أعما لالرُّسل

56/59

الفصل الخامس والخمسون

انسان غيرته النعمة

لقد تمثلت القداسة الحقيقية في حياة التلميذ يوحنا . ففي غضون سني عشرته الوثيقة مع المسيح كثيرا ماكان المخلص ينذره ويحذره ، وقد قبل يوحنا التوبيخ، واذ امكشفت صفات المخلص الاهلي ليوحنا رأى عجزه ونقاصهفاتضع امام هذا الاكتشاف . ويوما بعد يوم ، وعلى نقيض روحه العنيفة، رأى رقة يسوع ولطفه وصبره وسمع تعاليمهعن الوداعة والصبر . ويوما بعد يوم انجذب قلبه الى المسيح الى ان غابت الذات عن نظره في غمرة محبته لسيده. ان مارآه في حياة ابن الله اليومية من وقوة ولطف ، وجلال ووداعة واقتدار وصبر ملأ نفسه اعجابا . فسلم طبعه السريع الغضب والطموح ليتبدل بقوة المسيح ، وقد احدثت محبة الله تغيرا عظيما في اخلاقه . AR 505.1

وعلى نقيض مدهشللقدسة التي مت في حياة يوحنا كان اختبار زميله التلميذ يهوذا . وكيوحنا زميله ، اعترف يهوذابأنه تلميذ للمسيح ، ولكن لم يكن له الا صورة التقوى. ان يهوذا لم يكن جامد الشعور من جة جمال صفات المسيح ، ومرارا كثيرة حين كان يصغي الى اقوال المخلص شعر بالتكبيت والادانة ، ولكنه رفض ان يتضع او يعترف بخطاياه. انه بمقاومته للتأثير الالهي، اهان السيد الذي ادعى بأنه يحبه. لقد جاهد يوحنا بكل غيره ضد اخطائه وقاومها ، اما يهوذا فقد انتهك ضميره وخضع للتجربة فكبلنفسه بعاداته الشريرة بأحكام اكبر . ان ممارسة الحقائق التي علم بها المسيح كانت مغايرة لرغائبه واغراضه ولم يستطع اخاضع نفسه لآراء معلمة ليحصل على الحكمة من السماء . فبدلا من ان يسلم في النور اختار السلوك في الظلمة. وقد ابقى في قلبه الرغائب الشريرة والطمع وشهوةالانتقام والافكار المظلمة الكئيبة الى ان سيطر الشيطان عليه سيطرة كاملة ان يوحنا ويهوذا يمثلان الذي يعترفون انهم اتباع المسيح. فكلا هذين التلميذين كانت لديهما الفرض نقسها لدراسة حياة المثال الالهلى واتباعه ، وكلاهما كانا على صلة وثيقة بسيوع وتمتعا بامتيازالاستماع لتعاليمه . كان لكل منهما نقائصهالخطيرة في خلقه، كما كان في متناول كل منهما الحصول على النعمة الالهية التي تغير الخلق . ولكن في حين ان اخدهما كان بكل تواضع يتعلم من يسوع، فان الآخر اظهر انه ليس عاملا بالكلمة بل سامعا فقط . احدهمااذ كان كل يوم يموت عن الذات وينتصر على الخطية فقد تقدس في الحق ، اما الآخر فإذ كان يقاوم قوة نعمة الله المغيرة وينغمس في رغائبه وأنانيته صار عبدا للشيطان. AR 505.2

ان مثل هذا التغيير في الخلق كما يرى في حياة يوحنا هو دائما نتيجة الشركة مع المسيح قد تكون هنالك نقائص ملحوظة في خلق أي فرد، ولكنه عندما يصير تلميذا حقيقيا للمسيح فان قوة النعمة الاهلية تغيره وتقدسه. فإذ يرى مجد الرب كما في مرآة يتغير من مجد الى مجد الى ان يصير على صورة ذاك الذييعبده ويمجده. AR 506.1

