أعما لالرُّسل

38/59

الفصل السابع والثلاثون

سفر بولس الى اورشليم لآخر مرة

(يعتمد هذا الفصل على ماورد في اعمال20 : 4- 21 : 16)

كان بولس مشتاقا جدا للوصول الى اورشليم قبل عيد الفصح ، اذ كان يمكنه حينئذ ان يجد فرصة فيها يلتقى بمن كانوا يفدون من جميع انحاء لحضور العيد . وكانوا يرجوا دائما ان يتمكن بطريقة ما ان يستخدمه الله في ازالة تعصب مواطنيه غير المؤمنين على الامر ينتهي بهم الى قبول نور الانجيلالثمين . كما كان يرغب ايضا ان يجتمع بأعضاء الكنيسة في اورشليم ويحمل اليهم العطاياالمرسلة من قبل كنائس الامم الى الاخوة الفقراءفي اليهودية . وكان يرجوا ان يوجد بهذه الزيارة وحدة وثيقة بين المهتدين الى الايمان من اليهودوالامم. AR 351.1

فبعدما اكمل عمه في كورنثوس قرر ان يبحر مباشرة الى احدى الموانئ الواقعة على ساحل فلسطين . فعملت كل الترتيبات ، وكان هو مزمعا ان يدخل السفينة واذا به يسمع نبأ مؤامرة دبرها اليهود لاغتياله. لقد اخفق مقاومو الايمان هؤلاء فيما مضى في كل محاولاتهم لأن يضعوا نهاية لعمل الرسول . AR 351.2

ان النجاح الذي رافق الكرازة بالانجيل أثار غضب اليهود من جديد. ومنكل الاقطار وصلتهم تقارير عن انتشار التعليم الجديد الذي بموجبه تحرر اليهود من حقظ فرائض الناموس الطقسي وسمح للأمم بالتمتع بامتيازات مساويةاليهود باعتبارهم اولا ابراهيم. ان بولساذ كان يكرز في كورنثوس قدم الحجج نفسها التي شدد عليها بكل قوة في رسائله . وان بيانه القاطع ا لقائل: «ليس يوناني ويهودي خيان وغرلة» ( كولوسي 3 :11). كان معتبرا في نظر اعدائه تجديفا جرئيا ، فصمموا على اسكات صوته. AR 351.3

فاذا بلغ بولس نبأ الانذار بالمؤامرة، عزم ان يسلك طريقا يدور حول مكدونية . وكان عليه ان يتخلى ان خطته في الوصول الى اورشليم في وقت اقامة خدمات الفصح ، الا انه كان يرجوا ان يكون هناك في يوم الخمسين . AR 352.1

كان رفقاء بولس ولوقا ، «سوباترس البيري ، ومن اهل تسالونيكي : ارستخرخس وسكوندس وغايوس الدربي وتيموثاوس . ومن اهل اسيا .: تيخيكس وتروفيمس» ( أعمال وكان بولس يحمل معه مبلغاطائلا من المال من كنائس الامم وقصد ان يسلمه للاخوة المسؤوليين عن العمل في اليهودية، وهذا السببرتب ان يرافقه الى اورشليم هؤلاء الاخوة كنواب او ممثلين . AR 352.2

وقد تأخر بولس في فيلبي لإحياءالفصح . ولم يبق معه غير لوقا ، اما مرافقوه الباقون عبروا الى ترواس لينتظروه هناك. كان الفيليبون أعظيم المهتدين على يدي الرسول من حيث أمانتهم وخلوص قلبهم. وفي مدة ثمانية ايام العيد استمتع معهمبفرصة شركة سلمية سعيدة. AR 352.3

وبعدما اقلع بولس ولوقا منفيلبي وصلا الى رفقائهما في تراوس بعد ذلك بحمسة ايام. وقد لبثوا مع المؤمنين في تلك المدينة سبعة ايام. AR 352.4

