خدمة الشفاء

50/271

أنجح الخدام

أنجح الخدام - إن الخدام المتعلمين الذين هم مكرسون لله يستطيعون أن يقوموا بالخدمة في تنوع أعظم من حيث الطرق والوسائل، يستطيعون أن ينجزوا عملا أوسع وأكثر امتدادا مما يستطيع أن يقوم به غير المتعلمين . إن تدريب عقولهم يعطيهم مركزا ممتازا للخدمة. أما الذين ليست لهم مواهب عظيمة ولا نالوا قسطاً وافراً من التعليم فقد يقدمون للآخرين خدمات مقبولة. إن الله يستخدم الأشخاص المستعدين لأن يستخدموا. فليس الأشخاص الأكثر تبوعاً ذكاء أو الأعظم في مواهبهم هم الذين يأتي علمهم بأعظم النتائج وأكثرها دواما. فالحاجة هي إلي رجال ونساء سمعوا رسالة من السماء . إن أعظم الخدام تأثيرا هم الذين يستجيبون لدعوة القائلة «احملوا نيري علیکم و تعلموا مني» (متى ۲۹:۱۱). KS 86.1

إن المرسلين الذين يُحتاج إليهم هم الذين يخدمون بقلوبهم. فالذي يمس الله قلبه هو الذي يمتلئ بشوق عظيم وحنين طاغ نحو من لم يعرفوا محبته قط . أن حالتهم تملأه إحساساً بالشقاء الشخصي. وإذ يضع حياته في كفه يخرج رسول أرسلته السماء والتهمته ليقوم بعمل يمكن للملائكة أن يتعاونوا معه فيه. KS 86.2

إذا كان الذين حباهم الله وأودع في قلوبهم قدراً كبيراً من الذكاء والمواهب الفذة يستخدمون مواهبهم في أغراض أنانية ؛ فبعد فترة اختيار يتركون ليسيروا في طريقهم. فالله يأخذ الرجال الذين لا يبدو أنهم يملكون مواهب غنية والذين لا يثقون بأنهم كثيراً. وهو يبدل الضعف بالقوة لأنهم يثقون بأنه سيفعل لهم ما لا يستطيعون عمله لأنفسهم. والله يقبل الخدمة التي من كل القلب وهو بنفسه يكمل النقص. KS 86.3

كثيراً ما اختار الرب خداماً ليعملوا معه. فمن لم تتح لهم الفرصة إلا التحصيل قسط محدود من العلم في المدارس - هؤلاء الناس استخدموا قواهم بكل اجتهاد، قيافا الرب ولاءهم لعمله واجتهادهم وتعطيهم المعرفة. لقد رأى دموعهم وسمع صلاتهم ، كما حلت بركته على المتسببين في بلاط بابل كذلك هو يمنح الحكمة والمعرفة لخدامه اليوم . KS 86.4

إن الذين نالوا حظاً قليلاً من العلوم المدرسية والذين ليس لهم مقام مرموق في المجتمع أحرزوا في بعض الأحيان نجاحاً باهراً في ربح النفوس بنعمة المسيح. وسر نجاحهم هو في ثقتهم بالله. لقد كانوا كل يوم يتعلمون من ذاك الذي هو عجيب في مشورته وعظيم في قدرته . KS 86.5

ينبغي تشجيع مثل هؤلاء الخدام . إن الرب يجعله على اتصال بذوي القدرة الملحوظة الممتازة ليسد الثغرات التي يتركها الآخرون. إن سرعته في رؤية ما يجب عمله واستعدادهم لمعونة كل المحتاجين وأقوالهم الرقيقة وأعمالهم الصالحة — كل هذه تفتح أمامهم الأبواب للخدمة النافعة التي لولا ذلك كانت تظل موصدة. إنهم يقتربون ممن هم في ضيق أو اضطراب ، وإن قوة الإيقاع التي تصحب أقوالهم تستطيع أن تجتذب نفوساً كثيرة خائفة إلى الله. إن عملهم يرى ما يمكن لآلاف آخرين أن يعملوه لو أرادوا. KS 86.6