كان يوحنا معلما للقداسة ، وفي رسالئل الى الكنائس قدم قوانين لاتخطئ لتصرفات المسيحيين . فقد كتب يقول : «وكل من عنده هذا الرجاي به، يطهر نفسه كام هو طار» «من قال انه ثاتب فيه ينبغي انه كام سلك ذاك هكذا يسلك هو ايضا» ( 1 يوحنا 3: 3، 2 : 6). وقد علم انه يجب على المسيحي ان يكون طاهرا في قلبه وفي حياته وينبغي الا يقنع ابدا باعتراف فارغ . فكما ان الله قدوس في محيطه ، كذلك على الانسان الساقط ان يكون قديسافي محيطة بالايمان بالمسيح . وقد كتب ولس الرسول يقول : «هذه هي ارادة الله : قداستكم» ( 1 تسالونيكي 4 : 3). ان تقديس الكنيسة هو قصد الله من كل معاملاته مع شعبه. لقد اختارهم منذ الازل ليكونو قديسين. ولقد بذل ابنه للموت لأجلهم ليكونو مقدسين في طاعة الحق مجردين من صغر النفس ونقاهتها . انه يطلب عملا شخصيا وتسليما شخصيا. ان الله يمكن ان يتمجد بواسطة الذين يعترفون بايمانهم به ، فقط على قدر مايكنون مشابهين لصورته وعلى قدر مايخضعون لسلطان روحه. وحينئذ فكشهود يمكهن ان يخبروا لآخرين بما قصد صنعته نعمة الله لأجلهم. AR 506.2

ان التقديس الصحيحي يأتي كنتيجة لتفاعل مبدأ المحبة : «الله محبة ، ومن يثبت في المحبة ، يثبت في الله والله فيه» ( 1 يوحنا 4 : 16 ) .ان حياة من يسكن المسيح في قلبه تظهر التقوى العملية, والخلق يتطهر ويتسامى ويكرم ويتمجد . والتعليم النقي يمتزج بأعمال البر ، والوصايا السماوية تمتزج بالاعمال المقدسة . AR 507.1

ينبغي لمن يرغبون في الحصول على بكرة التقديس ان يتعلموا اولا معنة تضحية الذات ا. ان صليب المسيح هو العمود الذي يستند اليه : «اكثر فأكثر ثقل مجد ابديا». وقد قال المسيح : «ان اراد احد ان يأتي ورائي فلينكر نفسه ويحمله صليبهويتبعني» ( 2 كورنثوس 4 :17 ، متى 16 ك 24). ان الرائحة الذكية التي تفوح من محبتنا لبني جنسنا هي التي تكشف عن محبتنا لله . ان الصبر في الخدمة هو الذي يجلب الراحة للنفسز وعن طريق الكد والخدمة المتواضعةالمجدة المينة يمكن لشعب الله ان ينجح ويتقدم. ان الله يسند ويقوي من يرغب في اتباع طريق المسيح. AR 507.2

ان التقديسليس له عمل لحظة او ساعة او يوم بل هو عمل الحياة كلها . وهو لاينال بواسطة الاحساس بالسعادة القصيرة الامد بل هو نتيجة الموت الدائم عن الخطية والحياة المستمرة من اجل المسيح. ان الاخطاء لايمكن تصحيحها والاصلاحات لايمكن اجراؤها في الخلق بواسطة الجهود الواهنة المتقطعة وكلننا ننتصر فقط بواسطة بذل جهود طويلة مثابرة وتدريب مؤلم وحرب قاسية ضروس . ولانعرف في وم مقدار شدة نضالنا الذي سنشتبك فيه في اليوم التالي فطالما الشطيان يملكعلينا ان نخضع الذات ونتغلب على الخطايا المحيطة بنا ، وعلى قدر ماتطول حياتنا فلن يوجد مكان فيهنتوقف ن او نقطة نصل اليها ونقول : لقد ادركتادراكا كاملا . فالتقديسهو ثمرة الطاعة مدى الحياة. AR 508.1

لم يوجد نبي ولارسولادعى لنفسه العصمة من الخطية . فالناس اللذين عشوا على قرب شديد من الله، الناس الذين كانوا على اتم استعداد للتضحية بالحياة نفسها كل لايرتكبوا خطا واحدا عن علم ، الناس الذي اكرمهم الله بنور وقوة الهيين ، اعترفوا بشر طبيعتهم. انهم لم يضعواثقتهم في الجسد، لوم يدعواأي بر ذاتي ، بل اتكلوابالتمام على بر المسيح. AR 508.2

