خدمة الشفاء

47/271

تعليم مبادئ الصحة

ينبغي أن يكون خدام الإنجيل قادرين أيضاً على تعليم الناس المبادئ الصحية للحياة. إن المرض موجود في كل مكان ويمكن تفادي الشيء الكثير منه لو انتبه الناس إلى قوانين الصحة. إن الناس يحتاجون إلي أن يروا أهمية ميادة الصحة وتأثيرها بالنسبة لغيرهم في هذه الحياة. وفي الحياة العتيدة. وعليهم أن ينتبهوا إلى مسؤولياتهم تجاه المسكن البشري الذي قد أعده خالقهم مسكنا له، والذي يريدهم أن يكونوا وكلاء أمناء عليه. ويجب أن يطبع على قلوبهم الحق الذي تحمله كلمة الله المقدسة إذ تقول : «فإنكم أنتم هيكل الله الحي كما قال الله إني سأسكن فيهم وأسير بينهم وأكون لهم إلها وهم يكونون لي شعبا (٢ كورنثوس 6: 16). KS 83.1

إن آلافأ من النساء يحتاجون وبكل سرور يقبلون أن يتعلموا عن الطرق البسيطة لمعالجة المرضى - تلك الطرق التي بدأت تحل في مكان استخدام العقاقير السامة. توجد حاجة ملحة لتعلم ما يتعلق بإصلاح الغذاء الصحي، والعادات الخاطئة في الأكل واستعمال الطعام غير الصحي يعزى إليها، إلى حد كبير، عدم الاعتدال والجرائم والتعاسة التي هي لعنة على العالم . KS 83.2

وعند تعليم مبادئ الصحة يجب أن تذكر دائماً هدف الإصلاح — إن الغاية منه هي ضمان أسمى تطور للجسم والعقل والنفس. بين أن نواميس الطبيعة لكونها نواميس الله فالمقصود منها هو خيارها، وإن الطاعة لها ترقى سعادتنا في هذه الحياة وتعين في التأهب للحياة الآتية. KS 83.3

اجعل الناس يدرسون إعلان محبة الله وحكمته في أعمال الطبيعة. قادهم إلى دراسة ذلك النظام أو البناء الآلي المدهش، ألا وهو الجسم البشري والقوانين التي تسيطر عليه. إن من يشاهدون براهين محبة الله والذين يدركون شيئاً من حكمة نواميسه وإحسانه ونتائج الطاعة لابد أن ينظروا إلى واجباتهم والتزاماتهم من وجهة نظر أخرى تختلف اختلافا بينا. فبدلا من أن ينظروا إلى حفظ قوانين الصحة على أنه تضحية أو إنكار للذات فلابد أن ينظروا إليه، كما هو في حقيقته، كبركة لا يمكن تقديرها. KS 83.4

وعلى كل خادم الإنجيل أن يحس بأن إعطاء دروس في مبادئ العيشة الصحية هو جزء من العمل المعين عليه. وتوجد حاجة عظمى إلى هذا العمل ، والعالم متفتح له . KS 83.5

يوجد في كل مكان ميل للاستعاضة بالعمل المنظم عن العمل الفردي ]أي استبدال المجهود الفردي بعلم المنظمات والمؤسسات]. إن الحكمة البشرية تميل إلى التوحيد والتركيز والتوكيد وبناء كنائس ومؤسسات عظيمة. وكثيرون يتركون للمؤسسات عمل الإحسان والخير، و يعفون أنفسهم من الاتصال بالعالم وقد فترت قلوبهم. وهكذا يصيرون قوما انطوانيين جامدي العواطفة ، فتوى محبتهم لله والإنسان ونموت . KS 84.1

إن المسيح يسند إلى تابعيه عملا فردياً — عملاً لا يمكن إتمامه عن طريق الإنابة أو التفويض ، في خدمة المرضى والفقراء وتقديم الإنجيل الهالكين ينبغي ألا نترك للجان أو الجمعيات الخيرية. إن مطلب الإنجيل هو المسؤولية الفردية والعمل الفردي والتضحية الفردية. KS 84.2

لقد أمر المسيح قائلاً: «الخرج إلى الطرق والسياجات وألزمهم بالدخول حتى يمتلئ بيتي» (لوقا14 : 23). إنه يجعل الناس على اتصال بمن يطلبون تقديم النفع والعون لهم ، «إن تُدخل المساكين التائهين إلى بيتك »، «إذا رأيت عريانا أن تكسوه » «يضعون أيديهم على المرضى فيبر أون » (إشعياء58 :7 مرقس 16 :18). فعن طريق الاتصال المباشر وعن طريق الخدمة الفردية تقدم بركات الإنجيل للناس . KS 84.3