أعما لالرُّسل
الفصل التاسع والاربعون
آخر رسالة كتبها بولس
(يعتمد هذا الفصل على ماورد في الرسالة الثانية الى تيموثاوس )
عاد بولس من دارمحكمة القيصر الى زنزانته متحققا من انه لم يكسب لنفسه سوى فترة امهال قصيرة.لقد علم ان اعداءه لن يستريحوا حتى ينفذوا فيه حكم الموت. ولكنه علم ايضا ان الحققد انتصر الى حين . فكونه قد كرز بالمخلص المصلوب والمقام امام ذلك الجمع الغفير الذي اصغى اليه، كان في حد ذاته انتصارا . ففي ذلك اليوم بدأ عملا كا مزمعا ان ينمو ويتقوى ويزدهر ، وعبثا حاول نيرون واعداء المسيح الآخرون ان يعطلوه او يلاشوه. AR 453.1
واذ ظل بولس جالسا يوما بعد يوم في زنزانته الكئيبة وهو عالم ان كلمة واحدة او ايماءة تصدر من نيرون قد تكون كفيلة بتنفيذ حكم الموت فيه ن فكر في تيموثاوس وعول ان يرسل في طلبه. كان قد عهد الى تموثاوس بأمر رعاية الكنيسة في افسس، ولذلك فقد تخلف عندما سافر بولس سفرته الاخيرة الى روما . كان بولس وتيموثاوس مرتبطين معا برباط محبة عميقة ووثيقة جدا . ان تيموثاوس منذ اهتداءه اشترك مع بولس في خدماته وآلامه. وقد توطدت اواصر الصداقة بين الاثنين وتوثقت وصارت اقوى واعمقواقدسمما كانت حيث صار تيموثاوس بمثابة ابن لأبيه الرسول الشيخ المصني والمحبوب والمكرم. اذن فلاغرابة اذا كان بولس في وحدته ووحشته يتوق لأن يراه. AR 453.2
في افضل الظروف المؤاتيةكان لابد من مرور عدة شهور قبلما يمكن لتيموثاوس ان يصل الى روما قادما من آسيا الصغرى. وقد عرف بولس ان حياته غير مضمونة فبات يخشى ان يأتي تيموثاوس بعد فوات الاون فلا يراه. كانت لديه نصائح هامة وتعاليم لازمة يقدمها لذلك الشاب الذي عهد اليه بتلك المهمة العظيمة ، وفي حين الح علهي في المجيئ بلا ابطاء ، املى شهادة موته التي قد لايعطى امهالا لينطقبها . واذ كان قلب وبلس مفعما بالحب والجزع على ابنه في الانجيل وعلى الكنيسة التي تحت رعايته ، فقد احو لان يطلع على عقل تيموثاوس اهمية الولاء للعهدة المقدسة التي بين يديه. AR 454.1
وقد بدأ بولس رسالته بهذه التحية : «الى تيموثاوس الابن الحبيب : نعمة ورحمة وسلما من الآب والمسيح يسوع ربنا . اني اشكر الله الذي اعبده من اجدادي بضمير طاهر . كما اذكرك بلا انقطاعفي طلباتي ليلا ونهارا» ( 2 تموثاوس 1 : 2 ،3). AR 454.2
ثم اكد الرسوللتيموثاوس ضرورة الثبات في الايمان . فكتب يقول : «اذكر كان تضرم ايضا موهبة الله التي فيك بوضع يدي ، لأن الله لم يعطنا روح الفشل ، بل روح القوة والمحبة والنصح . فلا تخجل بشهادة ربنا ، ولا بي انا اسيره ، بل اشترك في احتمال المشقات لأجل الانجيل بحسب قوة الله»وقد ناشد بولس تيموثاوس نايذكر بأنه قد دعي «دعوة مقدسة» ليعلن قوة ذاك الذي : «وانار الحياة والخلود بواسطة الانجيل».وقد واصل يقول : «الذي جعلت انا له كارزا ورسولا ومعلما للأمم. لهذا السبب احتمل هذه الامور ايضا . لكنني لست اخجل ، لأنني عالم بمن‘منت ، وموقفن انه قادر ان يحفظ وديعتي الى ذلك اليوم» ( 2 تموثاوس 1: 6 — 8 ، 10 — 12). AR 454.3