وهكذا ستكون احال مع كل من يشاهدون المسيح. كلما زدنا قربا من يسوع ، ولكما اكتشفنا بكل جلاء طهارة خلقه، كلما رأينا بلك وضوح شر الخطيةالعظيم، ولكما زهدنا في تمجيد ذواتنا . وستتوق النفسوتصبوباستمرارالى الله، وسيكون هنالك اعتراف بالخطية مستمر وحار وعميق يتضع القلبامامه. وفي كل خطوة نتقدم فيها في اختبارناالمسيحي سنزيد توبتا عمقا ،. وسنعرف ان كفايتنا انما هي في المسيح وحده، وسنعترف بما اعترف به الرسول فنقول : « فإني اعلم انه ليس ساكن في أي في جسدي ، شيئ صالح» «واما من جهتي ، فحاشا لي ان افتخر الا بصليب ربنا يسوع المسيح . الذي به قد صلب العالم لي وانا للعالم» ( رومية 7 : 18، غلاطية 6 : 14). AR 508.3

ليكتب الملائكة المسجلون تاريخ الحروب المقدسة ونضال شعب الله ، وليسجلوا صواتهم ودموعهم ، ولكن لايجلبن احد العار على اللهبقول: «انا بلا خطة ، انا قديس» فالشفاه التي تقدمت لاتنطق بتلك الاقوال الجيئة الوقحة. AR 509.1

لدق اختطف بولس الرسول الى السماء الثالثة ورأى اشياءلاينطق بها ، ومع ذلك فهذه هي الحقيقة التي نطق بها في غير تصنع او ادعاء: «ليس ان قد نلت او صلت كاملا ، ولكني اسعى» ( فيلبي 3 : 12). ليكتب ملائكة السماء عن انتصارات بولس في مجاهتدته جهادالايمان الحسن. وكذلك ايضا تفرح السماء بخطواته الثابتة وهو سائر في طريقه الى السماء ، فهو اذ وضع الجعالة قبلته وامام ناظريه حسب كل شيئ آخر نفايه, ان الملائكة يفرحون اذ يخبرون بنصراته ناما هو فلا يفاخر بما قد بلغه او ادركه . ومقف بولس هو الموقفالذي ينبغي ان يقفه كل تابع للمسيح وهو يتقدم في طريق جهاده في سبيل احراز الاكليل الذي لايفنى. AR 509.2

فلينظر الذين يميلون الى المفاخرة بادعائهم القداسة لأنفسهم ، لينظروا في مرآة شريعة الله . فاذ يرون مطاليبهاالبعيدةالمدى ويدركون عملها كمميزة لأفكار القلب ونياته،فانهم لايفاخرون بعصمتهم . يقول يوحنا وهو في هذا لايميز نفسه على اخوته «ان قلنا انه ليس لنا خطية نصل انفسنا وليس الحق فينا» «ان قلنا ننا لم نخطئ نجعله كاذبا ن وكلمته ليست فينا» «ان اعترفنا بخطايانا فهو امين وعادل ، حتى يغفر لنا خطاياناويطهرنا من كل اثم» ( 1 يوحنا 1 : 8 ، 10 ، 9 ). AR 509.3

توجد جماعة تدعي القداسة ، وتعلن انها بجملتها للرب، وتدعي لنفسها الحق في مواعيد االله ، وهي في الوقت نفسه ترقض اطاعة وصاياه . هؤلائ المعتدون على الشريعة يدعون لأنفسهم الحق في كل مما قد وعد به الله أولاده ولكن هذه وقاحة وغطرسة من جانبهم نلأن يوحنا يخبرنا ان المحبة الحقيقة لله تظهر في الطعة لكل وصاياه.لاكفي الاعتقاد بنظريق الحق ، او الاعتراف بالايمان بالمسيح ، او الاعتقاد بأن يسوع ليس محتالا ، ا وان ديانة الكتاب ليس خرافة مصنعة . فلقد كتب يوحنا يقول : «من قال قد عرفته و هو لايحفظ وصاياه ، فهو كاذب وليس الحق فيه. واما من حفظ كلمته ، فحا في هذا قد تكلمت محبة الله . بهذا نعرف اننا فيه» «ومن يحفظ وصاياه يثبت فيه وهو فيه» ( 1 يوحنا 2 : 4 ، 5 ، 3 : 24). AR 510.1

