أعما لالرُّسل

الفصل الرابع والخمسون

شاهد أمين

(يعتمد هذاالفصل على ماورد في رسائل يوحنا )

بعد صعود المسيح انبرى يوحنا ليكون خادما امينا غيورا لسيده. لقد اشترك مع التلاميذ الآخرين في التمتع بانسكابالروح القدسفي يوم الخمسين ، وبغيرة وقوة جديدتين ظل يحدث الناس بكلام الحياة محاولا ان يقود أفكارهم الى غيرالمنظور . كان كارزا قويا وغيورا وجادافي عمله. فبلغه جميلة وصوت موسقى تحدث عن اقوالالمسيح واعماله اذ كان يخاطبالناس بطريقة اثرت في قلوب سامعيه. ان بساطة أقواله، والقوة السامية الرائعة التي اتصفت بها الحقائق التي نطق بها ، والغيرة التي امتازت بها تعاليمه جعلته يصل الى كل الطبقات . كانت حياة الرسول متفقة مع تعاليمه. فمحبة المسيحالتي تأججت في قلبه دفعتهالى بذل جهود غيورة لاتكل لأجل بني جنسه وبوجه خاص لأجل اخوته في الكنيسة المسيحية . AR 495.1

كان المسيح قد امر تلاميذه الاولين بان يحبوابعضهم بعضا كام قد احبهم . وهكذا كان عليهم ان يشهدو للعالمبان المسيح رجاء المجد قد تصور فيهم.وقال لهم : «وصية جديدة انا اعطيكم ان تحبوا بعضكم بعضا . كما احببتكم انا تحبون انتم ايضا بعضكم بعضا» ( يوحنا 13 : 34 ). ان التلاميذ لم يستطيعوا فهم هذا الكلام عندما سمعوه، ولكن بعدما شاهدو آلام المسيح، وبعد صلبه وقيامته وصعوده الى السماء، وبعدما استقر الروح القدس عليهم في وم الخمسين ادركوا محبة اله ادراكا اوضح ، كما ادركوا طبيعة تلك المحبة التي كان ينبغي لكل منهم يكنها لاخوته . حيئنذ امكن ليوحنا ان يقول لتلاميذ زملائه : «بهذا قد عرفنا المحبة: ان ذاك وضع نفسه لأجلنا ، فنحن ينبغي لنا ان نضع نفوسنا لاجل الاخوة» ( 1 يوحنا 3: 16). AR 495.2

وبعد حلول الروح القدس ، عندما خرج التلاميذ ليكرزوا بالمخلص الحي ، كانت رغبتهم الوحيدة خلاص النفوس . لقد فرحوا وتهللو بحلاوة الشركة مع القديسين . فكانوا لطقاء ومفكرين ومنكرين لذواتهم وراغبين في الاقدام على اية تضحية في سبيل الحق . وفي شركتهم اليومية مع بعضهم اليعض اعلنوا واظهروا المحبة التي أوصاهم بهاالمسيح. وبأعمالهم وأقوالهم الخالة من الانانية حاول وان يضرمو هذه المحبة في قلوب الآخرين. AR 496.1

مثل هذه المحبة كان ينبغي للمؤمنين ان يحتضنوها ويحتفظوا بها دائما . كان عليهم ان يتقدموا في طاعة اختيارية امتثالا لهذه الوصية الجديدة كان عليهم ان يكونو في اتحاد وثيق جدا بالمسيح كي يتكمنوا من اتمام كل مطاليبخ. وكا ن يجب ان حياتهم تعظم وتمجد المخلصالذي امكنه ان يبررهم ببره. AR 496.2

ولكن جدث تغيير تدريجي . فقد بدأ المؤمنون يتطلعون ليجدو نقائص في حياة الآخرين . واذ امعنوا النظر طويلافي اخطاء الآخرين ،وافسحوا المجال للانتقاد المر ، غاب عن انظارهم المخلص ومحبته . وصاروا اكثر تدقيقا فيما يختص بالطقوس الخارجية ، واكثر تدقيقافي امر النظريات اكثر مما في ممارسة الايمان وفي غيرتهم على ادانة الاخرين اغفلو اخطائهم. واضاعوا المحبة الاخوية التي امر المسيح بهاوماهو أسوأ من كل ذلك انهم لم يحسوا بخسارتهم ، ولم يفطنوا الى ان السعادة والفرح اخذا يترسبان من حياتهم وانهم لكونهم قد طردوا محبة الله من قلوبهم فسرعان ماسيكتتفهم الظلام AR 496.3