ان بولس في مدى سني خدمته الطويلة لم يتردد قط ولائه لمخلصة. فأينما كان — سواء أمام جماعة الفريسين العابسين، او السلطات الرومانية ، او امام الرعاع الثائرين في لسترة او الخطأة المحكوم عليهم في سجن مكدونية ، وسواء كان يجادل مع النوتية المرتعبين على ظهر السفينة الغارقة او واقفا وحده امام نيرون يرافع لأجل حياته- لم يخجل قط من القضية التي كان يدافع عنها . ان غرض حياته المسيحية العظيم كان ان يخدم ذلك الذي كان قبلا يحتقر اسمه احتقارا عظيما ، ولم يكم لأية مقاومة او اضطهاد ان يحوله عن غرضه. ان ايماننه الذي قوته الخدمة وطهرته التضحية ، أسنده وقواه. وقد استطرد بولس يقول : «فتقواانت ياابني بالنعمة التي في المسيح يسوع . وماسمعته من بشهود كثيريناودعه اناسا أمناء، يكونون اكفاء ان يعلموا آخرين ايضا . فاشترك انت في احتمال المشقات كجندي صالح ليسوع المسيح» ( 2 تيموثاوس 2 :1 — 3). AR 455.1
ان خادم الله الامين لايتهرب من المشقات او المسؤوليات . فمن النبع الذي لايخذل قط منيطلبون القوة الالهية بإخلاص ، يستقي القوة التي تعينه على مواجهة التجربة والانتصار عليها وعلى القيام بالواجبات التي يضعها الله عليه . ان طبيعة النعمة التي ينالها توسع مقدرته على معرفة الله وابنه. ان نفسه تصبو شوقا لعمل الخدمة المقبولة لدة سيده. واذ يتقدم سائرا في الطريق المسيحي يصبح ( قويا في النعمة التي في المسيح يسوع». هذه النعمة تمكنه ان يصير شاهدا امينا لما قد سمعه. انه لايحتقر ولا يهمل المعرفة التي قد قبلها من الله ولكنه يودع هذه المعرفة لأناس امناء، وهؤلاء بدورهم يعلمون آخرين. AR 455.2
في الرسالة الاخيرة الىتيموثاوس يرفع الرسول نصب عليني الخادم الشاب مثلا عاليا مبينا له الواجبات المسندة اليه كخادم للمسيح. فقد كتب الى الرسول يقول : ( اجتهد ان تقيم نفسك لله مزكى ، عاملا لايخزى ، مفصلا كلمة الحق بالاستقامة» «اما الشهوات الشبابية فاهرب منها ، واتبع البر والايمان والمحبة والسلام مع الذين يدعون الرب من قلب نقي . والمباحثات الغبية والسخيفة اجتنبها ، عالما انها تولد خصومات ، وعبد الرب لايجب ان يخاصم ، بل يكون مترفقا بالجميع ، صالحا للتعليم ، صبورا على المشقات، مؤدبا بالوداعةالمقاومين ، عسى ان يعطيهم الله توبة لمعرفة الحق» ( 2 تموثاوس 2 : 15، 22 — 25). AR 455.3
وقد حذر الرسول تيموثاوسمن المعلمين الكذبة الذين يحاولون الدخول الى الكنيسة . فأعلن قائلا: «ولكن اعلم هذا انه في الايام الاخيرةستأتي ازمنة صعبة ، لأن الناس يكونون محبين لأنفسهم ، محبين للمال ،متعظمين مستكبرين ، مجدفين ، غير طائعين لوالديهم ،غير شاكرين ، دنسين .. لهم صورة التقوى، ولكنهم منكرون قوتها . فأعرض عن هؤلاء.» ( 2 تموثاوس 3: 1 — 5). AR 456.1