وفي آخر ليلة قضاها الرسول هناك «كان التلاميذ مجتمعين ليكسروا خبزا». وان حقيقة كون معلمهم الحبيبكان مزمعا ان يرحل عنهم ، جذبت الى ذلك المكان جمعا كبيرا من الاخوة اكثر من المعتاد. وكانوا مجتمعين في ( العلية) في الطبقة الثالثة . وهناك كرز الرسول الى نصف الليل بمحبته الغيورة وجزعه عليهم. AR 352.5

وقد جلس في احدى طاعات تلك العلية شاب يدعى افتيخوس . واذ كان في ذلك الوضع الخطر غلبه النوم فسقط الى اسفل . فساد الذعر والارتباك على الجميع في الحال . وقد حمل ذلك الشاب ميتا واجتمع حاوله كثيرون صارخين ونائحين.ولكن بولس اذ شق لنفسه طريقا بين تلك الجماعة المرتعبة اعتنقهوقدم صلاة حارة حتى يعيدالله الحياة لذلك الميت. وقد اجيبت طلبته. وفوق اصوات النوح والعويل سمع صوت بولس الرسوليقول : «لاتضطربوا لأن نفسه فيه» ( أعمال 20 : 7 8 10). فعاد المؤمنون بفرح للاجتماع في العلية . وقد اشتركوا في المائدة . ثم «تكلم ( بولس)كثيرا الى الفرج» ( عدد 11). AR 353.1

اما السفينة التي كان بولس ورفاقه مزمعين ان يواصلو السفر فيها فكانت مزمعة ان تقلع ، فاسرع الاخوة بالنزول فيها . ومع ذلك فإن الرسول نفسه اختار السير في الطريق البري الأقرب مابين تراوس وأسوس ، على ان يجتمع برفاقه في مدينة أسوس . وهذا أتاح له وقتا قصيرا للتأمل والصلاة . كانت المشقات والمخاطر المتصلة بزيارته القادمة لأورشليم ، وموقف الكنيسة هناك حياله وحيال عمله وكذلذ حالة الكنائس ومصالح عمل الانجيل في الحقول الاخرى هي الموضوعات التي كان يفكر فيها تفكيرا جادا وجزعا .وقد استفاد من هذه الفرصة الخاصة ليطلبمن الله القوة والارشاد . AR 353.2

واذا ابحر المسابفرون جنوبا من اسوس تجاوزوا مدينة افسس التي ظلت مسرحا لخدمات الرسول امدا طويلا .| وكانالرسول يتوق جدا لزيارة الكنيسة هناك لانه كان لديه تعاليم وتوجهيات ونصائح قيدمها لهم . ولكن بعد التأمل والتفكير عول على مواصلة سفر «لانه كان يسرع حتى اذا امكنه يكون في اورشليم في يوم الخمسين» ( عدد 16). ومع ذلك فعند وصوله الى ميليتس التي تبعد عن افسس بحوالي ثلاثين ميلا ،علم انه قد يمكنه الاتصالبالكنيسة قبل اقلاع السفينة. ففي الحال بعث برسالة الى الشيوخ يشدد عليهم في الاسراع الى ميليتس لعله يراهم قبل استئناف سفرته . AR 353.3

وقد أتوا استجابة لدعوته فخطابهم بكلام الانذار والوداع القوي المؤثرفقال : «انتم تعلمون من اول يوم دخلت اسيا ، كيف كنت معكم كل الزمان، اخدم الرب بكل تواضع ودموع كثيرة ، وبتجارب اصابتني بمكايد اليهود . كيف لم أوخر شيئا من الفوائدالا واخبرتكم وعلمتكم به جهرا وفي كل بيت شاهدا لليهود واليونانيين بالتوبة الى الله والايمان الذي بربنا يسوع المسيح» ( اعمال 20 : 18- 21)ز AR 354.1