فاذ تحقق يوحنا من ان الكنيسة كانت تعوزها المحبة الاخوية ، فقد حث المؤمنين على حاجتهم الدائمة الى هذه المحبة. وقد امتلأت رسائله الى الكنائس بهذه الفكرة . فكتب يقول : «ايها الاحباء ، لنحب بعضنا بعضا ، لأن المحبة هي من الله،وكل من يحب فقد ولد من الله ويعرف الله. ومن لايحب لم يعرف الله ، لأن الله محبة . بهذا اظهرت محبة الله فينا ان الله قد ارسل ابنه الوحيد الى العالم ، لكي نحيا به في هذا هي المحبة ليس اننا نحن احببنا الله ، بل أنه هو أحبنا ، وارسل ابنه كفارة لخطايانا . ايها الاحباء ،ان كان الله قد احبناهكذا ، ينبغي لنا ايضا نان يحب بعضنا بعضا» (1 يوحنا 4 : 7 — 11). AR 497.1

وفيما يختص بالمعنى الخاص الذي بموجبه ينبغي للمؤمنين ان يعلنوا هذه الممحبة كتب الرسول يقول : «ايضا وصية جديدة اكتب اليكم ، ماهو حق فيه وفيكم ان الظلمة قد مضت ، والنور الحقيقيالان يضيئ . من قال انه في النور هو يبغض اخاه فهو الى الان في الظلمة.من يحب اخاه يثتب في النور ليس فيه عثر . واما من يبغض اخاه فهو في الظلمة وفي الظلمة يسلك ، ولا يعلم اين يمضي ، لأن الظلمة اعمت عينيه» «لأن هذا هو الخبر الذي سمعتموه من البدء: انيحب بعضنا بعضا». «من لايحب اخاه يبق في الموت. كل من يبغض اخاه فهو قاتل نفس، وانتم تعلمون ان كل قاتل نفس ليس له حياة أبدية ثابتة فيه. بهذا قد عرفنا المحبة ان ذاك وضع نفسه لأجلنا ، فنحن ينبغي لنا ان نضع نفوسنا لأجل الاخوة» ( 1 يوحنا2 : 8 — 11 ، 3 : 11 ، 14 ، 16). AR 497.2

ان مايعرض كنيسة المسيح لخلطير ليس هو مقاومة العالم. ولكن الشر الذي يحتضنه المؤمنون في قلوبهم هو الذي يشكل افدح كارثة تحل بهم وبكل تأكيد يؤخر تقدم عمل الله. لاتوجد طريقة افعل في اضعاف الروحيات من آفات الحسد والشكوك وايجاد العيب في الناس وسوء الظن التي يحتضنها شعب الله في قلوبهم . ومن الناحية الاخرى فان اقوى شهادة ان الله قد ارسل ابنه الى العالم هي وجود التوافق والاتحاد بين الناس ذوي الامزجة والميول المتباينة الذين تتكون منهم كنيسته . ومن امتيازات اتباع المسيح ان يظفرو بمثل هذه الشهادة. ولكن لكي يحصلوا على هذا ينبغي ان يضعوا انفسهم رهن امر المسيح واشارته وينبغي ان تكون صفاتهم ممثلة لصفاته ، وارادتهم متقفقة مع مشيئته. AR 498.1

قال المسيح : «وصية جديدة انا اعطيكم ان تحبوا بعضكم بعضا . كما احببتكم انا تحبون انتم ايضا بعكم بعضا» ( يوحنا 13 : 34 ) . مااعجب هذا القول ، ومع ذلك فما اقل مانمارسه ،ان كنيسة الله اليوم تنقصها المحبة الاخوية الى حد محزن فكيثيرون ممن يعترفون بأنهم يحبون المخلص لايحب بعضهم بعضا . ان غير المؤمنين يراقبون ليروا ما اذا كان للايمان الذي يمارسه المسيحيون قوة لتقديس حياتهم ، وهم سرعان مايكتشفون النقص في اخلاق المسيحيين والتناقض في اعمالهم . ليحذر المسيحيون من اعطاءه المجال للعدو لأن يشير اليهم ويقول : «انظرو كيف ان هؤلاء الناس الواقفين تحت راية المسيح يبغضون بعضهم بعضا». ان المسيحيين هم جميعا اعضاء في اسرة واحدة واولاد للآب السمواي الواحد ولهم رجاء الخلود المباركالواحد . فينبغي ان تكون الأواصر التي تبرطهم معا قوية متينة. AR 498.2