ثم تابع كلامه قائلا : «ولكن الناس الاشرار المزورين سيتقدمون الى أردأ، مضلين ومضلين . واما انت فاثبت على ماتعلمت وايقنت، عارفا ممكن تعلمت . وانك منذ الطفولية تعرف الكتب المقدسة، القاردة ان تحكمك للخلاص .. كل الكتاب هو موحى به من الله ، ونافع للتعليم والتوبيخ ، للتقويم والتأديبالذي في البر، لكي يكون انسان الله كاملا، متأهبالكل عمل صالح» ( 2 تيموثاوس 3 : 13 — 17). لقد اعد الله وسائل كثيرة لمواصلة الحرب بنجاح ضد الشر الذي في العالم. ان الكتاب المقدس هو خزانة الاسلحة الذي منه يمكننا ان نتسلح لخوض هذه الحرب . ينبغي لنا ان نمنطق احقاؤنا بالحق وان نلبس درع البر.ولنمسك ترس الايمان في ايديناولتكن خوذة الخلاص في رؤوسنا ، واذ نسمك سيف الروح الذي هو كلمة الله في ايدينا ، وعليناان نشق لانفسنا طريقنا في عوائق الخطة واشراكها . لقد عرف بولس ان امام الكنيسة ازمنة خطر عظيم . كما عرف ان المسؤولين عن الكنائس ينبغي لهم ان يقوموا بخدمة امينة غيورة فكتب الى تيموثاوس يقول : «انا اناشدك اذا امام الله والرب يسوع المسيح، العتيد ان يدين الاحياء والاموات ، عند ظهوره وملكوته , اكرز بالكلمة . اعكف على ذلك في وقت مناسب وغير مناسب . وبخ، وانتخر ، عظ بكل أناة وتعليم» ( 2 تموثاوس 4 : 1- 2). AR 456.2
فهذه الوصية المقدسة الموجهة الى شخص غيور وامين كتيموثاوس ان هي الا شهادة قوية عن اهمية ومسؤولية خدمة خادم الانجيل . فإذ يوقف بولس تيموثاوس امام محكمة الله يأمره بان يكرز بالكلمة وليس بأقوال الناس وعاداتهم وان يكون مستعدا لأن يشهد لله كلما سنخت لهالفرصة- امام جموع كبيرة اوفي بيتوت خاصة، على قارعةالطريق، او امام المدفأة ، للأصدقاء والاعداء ، سواء كان في اكناف السلامة او معرضا للخطر والمشقات او العار او الخسائر . AR 457.1
وخوفا من ان تسوقه طبيعة تيموثاوس الوديعة الهادئة المذعنة الى نبذ هذا الجزء الجوهري من خدمته ، اوصاه الرسول بأن يكون امينا في توبيخ الخطية او يوبخ حتى بكل صرامة مرتكبي الخطايا الفظيعة والشرور الهائلة . ولكنكان عليه ان يفعلذلك «بكل أناة وتعليم» AR 457.2
وكان عليه ان يظهر صبر المسيح ومحبته، وموضحا ومعززا توبيخاته بحقائق الكلمة . AR 457.3
ان كون الانسان يبغض الخطية ويوبخها وفي نفس الوقت يبدي للخاطئ كل عطف ورقة هو مطلب عسير . اننا كلماكنا جادين و حارين في بذل جهودنا قداسة القلب والحياة كلما كان احساسنا بالخطية شديدا وقويا ، وكلما كان استنكارنا لأي انحراف عن الحق والصواب ثباتا وشديدا. ينبغي لنا ان نحذر من القسوةغير اللائقة على المذنب ، ولكن ينبغي ايضا ان نحترس كي لاتغيب عنا هذه الحقيقة وهي ان الخطية خاطئة جدا . اننا بحاجة الى اظهار الصبر والحب المسيحين نحو المذنب ، ولكن هنالك ايضا خطر من ان نبدي تسامحا وتساهلا عظيما نحو غلطته بحيث ينظر الى نفسه بوصفه ممن لايستحق التوبيخ فيرفضة على انه اجراء ظالم لاداع له . AR 457.4
احيانا يحدث خدام الانجيل ضررا بالغا عندما يجعلون صبرهم واحتمالهم تجاه الخاطئ ينحطان بحيث صبحان تساهلا تجاه الخطايا ، بل اشتراكافيها . وهذا مايقودهم الى التسامح مع مايدينه الله بل والى استستاغته.، وبعد قليل يتعامون الى حد ان يمتدحواالاشخاص انفسهم الذين يأمرهم الله بأن يوبخوهم . ان من قد صير احساسه الروحي لبيدا كليلا بسببلينه وتساهله الخاطئ مع من يدينهم الله ، سيركتب بعد قليل خطية اعظم بقسوته وفظاظته نحو من يرضى الله عنهم. AR 458.1