كان بولس دائمايعظم شريعة الله ويمجهدا . وقد برهنانه لاتوجد في الناموس قوة لتخليص الناس من قصاص العصيان . فعلى فاعلي الشر ان يتوبوا عن خطاياهم ويتذللوا امام الله اذ جلبوا على انفسهم غضبه العادل بكسرهم شريعته ، وعليهم ايضا ان يمارسو بدم المسيح باعتباره وسيلتهم الوحيدة للغفران . لقد مات ابن الله ذبيحةلأجلهم وصعد الى السماء ليمثل اما الآب كشفيع لهم . فبالتوبة والايمان يمكنهم ان يتحرروا من دينونة الخطية ، ومن ثمفبنعمة المسيح يستطيعون ان يقدموا طاعتهم لشريعة الله . AR 354.2

ثم استطرد بولس يقول : «والان ها أنا اذهب الى اورشليم مقيدا بالروح ، لاأعلم ماذايصادفني هناك. غير ان الروح القدس يشهد في كل مدينة قائلا : ان وثقا وشدائد تنتظرني . ولكنني لست احتسب لشيئ، ولانفسي ثمينة عندي ، حتى اتمم بفرح سعيي والخدمة التي اخذتها من الرب يسوع ، لأشد ببشارة نعمة الله . والان ها انا اعلم انكم لاترون وجهي ايضا ، انتم جميعا الذين مررت بينكم كارزا بملكوت الله» ( أعمال 20 :22 — 25). AR 354.3

لم يكن بولس يقصد ان يقدم هذه الشهادة ولكن فيما كان يتكلم حل عليه روح الالهام مثبتا مخاوفه من ان هذا آخر لقاء له مع الاخوة في افسس. AR 355.1

ثم قال : «لذلك اشهدكم اليوم هذا اني بريئمن دم الجميع ، لأني لم أخر ان اخبركم بكل مشورة الله» ( أعمال20 : 26 ، 27). لم يكن ممكنا ان يمنع الخوف بولس من استيائهم ، او الرغبة في التحبب اليهم او الظفر باستحسانهم ، لو يمتنع عن النطقبالكلام الذي أعطاه الله لتعليمهم وانذارهم او تقويمهم . والله يطلب من خدامه في هذه الايام ان يكرزوا بالانجيل بكل شجاعه وبلا خوف ويعملوا بوصاياه وفرائضه . ينبغي لخادم المسيح الا يقدم للناس حقائق المستساغة لهم والمسرة فقط ثم يحجز عنهم الحقائقالاخرى التي قد تؤلم مشاعرهم. عليه ان يراقب تطور الخلق بجزع عميق . فإذ رأى بعضا من قطيعة يحتضونون الخطية فعليه كراع امين ان يقدم لهم من كلمة الله التعليم الذي يناسب حالتهم . فاذا سمح لهم ان يسيروا بدون انذار وهمواثقون في انفسهم فسيكون مسؤولا عن نفوسهم. فالراعي الذي يتمم مأموريته السامية ينبغي له ان يقدم لشعبه تعليما امينا بالنسبة لكل مواد الايمان المسيحيمبينالهم مايجب ان يكونوا ويفعلوا لكي يقفوا كاملين وبلا لوم في يوم الله . لايمكن لغير معلم الحق ان يقول في ختام خدمته مع بولس : «أني بريئ من دم الجميع» . AR 355.2

ثم جعل الرسول يحذر اخوته قائلا : «احترزوا اذا لأنفسكم ولجميع الرعية التي اقامكم الروح القدس فيها اساقفة ،لترعوا كنيسة الله التي اقتناها بدمه» ( اعمال 20 : 28). لو كان خدام الانجيل يذكرون دائما انهم انما يتعاملون مع مقتني دم المسيح لكان يوجد عندهم احساس اعمق بأهمية عملهم . عليهم ان يحترزوا لأنفسهم ولرعيتهم . ان مثالهم يشرح تعليمهم ويكسبه قوة . وعلى اعتبار انهم ملعموا طريق الحياة. فينبغي الا يعطوا الفرصة لأحد كي يفتري على الحق او يتحدث عنه بالسوء . وكنواب عن المسيح عليهم ان يحتفظوا بكرامة اسم هز وبتكريسهم وطهارة حياتهم وسيرتهم المقدسة عليهم ان يبرهنوا انهم اهل لدعوتهم العليا . AR 355.3