ان المحبة الالهية تقدم اعظم توسلاتها المؤثرةللقلب عندما تدعونا لأن نظهر نفس الرأفة والمحبة التي أظهرها المسيح. ان ذلك الانسان الذي يحب اخاه محبة غير مغرضة ومنكرة لذاته هو وحده الذي يحب الله محبة صادقة . والمسيحيالحقيقي لايسمح بمحض اختياره بترك النفس المعرضة للخطر والعوز بأن تسير في طريقها بدون انذار او راعية . وهو لن يترفع عن المخطئين تاركااياهم ليغوصو ويغلو في التعاسة والخيبة او يسقطوا في ارض الشيطان . AR 498.3

ان أولئك الذين لم يختبروا قط محبة المسيح الرقيقة الآسرة, لايستطيعون ارشاد الآخرين الى نبع الحياة . فمحبته في القلبقوة دافعة تشوق الناس الى اظهاره في السيرة وفي الروح الرقيقة المشفقة ، والتساميبحياة الذين يعاشرونهم . وينبغي للخدام المسيحيين الذين ينجحون في خدماتهم وجهودهم ان يعرفوا المسيح ، ولكي يعرفوه عليهم ان يعرفوا محبته. وفي السماء تقاس اهليتهم كخدام بقدرتهم على ان يحبوا كما احب المسيح ويخدموا كما خدم. وقد كتب الرسول يقول: «لانحب بالكلام ولا باللسان ، بل بالعمل والحق» ( 1 يوحنا 3: 18). يمكن البلوغ الى كمال الخلق المسيحي متى كان الداع الى تقديم العون والبركة للآخرين ينبع من الداخل على الدوام زنا جو هذه المحبة المحيط بنفس المؤمن هو الذي يجعله راحة حياة لحياة ويجعل الله قادرا على ان يبارك عمله وخدمته. AR 499.1

ان المحبة الفائقة لله والمحبة لبعضنا البعض في غير اثرة- هي افضل هبة يمكن ان يمنحها ابونا السماوي . هذه المحبة ليست باعثا او محركا بل هي مبدا الهي وقوة دائمة وثابتة. ان اللق غير المكرس لايمكنه ان يبدعها او ينتجها . ولكنها توجد فقط في القلبالذي يملك فيه يسوع. «نحن نحبه لأنههو احبنا أولا» ( 1 يوحنا 4 :19). ففي القلب المتجدد بنعمة الله نجد ان المحبة هي المبدأ السائد في العمل . انها تهذب الخلق وتتسلط على البواعث ، وتتحكم في الاهواء والشهوات وتسموا بالعواطف. هذه المحبة متىاحتفظ بها الانسان في نفسه فهي تجعل الحياة حلوة وعذبة وتضفي تأثيرا مهذبا ونقيا على كل ما حولها . AR 499.2

لقد حاول الرسول يوحنا انيرشد المؤمنين لفهم الامتيازات السامية التي يمكنهمالتمتع بها ان هم مارسوا روح المحبة . فهذه القوة الفادية اذا ملكت على القلبتسيطر على كل باعث آخر وترفع من يمتلكونها فوق متناول مؤثرات العالم الفاسدة . وعندما يسيمح لهذه المحبة بأن تسود سيادة كلمة وتصير هي القوة المحركة في النفس ،فإن اتكالهم على الله وثقتهم فيه وفي معاملته لهم سيكونان كاملين. ويمكهم حينئذ ان يأتوا اليه في ثقة الايمان الكاملة عالمين انهم سينالون منه كل مما يحتاجون اليه لأجل خيرهم الزمني والابدي . وقد كتب السول يقول : «بهذا تكملت المحبة فينا ان يكون لنا ثقة في يوم الدين ، لأنه كما هو في هذا العالم ، هكذا نحن ايضا . لاخوف في المحبة ، بل المحبة الكاملة تطرح الخوف الى خارج». «وهذه هي الثقة التي لنا عنده : انه ان طلبنا شيئا حسب مشيئته يسمع لنا , ان كنا نعلم انه مهما طلبنا يسمع لنا ، نعلم ان لنا الطلبات التي طلبناها منه» ( 1 يوحنا 4 : 17 ، 18 ، 5 : 14 ، 15). AR 500.1