ان كثيرين ممن يدعون انفسهم مسيحيين وممكن يحسون بقدرتهم على ان يعملوا الآخرين ، سينقادون الى الارتداد عن مطاليب الله بواسطة افتخارهم بالحكمة البشرية واحتقارهم لقوة الروح القدس وتأثيره قائلا: «لانه سيكون وقت لا يحتملون فيه التعليم الصحيح، بل حسب شهواتهم الخاصة يجمعون لهم معلمين مستحكة مسامعهم، فيصرفون مسامعهم عن الحق ، وينحروف الىالخرافات» ( 2 تيموثاوس 4 : 3، 4). AR 458.2
ان الرسول لايشير هنا الى من يجاهرون بكفرهم وزندقتهم ، ولكنه يشير الى المعترفين بالمسيحية الذين يجعلون ميولهم مرشدا لهم، وهكذا يصيرون مستعبدين للذات . مثل هؤلاء يميلون للاصغاء الى تلك التعاليم التي لاتوبخ خطاياهم او تدين سلوكهم المنطوي على حب الذات ، هذا هو مايستمعون اليه دون سواه. وهم يغتاظون من الاقوال الصريحة التي ينطق بها خدام المسيح الامناء ويختارون المعلمين الذين يمنحونهم ويتملقونهم . وكذلك يوجد بين الخدام المحترفين من يكرزون بآراء الناس بدلا من كلمة الله . فلكونهم غير امناء على الوديعة المسلمة لهم يضللون اولئك الذين يتطلعون اليهم في طلب الارشاد الروحي. AR 458.3
لقد قدم الله في وصاياه المقدسة المدونة في شريعته قانونا كاملا للحياة ، وقد اعلن ان هذه الشريعة باقية الة انقضاء الدهر ، وهي باقية لا تتغير فيها نقطة واحدة او حرف واحد بل ستظلمحتفظة بمطاليبها على بني الانسان . لقد جاء المسيح لكي يعظم الشريعة ويكرمها . وقد برهن انها مبنية على الاساس المتسع اساس المحبة لله والمحبة للناس ، وان الطاعة لوصاياها تستوعب واجب الانسان كله . والمسيح في حياته قدم نفسه مثالا لنافي الطاعة لشريعة لله . وفي موعظته التي القاها على الجبل ابان ان مطالبيها تمتد الى ابعد من الاعمال الخارجية وتتغلغل الى افكار القلب ونياته. AR 459.1
ومتى اطاع الناس الشريعة فذلك يقودهم كي«ننكر الفجو ر والشهوات العالمية ، ونعيش بالتعقلوالبر والتقوى في العالم الحاضر» ( تيطس 2 :12). AR 459.2
ولكن عدو كل بر قد اسر العالم وقد الرجال والنساء لعصيان الشريعة . وكما سبق بولس فرأى ، نجد ان جماهير كثيرة من الناس تركواحقائق كلمة الله الصريحة الفاحصة واختاروا لهم معلمين يقدمون لهم الخرافات التي يشتهونها. كثيرون من الخدام والشعب يدوسون تحت اقدامهم وصايا الله. وهكذا يهان خالق العالم ويضحك الشيطان منتصرا لنجاح مكايده. AR 459.3
ومع تزايد الاحتقار لشريعة الله يتزايد نفور الناس من الدين وتتفاقم الكبرياء وحب اللذات وعصيان الوالدين والافراد في الشهوات ، وفي كل مكان يتساءلالمفكرون بجزع قائلين : ماذا يمكن ان نعمل لاصلاح هذه الشرور المفزعة؟ والجواب نجده في وصية بولس لتيموثاوس اذ يقول : «اكرز بالكلمة» ففي الكتاب المقدس توجد المبادئ السليمةالوحيدة للعمل ، فهو صورة دقيقة لارادة الله وتعبير عن الحكمة الالهية. وهو يكشف امام ذهب الانسان مشاكل الحياة العظيمة ، وكل من يلتفتون الى وصاياه سيثبت له انه مرشد لايخطئ ، اذ يحفظهم من انفاق حياتهم في جهود ضالة . AR 459.4