ان المخاطر التي كانت مزمعة ان تنقض على كنيسة افسس كشفت للرسول فقال: «لاني اعلم هذا انه بعد ذاهبي سيدخل بينكم ذئاب خاطفة لاتشفق على الرعية . ومنكم انتم سيقوم رجال يتكلمون بأمور ملتوية ليجتذبوا التلاميذ ورائهم» ( أعمال 20 : 29 ، 30). لقد ارتعب الرسول خواف على الكنيسة ، حيث ان وهو يحدق في المستقبل رأى الهجمات التي لابد ستللقاها من الاعداء في الخارج وفي الداخل. فبغيرة مقدسة امر اخوته ان يحرصوا على الوديعة المقدسة المسلمة اليهم بكل يقضة . وقد ضرب مثلا لذلك موجها انظارهم الى خدماته بينهم بلا كلل فقال : «‘لذلك اسهروا ، متذكرين اني ثلاث سنين لسلا ونهارا ، لم افتر عن ان انذر بمدوع كل واحد» ( اعمال 20 : 31). AR 356.1

ثم استطرد يقول : «والان استودعكم يااخوتي لله ولكلمة نعمته ، القادرة ان تبنيكم وتعطيكم ميراثا مع جميع المقدسين . فضة او ذهب او لباس احد لم اشته» كان بعض الاخوة في افسس قوما اغنياء ولكن الرسول بولس لم يسع ابدا للحصول على فائدة شخصية منهم . فلم يكن ضمن برنامجرسالته ان يوجه الانظار الى احتياجاته . فقد اعلن قائلا : «ان حاجاتي وحاجات الذين معي خدمتها هاتان اليدان». ففي غمرة اعماله الشاقة وسفراته الطويلة لاجل عمل المسيح كان قادرالاعلى خدمة وتلبية احتياجاته وحدها ولكنه استطاع ان يوفر شيئا لاعالة زملائه في العمل وتلبية اعواز الفقراء الذين يستحقون المساعدة . زلم يستطع ان يتمم كل هذا الا باجتهاده المتواصل واقتصاده الحريص . فحق له ان يشير الى مثاله فيقول : «في كل شيئ أريتكم انه هكذا ينبغي انكم تتعبون وتعضدون الضعفاء ، متذكرين كلمات الرب يسوع انه قال مغبوط العطاء اكثر من الاخذ» AR 356.2

«ولما قال هذا جثا على ركبتيه مع جميعهم وصلى . وكان بكاء عظيم من الجميع ، ووقعوا على عنق بولس يقبولنه. موتجعين ، ولاسيما من الكلمة التي قالها : انهم لن يروا وجهه ايضا ، ثم شيعوه الى السفينة» (اعمال 20 : 32-38). AR 357.1

ومن ميليتس اقلع المسافرون «بالاستقامة الى كوس ن وفي اليوم التالي الى رودس ، ومن هناك الى باترا» على الشاطئ الجنوبي الغربي من اسيا الصغرى ، وهناك : «فإذا وجدنا سفينة عبارة فينيقية صعدنا اليها واقلعنا» ( أعمال 21: 1، 2). وفي صور حيث كان لابد ان تضع السفينة وسقها ، وجدوا تلاميذ قليلين وسمح لهم بالبقاء معهم سبعة ايام. وبواسطة الروح القدس انذر هؤلاء التلاميذ بالمخاطر التي تنتظر بولس في أورشليم : «وكانوا يقولون لبولسبالروح ان لايصعد الى اورشليم» ولكن الرسول لم يسمح للخوف من التجارب والبلايا والسجن ان يحوله عن غرضه ( عدد 4). AR 357.2

