خدمة الشفاء

85/271

الأرامل والأيتام

إن الأرملة واليتيم هما موضوع رعاية الله الخاصة: «أبو اليتامى وقاضي الأرامل الله إلى مسکن قدسه» (مزمور 68:5 ). «بعلك هو صانعك رب الجنود اسمه ووليك قدوس إسرائيل إله كل الأرض يدعى » (إشعياء 54: 5). واترك أيتام وأنا أحييهم. وأرامل علي ليتوك لن » (إرميا 49 : 11). KS 121.5

كثيراً ما يحدث أنه عندما يُدعى أب لمفارقة أحيائها فهو يموت متكلاً بالإيمان على وعد الله برعايتهم. إن الرب يعول الأرملة واليتيم لا بمعجزة كأن يرسل إليهم المن من السماء، ولا كأن يرسل الغربان إليهم بالطعام، بل معجزة تحدث في قلوب يأتي الإنسان تطرد الأنانية وتفتح ينابيع المحبة المسيحية. إنه يستودع المتألمين والمتضايقين بين أيدي أتباعه كودائع ثمينة. إن لهم أقوى حق في عاطفنا. KS 121.6

في البيوت المزودة متمتعات الحياة، في الجرار والأهراء الملأى بمنتجات الحقول من المحاصيل الكثيرة، وفي مخازن البضائع حيث تتكدس منتجات المناسج ، وفي الخزائن الممتلئة بالذهب والقضية - في هذه جميعها أعد الله وسائل إعالة هؤلاء المحتاجين الفقراء . إنه يدعونا لتكون قنوات لعطايا سخائه. KS 121.7

كثيراً ما تكون هنالك أم أرملة مع أولادها اليتامى تحاول بكل شجاعة أن تحمل عينها المزدوج، وفي أحيان كثيرة تكافح بقوة فوق طاقتها لا يقي صغارها معها وتكفل لهم حاجاتهم ، وقلما تجد وقتا لتربيتهم وتعليمهم . وقلما تجد فرصة فيها تحيطهم بمؤثرات تبهج حياتهم ، إنها بحاجة إلى التشجيع والعطف والمعونة الملموسة. KS 122.1

إن الله يدعونا لكي نعول هؤلاء الأولاد بالقدر الذي فيه نعوض لهم عن رعاية أبيهم. فبدلاً من وقوفا بعيداً نشكو من أخطائهم ومن الاضطراب الذي يحدثونه، لنساعدهم بكل وسيلة ممكنة. حاولوا أن تساعدوا الأم التي أضناها الهم وخففوا من أعبائها. KS 122.2

ثم هنالك الأولاد الكثيرون الذين حرموا بالكلية من إرشاد والديهم وتأثير البيت المسيحي الرادع. فليفتح المسيحيون قلوبهم وبيوتهم لهؤلاء الأولاد القاصرين . والعمل الذي أعطاهم إياه الله على أنه واجب فردي ينبغي لهم ألا يحيلوا على بعض المؤسسات الخيرية أو يتركوه الفرصة سبخاء العالم وإحسانه. وإذا لم يكن لأولئك أقرباء قادرون على رعايتهم ليقدم لهم أعضاء الكنائس مساكن يعيشون فيها. إن الله الذي خالقا رسم انٹانجتمع کعائلات ، وطبيعة الطفل تنمو أفضل نمو في جو المحبة في البيت المسيحي. KS 122.3

إن كثيرين ممن ليس لهم أولاد يمكنهم أن يعملوا عملاً صالحاً في رعاية أولاد الغير. وبدلا من الاهتمام بالقطط و الكلاب المدللة واغداق محبتهم على تلك الحيوانات البكم وصرفوا اهتمامهم إلى الأولاد الصغار الذين يستطيعون أن يشكلوا أخلاقهم على المثال الإلهي. وجهوا محبتكم إلى الشريدين من أفراد الأسرة البشرية. انظروا كم من هؤلاء الأولاد يمكنكم أن تبروهم في بتأديب الرب وإنذاره. وبهذه الكيفية يمكن لكثيرين أن ينفعوا أنفسهم نفعا عظيما. KS 122.4