«وان اخطأ احد فلنا شفيع عن الآب ، يسوع المسيح البار . وهو كفارة لخطايانا. ليس لخطايانا فقط ، بل اخطايا كل العالم ايضا».«ان اعترفنا بخطايانا فهو امين وعادل ، حتى يغفر لنا خطايانا ويطهرنا من كل اثم» (1 يوحنا 2 : 1 ، 2 ، 1 : 9). ان شروط حصولناعلى الرحمة منالله بسيطة ومعقولة. فالرب لايطلب منا القيام بعمل محزن او مكدر لننالالغفان . ولا حاجة لنا القيام بحج مضن متعب او تأدية اعمال كفارية مؤلمة لكي تنال نفوسنا الحظوة امام اله السماء او للوفاء بديون معاصينا . «من يقر بها ( بخطاياه ويتركها يرحم» ( أمثال 28 ، 13). AR 500.2

ان المسيح يتوسلفي المنازل العليا لأجل كنيسته- يتوسل لأجل أولئك الذين قد بذل دمه ثمنا لفدائهم, ان القرون والاجيال لايمكنه ان تقلل من فاعلية دمه المكفر فلا الحياة او الموت ، لا العلواو العمق تستطيع ان تفصلنا عن محبة الله التي في المسيح يسوع ربنا ، لا لكوننا نتمسك به بكل قتونا وبكل ثبات ، بل لأنه هو يتعلق بنا بكل ثبات. لو كان خلاصنا متوقفا على جهودنا لما امكننا ان نخلص ، بل يتوقف على ذاك الذي يقف خلف كل المواعيد . ان تمسكنا به قد يبدوا واهناوضعيفا ، ولكن محبته هي محبة الاخ البكر ، فطالما ظللنا محتفظين باتحادنا به فلا يستطيع احد ان ينتزعنا من يديه. AR 501.1

واذ مرت السنون وتكاثر عدد المؤمنين ، كان يوحنا يخدم بولاء متزايد وغيرة مضاعفة لأجل اخوته . كانت الاوقات ممتلئة بالمخاطر على الكنيسة لقد وجدت الخدع الشيطانية في كل مكان. كما حاول رسل الشيطان بواسطةالتشويه والكذب ان يثيروا المقاومة ضد تعاليم المسيح ، وكان من نتائج ذلك ان الخصومات والهرطقات عرضت الكنيسة للخطر . وبعمن اعترفوا بالمسيح ادعوا ان محبته قد اعفتهم من الطاعة لشريعة الله . . ومن الناحية الاخرى فقد علم كثيرون ضرورة حفظ العادات والطقوس اليهودية، وان مجرد حفظ الشريعةبدون الايمان بدم المسيح كاف للخلاص . وقد اعتقد البعض ان المسيح كان رجلا صالحا ولكنهم انكروا لاهوته. وبعض من تظاهروا باالاخلاص لعمل الله كانوا مخادعين كاذبين، وبأعمالهم انكرو المسيح وانجيله. واذ كانوا هم انفسهم يعيشون في العصيان كانوا يدسون الهرطقات في الكنيسة. وهكذا انساق كثيرون الى متاهات الالحاد والخداع. AR 501.2

وقد امتلأ قلب يوحنا بالحزن والغم اذ رأى هذه الضلالات السامة تزحف الى داخل الكنيسة. رأى المخاطر التي كانت الكنيسة معرضة لها ، فواجه هذه الحالة الطارئة بحزم وتصميم . ان رسائل يوحنا تتحدث عن روح المحبة ويبدو كما لو انه كتب بقلم مغموس في المحبة. ولكن عندما واجه أولئك الذين كانوا يكسرون شريعة الله ومع ذلك كانو يدعون اهم يعيشون بلا خطية، لم يتردد عن تحذيرهم من خداعهم المخيف . AR 501.3