وفي نهاية الاسبوع الذي قضوه في صور توجه ، مع بولس ، كل الاخوة مع نسائهم واطفالهم الى السفينة ، وقبل صعوده الى السفينة ، جثوا على الشاطئ حيث صلى بولس لأجلهم وصلو هم لأجله . AR 357.3

واذ تابعوا سيرهم الى الجنوب وصل المسافرون الى قيصرية «ودخلوا بيت فيلبس المبشر ، اذ كان واحدا من السبعة واقامو عنده» ( عدد 8). وهنا قضى بولس اياما قليلة كانت ايام هدوء وسعادة — آخر ايام الحرية التامة التي تمتع بها قبل انقضاء فترة اخرى طويلة. AR 357.4

واذ كان بولس ماكثا في قيصرية ، «انتحدر من اليهودية نبي اسمه اغابوس» ثم يقول لوقا ايضا : «فجاء الينا ، واخذ منطقة بولس ، وربط يدي نفسه ورجليه وقال هذا يقوله الروح القدس. الرجال الذي له هذه المنطقة ، هكذا سيربطه اليهود في اورشليم ويسلمونه الى ايدي الامم». AR 358.1

ثم يستطرد لوقا فيقول : «فلما سمعنا هذا طلبنا اليه نحن والذين من المكان ان لايصعد الى اورشليم» ( عدد 10 - 12) ولكن بولس لم يرد ان ينحرف عن طريق الواجب . فكان يريد ان يتبع المسيح حتى الى السجن والموت اذ لزم الامر . فصاح فيهم قائلا: «ماذا تفعلون ؟ تبكون وتكسرون قلبي ن لأني مستعد ليس ان اربط فقط، بل ان اموت ايضا في اورشليم لأجل اسم الرب يسوع» ( عدد 13). فإذ رأوا انهم يسببون له الما دون ان يغيروا ماعزم عليه ، كف الاخوة عن الالحاح عليه قائلين فقط: «لتكن مشيئة الرب» ( عدد14). AR 358.2

وقد انتهى وقت مكوثهم القصير في قيصرية سريعا . فبدأ بولس والذين معه في السفر الى اورشليم وقد صحبهم بعض الاخوة. وكانت قلوبهم مكتنفة بشعور داخلي بخطر وشر قادمين . AR 358.3

لم يسبق لبوس الرسول ان اقترب من قبل من اورشليم لقلب حزين كما كانت الحال في تلك المرة . لقد عرف انه سيجد اصدقاء قليلين واعداء كثيرين . كان يقترب من المدينة التيقد رفضت ابن الله وقتلته ، والتي بدأـت تنعقد الان في سمائها تهديدات الغضب الالهى. واذ ذكر الروسل كم كان تعصبهم مرا ضد اتباع المسيح ، احس بعمق عطف على مواطنيه المخدوعين. ومع ذلك فماكان اقل أمله في ان يكون قادراعلى مساعدتهم، فنفس الغضب الاعمى الذي كان قبلا يضطرم في قلبه كان يضطرم ضده في قلوب امة بجملتها بقوة لايمكن وصفها . AR 358.4

ولم يكن يعول على عطف وتعضيد يأتيه حتى من اخوته في الايمان . واليهود غير المهتدين الذي كانوا يتعقبونه عن قرب لم يكونوا متباطئين في اذاعة أردأ الشائعات عنه في اورشليم بالكلام وبالرسائل، فيشوشون افكار الناس عنه وعن عمله ، وحنى بعض من الرسل والمشايخ استقبلوا تلك الشائعات على انه حقيقية ، ولم يحاولوا ان ينقضوها ولا أظهروا رغبة في التوفيق بينهم وبينه . AR 359.1

ومع ذلك ففي وسط كل هذه المفشلات لم يكن الرسول يائسا . فقد كان واثقا من ان الصوت الذي خاطب قلبه سيخاطب ايضا قلوب بني امته ، وان السيد الذي كان اخوته التلاميذ يحبونه ويخدمونه سيوحد بين قلوبهم وقلبه في عمل الانجيل . AR 359.2