبي ، يقال لهم أبناء الله الحي» ثم يقوم أيضا : «وأزرعها لنفسي في الأرض ، وأرحم لورحامة ، وأقول للو عميأنت شعبي ، وهو يقول أنت إلهي» (هوشع 1 : 10 ،2: 23). AR 153.4
إن المخلص نفسه في أثناءخدمته على الأرضأنبأ بانتشار الإنجيل بين الأمم. ففي مثل الكرم أعلن لليهود غير التائبين قائلا : «إن ملكوت الله ينزع منكم ويعطى لأمة تعمل أثماره» وبعد قيامته فوض إلىتلاميذهأن يذهبوا «إلى العالم أجمع» و « فاذهبوا وتلمذوا جميع الأمم». كان عليهم ألا يتركوا أحدا بدون إنذار بل كان يجب عليهم : «واكرزا بالإنجيل للخليقة كلها».( متى 21 : 43 ، 28 : 19 ، مرفس16 :15). AR 154.1
إن بولس وبرنابا إذ توجها إلى الأمم في أنطاكية بيسيدية لم يكفا عن خدمة اليهود في كل مكان أينما كانت توجد فرصة مؤاتية فيها يجدون من يسمعون .وبعد ذلك في تسالونيكي وكورنثوس وأفسس وغيرها من المراكز الهامة كان بولس وزملاؤه في العمل يكرزون بالإنجيل لليهود والأمم .ولكن منذذلك الحين كان الجانب الأكبر من جهودهم منصرفا إلى بناء ملكوت اللهفي الأقاليم الوثنيةبين الشعوب التي لم يكن لها غير معرفة قليلة أو لم يكن لها أي معرفة على الإطلاق بالإله الحقيقي وبابنه . AR 154.2
كان قلب بولس الرسول وقلوب رفاقه العاملين معه منجذبة نحو أولئك الذين كانوا «أجنبين عن رعوية إسرائيل ، وغرباء عن عهود الموعد ، لارجاء لكم ، وبلا إله في العالم».وبواسطة خدمات الرسل التي لم تكل للوثنيين ، فإن «غرباء ونزلا» الذين«كنتم قبلا بعيدين ، صرتم قريبين بدم المسيح» وأنهم فالايمان بذبيحته الكفارية صاروا : «رعية مع القديسين وأهل بيت الله» (أفسس2:12 ، 13 ، 19). AR 154.3
وإذ تقدم بولس بالإيمان خدم بلا انقطاع في إقامة ملكوت الله بين أولئك الذين كان معلموا إسرائيل قد أغفلوهم. وبدون انقطاع كان يعظم ويمجد المسيح يسوع على أنه «ملك الملوك ورب الأرباب» (1 تيموثاوس6 : 15). وكان يوصي المؤمنين أن يكونوا «متأصلين ومبنيين فيه ، وموطدين في الإيمان» (كولوسي2: 7). AR 154.4
إن المسيح بالنسبة للمؤمنين هو أساس راسخ وعلى هذا الحجر الحي يمكن لليهود والأمم على حد سواء أن يبنوا . إنه عريض بما فيه الكفاية بحيث يتسع للجميع ، ومتين وقوي جدا بحيث يسند أثقال وأحمال العالم كله . هذه حقيقة يعترف بها الرسول نفسه بكل صراحة . ففي ختام أيام خدمته ،عندما كتب إلى جماعة من الأمم المؤمنين الذين ظلوا ثابتين على محبتهم لحقالإنجيلقال : « مبنيين على أساس الرسل والأنبياء، ويسوع المسيح نفسه حجر الزاوية» ( افسس2 : 20). AR 155.1
وإذا انتشرت رسالة الإنجيلفي بيسيدية فإن يهود أنطاكية غير المؤمنين، في تعصبهم الأعمى ، «حركواالنساء المتعبدات الشريفات ووجوه المدينة، وأثاروا اضطهاد على بولس وبرنابا ، وأخرجوهما منتخومهم» ( عدد 50). AR 155.2
لم يفشل الرسولان بسبب تلك المعاملة ، فقد تذكرا أقوال سيدهما الذي قال : «طوبى لكم إذا عيروكم وطردوكم وقالوا عليكم كل كلمة شريرة ، من أجلي ، كاذبين ، افرحواوتهللوا ، لأن أجركمعظيم في السماوات ، فإنهم هكذا طردوا الأنبياء الذين قبلكم» ( متى 5 : 11، 12). AR 155.3
كانت رسالة الإنجيل تنتشر وتتقدم وكان لدى الرسولين كل الأسباب لأن يتشجعا . لقد باركت السماء جهودهما بين أهل أنطاكية بيسيدية . أما التلاميذ والمؤمنون الذين تركهم الرسولانليحملوا أعباء العمل وحدهم بعض الوقت «فكانوا يمتلئون من الفرح والروح القدس» ( عدد 52). AR 155.4