واذ كتب الى سيدة مساعدة في عمل الانجيل وتتمتع بمسعة طيبة ونفوزذ واسعالنطاق، قال لها «قد خل الى العالم ملضون كثيرون، لايعترفون بيسوع المسيح آتيا في الجسد ، هذا هو المصل ، والضد للمسيح ، انظر والى انفسكم لئلا نضيع ماعملناه ، بل ننال اجرا تاما . كل من تعدى ول يثتب في تعليم المسيح فليس له الله. ومن يثبت في تعليم المسيح فهاذ له الآاب والابن جميعا .ان كان احد يأتيكم ، ولايجيئ بهذا التعليم ، فلا تقبوله في البيت ، ولاتقولو له سلام، لأن من يسلم عليه يشترك في اعماله الشريرة» ( 2 يوحنا 7 — 11). AR 502.1

وقد فوض لنا ان نعتبر ونقدر الذين يدعون بأنهم ثابتون في المسيح في حين انهم يعيشون حياة العصيان على شريعة الله ، بنفس تقدير التلميذ الحبيب لهم . ويجد في هذه الايام الاخيرة شرور مماثلة لتلك التي كانت تتهد نجاح الكنيسة الاولى، فينبغي الاتفات الى تعاليم الرسولبخصوص هذه الامور بكل حرص. «ينبغي ان تكون عندكم محبة» . هذه هي الصيحة التي تسمع في كل مكان وعلى الخصوص من افواه الذين يدعون القداسة، ولكن المحبة الحقية هي اطهر من ان تستر خطية غير معترف بها . ففي حين يجب علينا ان نحب النفوس التي مات المسيح لأجلها الا انه يتوجب عليناالا نعقد اتفاقا مع الشر . علينا الا نتحد مع العصاة معتبرين ذلك محبة . ان الله يطلب من شعبه الذي يعيشون في العالم اليوم ان يقفوا الى جانب الحق بشجاعة كما فعل يوحنا في مقاومة الضلالات المهلكة للنفوس. AR 502.2

والرسول يعلمنا انه في حين ينبغي لنا ان انظهر اللطف المسيحي فقد فوض لنا ان نتعامل مع الخطية والخطأة بمنتهى الصراحة، وان هذا لايتعارض مع المحبة الحقيقية . وقد كت يقول : «كل من يفع الخطية يفعل التعدي ايضا، والخطية هي التعدي . وتعلمون ان ذاك اظهر لكي يرفع خطايانا ، وليس فيه خطية.كل من يثبت فيه لايخطئ . كل من يخطئ لم يبصره ولاعرفه» (1 يوحنا 3: 4- 6). AR 503.1

ان يوحنا كشاهد للمسيحلم ييدخل في جدال ولا في منازعة مملة . بلاعلن ماعرفه ، ومارآه وسمعه. كان في شركة حبية مع المسيح واصغى الى تعاليمه وشاهد آياته ومعجزاته. وقليلون هم الذي نرأو جمال صفات المسيح كما رآها يوحنا . فبالنسبة اليه الظلمة قد مضت ، وكان النور حقيقي يضيئ عليه ,وشهادة يوحنا عن حياة المخلص موته كانت واضحة وقوية. ومن ملئ قلبه الفائض بالمحبة للمخص تكلم ، ولم يمكن لأية قوة ان توقفه عن الكلام. AR 503.2

وقد اعلن قائلا: «الذي كانمن البدء، الذي سمعناه ، الذي رأيناه بعيوننا ، الذي شاهدناه، ولمسته أيدينا ، من جهة كلمة الحياة .. الذي رأيناه وسمعناه نخبركمبه، لكي يكون لكم ايضا شركة معنا . وانا شركتنا نحن فهي مع الآبومع ابنه يسوع المسيح» ( 1 يوحنا 1: 1 — 3). AR 503.3

وهكذا يمكن لكل مؤمن حقيقي عن طريق اختباره ان«يختم ان الله صادق» ( يوحنا 3 : 33 à. وان يشهد لما قد رآه وسمعه واحس به من قوة المسيح . AR 503.4