لقد اعلن الله ارادته ، وانها لجهالة من الانسان مابعدها جهالة ان يشك او يجادل فيما خرج من شفتي العلي. فبعدما تتكلم الحكمة السرمدية لايعود هناك مجال للانسان لان يحكم في اسئلة مشكوك فيها ولاتوجد امكانات مهتزة ومترددة لتعديلها، وكل مايطلب منه هو القبول الصريح الجدي لارادة الله الواضحة . ان الطاعة هي اسمى مايمليه العقل وكذلك الضمير . AR 460.1
وقد تابع بولس تقديم وصيته لتلميذه قائلا: «قاصح في كل شيء. احتمل المشقات . اعمل عمل المبشر , تمم خدمتك» ( 4 : 5). كان بولس موشكا ان يكمل سعيه فكان يريد ان يشغل تيموثاوس مكانه فيحرس الكنيسة من الخرافات والضلالات التي ياحاول العدو عن طريقها وبوسائل متعددة ان يبعدهم عن بساطة الانجيل . وقد اوصاه بأن ينفض يديه من المطالب والارتباكات الدنيوية . التي قد تعيقه عن تكريس نفسه ووقته بالتمام لعمل الله، وان يحتمل بفرح المقاومة والعار والاضطهاد الذي قد يتعرف له بسبب امانته ،وان يتمم خدمته بأن يستخدم كل الوسائل التي تصل اليها يده لعمل الخير لمن قد مات المسيح لأجلهم. AR 460.2
كانت حياة بولس تجسيدا للحقائق التي علم بها . وفي هذا كانت قوته. كان قلبه ممتلئا باحساس عميق ثابت بمسئوليته، وكان يعمل في شركة وثيقة مع ذاك الذي هو نبع العدل والرحمة والحق . وقد تعلق بصليب المسيح بوصفه الضمان الوحيد لنجاحه . كنت محبة المخلص هي الباعث الحي الذي دعمه في حروبه. مع الذات وفي صراعه ضد الشر ، حي نتقدم الى الامام في خدمة المسيح ضد عداوة العالم ومقاومة اعدائه. AR 460.3
والذي تحتاجه الكنيسة في ايامنا الخطيرة هذه هو جيش من الخدام الذين دربوا نفسهم كبولس كي يكونوا ذوي نفع ، الذين عندهم اختبارعميق في امور الله والذين هم ممتلئو القلوب بالاهتمام والهمة والغيرة. ان الحاجة هي الى رجال مقدسين ومضحين ن رجال لايستعفون من الامتحان والمسؤولية، رجال شجعان امناءن وفي قلوبهم تصور المسيح «رجاء المجد». الذين اذ تكون قد مست شفاههم النار المقدسة ، «يكرزون بالكلمة». فبسبب عدم وجود مثل هؤلاء الرجال يضعف ملكوت الله ، وتوصم اخلاق عدد كبير من بني الانسان وتصلب آمالهم بالضلالات المميتة كما بسم قتال . AR 461.1
فإذ يسلم الرجال الامناء المنهكو القوى حاملوا الاعلام ارواحهم في سبيل الحق ، فمن ذا الذي سيتقدم الى الامام ليحل مكانهم ؟ فهل يقبل شبابنا الوديعة المقدسة من أي ابائهمم؟ وهل يستعدون ليملأو الاماكن التي خلت بموت الامناء ؟ وهل يلتفتون الى وصية الرسول ، ويسمعون نداء الواجب في وسط المحرضات على الاثرة والطموح الذذلين يغريان الشباب ؟ AR 461.2
وقد اختتم بولس رسالته برسائل شخصية لافراد مختلفين ، ثم كرر مرة اخرى طلبه المعجللتيموثاوس بأن يبادر بالمجيئ اليه سريعا ، ان امكن قبلحلول الشتاء . وقد تحدث عن وحدته التي كان سببها هجران بعض اصدقائه له ، واضطرار آخين للتغيب عنه، ولئلا يتردد تيموثاوس لخوفه من ان تكون كنيسة افسس بحاجة الى خدماته فلا يستطع التغيب عنها ، أخبره بولس بأنه قد ارسل تيخيكس ليحل مكانه. AR 461.3
فبعدما تحدث بولس عن مشهد محاكمته اما نيرون ن وهجران اخوته له ، ونعمة الاله حافظ العهد التي دعمته ختم رسالته بأن استودع تيموثاوس الحبيب لحراسة رئيس الرعاة الذي سيظل يهتم برعيته مع ان الرعاة الارضيين قد يموتون. AR 462.1