ان يوحنا لم يعلم ان الخلاصيمكن الحصول عليه بالطاعو ، بل أن الطاعة هي ثمرة الايمان والمحبة . فقال : «وتعلمون ان ذاك اطهر لكي يرفع خطايانا ، وليس فيه خطية ، كل من يثبت فيه لايخطئ . كل من يخطئ لم يبصره ولا عرفه» (1 يوحنا 3:5 ، 6 ). فان ثبتنا في المسيح وسكنت محبة الله في القلبفان مشاعرنا وافكارنا وافعالنا تكون متوافقة مع ارادة الله . ان القلب المقدس هو في حالة انساجم مع وصاياشريعة الله . AR 510.2

يوجد كثيرون ممكن يحاولون ان يحفظوا وصايا الله بكل اجتهاد ومع ذلك فلما يحصلون على السلام او الفرح. فهذا النفص في اختبارهم هو نتيجة اخفاقهم في ممارسة الايمان فيبدوا انهم سائرونفي ارض سبخة مالحة وقفر يباس. انهم يطالبون بالقليلفي حين كان يمكنهم ان يطالبو بالكثير لأن مواعيد الله لاتحدها حدود . مثل هؤلائ الايمكثلون التقديس الذي يحدثعن طريق الطاعة للحق تمثيلا صحيحا . ان الرب يريد ان يكون كل أولاده وبناتع سعداء ومسالمين ومطيعين. بواسطة ممارسة الايمان يمتلك المؤمن هذه البركات . وبواسطة الايمان يمكن سدكل نقص في الخلق ، ويمكن التطهرمن كل دنس او نجااسة ،ويمكن تصحيح كل خطأ وكل توفق يمكن ان ينمو ويزداد. AR 510.3

ان الصلاة هي الوسيلة التي رسمتها السماء للنجاح في الحرب ضد الخطية وتمية الخلق المسحيي ان المؤثرات او القوة الالهية التي تأتي اجابة لصلاة الايمان ستتم في نفس المصلي كل ما يتوسل في طلبه. يمكننا ان نسأل غفران خطايانا او انسكاب الروح القدس علينا ا وان تكون طباعنا مسيحية ، ا وان نطلب الحكمة للقيام بعمله، او اية هبة وعد باعطائها لنا . والوعد لنا هو هذا «تعطوا». AR 511.1

ان موسى حين كان في الجبل منفردا مع الله رأى المثال العجيب للبناء الذي كان مزمعا ان يكون مسكن مجده . اذ نكون نحن في الجب مع الله- في ستر الشركة علينا ان نتأمل فيالمثل الاعلى المجيد الذي وضعه للبشرية. ففي كل العصور ، وعن طريق الشركة مع السماء ، تمم الله قصده لبنية بكونه كشف لعقولهم بالتدريج عن تعاليم النعمة. ان طريقته في ابلاغ الحق مصورة في هذه الكلمات «خروجه يقين كالفجر» (هوشع 6 : 3). ان من يضع نفسه في الوضع الذي يستيطيع فيه ايده ان ينيره يكون كم يتقدممن عتمة الفجر الجزئية الى اشراق نور الطهيرة الكامل . AR 511.2

ان التقديس الحقيقي معناه المحبة الكاملة لله والطاعة الكاملة والامتثال التام لارادة الله. علينا ان نكون مقدسين لله بواسطة اطاعة الحق . يجب ان تتظره ضمائرنا من الاعمال المميتة لنخدم الله الحي . اننا لسنا بعد كاملين ولكنه امتياز لنا ان ننتزع انفسها من عراقيل الذات والخطية ونتقدم الى الكمال . توجد امكانات عظيمة ومدارك سامية ومقدسة موضوعة في متناول الجميع. AR 511.3

ان السبب الذي لأجله لايتقدم كثيرون الىمدى ابع د في الحياة الالهية في هذا العصر من تاريخ العالم هو كونهم يترجمون ارادة الله لتكون وفق مايرغبون تماما . ففيما هم يتبعون رغباتهم الخاصة ، يخدعون انفسهم بالقوة انهم مطيعون لارادة الله . هؤلاء ليس لهم حروب مع الذات ليخوضوها . ويفلح آخرون الى حين في الحرب ضد رغبتهم الذاتية في طلب المسرات والراحة. انهم مخلصون وغيوريون ولكنهم يكلون بسبب الجهد الطويل والموت كل يوم والاضطراب المتواصل . واذ يبدو التراخي والكسل مغريا، والموت عن الذات منفرا وكريها فإنهم يغمضون عيونهم المسبلة بالنعاس ويسقطون تحت سلطان التجربة بدلا من ان يقاوموها . AR 512.1

ان التعليمات المدونة في كلمة الله لاتترك مجالا للاتفاق مع الشر او مجاراته. لقد اظهر ابن الله ليجتذب جميع الناس الى شخصه . لقد اتى لكي يهدهد العالم لينام بل ليوجه الانظارالى الطريق الضيقالذي ينبغي ان يسير فيهجميعمن يصلوناخيرا «الى ابوابمدينةالله». وعلى أولاده ان يسيروا في نفس الطريق الذي سار هو فيه من قبل ومهما ضحوا براحتهم او تمتعاتهم الذاتية ، ومهما كانت كلفة التعب او الآلام،عليهم عليهم ان يثيروا حربا لاراحةفيها ولا هوادة ضد الذات. AR 512.2

ان اعظم تمجيد يمكن للناس ان يقدموه لله هو ان يكونوا ادوات مقدسة يمكن لله ان عمل بواسطتها . ان الوقت يسرع بنا الى الابدية، اذ فلا نحجز عن الله حقوقه. ولا ننكر عليه الشيئ الذي ، مع كونه لايمكن ان يعطى بدون استحقاق ، لايمكن ان ينر او يحجز بدون هلاك . انه يطلب القلب بجملته ، فاعطه اياه فهو له بحقالخلق وبحق الفداء. وهو يطلب عقلك ، فاعطه اياه فهو له . وهو يطلب مالك ، فاعطه اياه فهو له : «وانكم لستم لأنفسكم؟لانكم قد اشتريتم بثمن» ( 1 كورنثوس 6 : 19 ، 20). ان الله يطلب ولاء النفس المقدسة التي قد اعدت ذاتها بممارسة الايمان العامل بمحبةلتخدمه. انه يرفع امام انظارنا اسمى مثال أي الكمال . وهو يطلب منا ان نكون له بالتمام وبالكلية في هذا العالم كما انه هو لنا في حضرة الله . AR 512.3

«هذه هي ارادة الله» بالنسبة اليكم ، «قداستكم» ( 1 تسالونيكي 4: 3). فهي هي ارادتك انت ايضا ؟ قد تكونخطاياك كجبال امامك، ولكن اذا كنت تتضع وتعتف بخطاياك متكلا على استحقاقات المخلص المصلوب والمقام ، فسيغفر لك ويطهرك من كل اثم . الله يطلب منك الامتثال الكامل لشريعته . هذه الشريعة هي صدى صوته القائللك : كن ادقس واقدس مما انت . اطلب ملئ نعمة المسيح . ليملئي قلبك بشوق حار الى بره الذي تعلن كلمة الله انه ينشيئ سلاما وينتج عنه الهدوء واليقين الى الابد . AR 513.1

فإذ تتوق نفسك وتتعطش الى الله فستجد الشيئ الكثير جدا من غنى نعمته الذي لايستقصى . واذ تتأمل في هذه الكنوز فستمتلكها وتعلن عن استحقاقات ذبيحة المخلص وحماية بره وملء حكمته ، وقدرت ليوقفك اما الآب : «بلا دنس ولا عيب» ( 2 بطرس 3: 14). AR 513.2