خدمة الشفاء
الحاجة إلى الإنجيل
عندما أرسل المسيح التلاميذ برسالة الإنجيل كان الإيمان بالله وبكلمته موشكا أن يرحل عن العالم. فبين شعب اليهود الذين كانوا يعترفون بأن عندهم معرفة الرب كانت كلمته قد ألقيت جانباً ويستعاض عنها وتقاليد الناس وآرائهم ونظرياتهم. إن الطموح الأناني وحب التفاخر والمباهاة والطمع في الكسب استبدت بأفكار الناس. وكما تركهم توقيرهم له كذلك فارقتهم رحمتهم للناس. فكانت الأثرة هي المبدأ السائد ، فأجرى الشيطان إرادته في جلب الشقاء والانحطاط على البشرية. KS 80.3
وقد استحوذت القوات الشيطانية على الناس وتسلطت عليهم. وأجساد الناس التي خلقت لتكون مسكناً لله صارت مسكناً للشياطين. وحواس الناس واعصابهم وأعضاء أجسامهم استخدمتها قوات خارقة للطبيعة في الانغماس في أنجس الشهوات. وقد طبعت وجوه الناس بطابع الشيطان نفسه، وانعكست عليها سيماء أجناد الشر التي امتلكتهم. KS 80.4
وما هي حالة العالم اليوم؟ ألم يتلاشى الإيمان بالكتاب فعلاً بسبب «الانتقاد الأعلى» والآراء المنتشرة اليوم كما قد حدث ذلك يفعل التقاليد وتعاليم معلمي اليهود في أيام المسيح؟ ألا يتحكم الطمع والطموح وحب الملذات بكل قوة في قلوب الناس الیوم کما کانت فہماً مظبي؟ وفي العالم المعترف بالمسيحية بل حتى في الكنائس المعروفة المسيح ما أقل من ستكون بموجب المبادئ المسيحية! وفي التجارة والعمل ، وفي المحيط الاجتماعي والبيئي، وحتى المحيط الديني ما أقل من يجعلون تعاليم المسيح قانوناً لحياتهم اليومية 1 اليس حقا أن «العدل يقف بعيدا . . . والاستقامة لا تستطيع الدخول. . . والحائض عن الشريعة يسلب ؟ (إشعياء 59 :14 و15). KS 80.5
إننا عائشون في وسط «وباء الجريمة» الذي يقف حياله الرجال المفكرون خائفو الله في كل مكان مشدوهين. إن قلم الإنسان لأعجز من أن يصف الفساد المستشري. وكل يوم يطلع علينا بأخبار جديدة عن النزاعات السياسية والرشوة والغسق. وكل يوم يجىء بأخباره المحزنة عن الظلم والتمرد وعدم الاكتراث لآلام البشرية والقضاء على حياة الناس بوسائل وحشية شيطانية. وكل يوم يشهد عن تفاقم الجنون والقتل والانتحار. من ذا الذي يشك في أن القوات الشيطانية تعمل بين الناس بنشاط أعظم لتصيب العقول يالخيل والفساد وتنجس الجسد و تهلكه؟ KS 80.6
وفي حين أن العالم مملوء بهذه الشرور فإن الإنجيل في غالب الأحيان يُقدّم في غير اكتراث بحيث لا يؤثر في ضمائر الناس وحياتهم إلا تأثيرا طفيقاً جدا. وفي كل مكان توجد قلوب تصرخ في طلب شيء لا تملكه. إنهم يشتاقون إلى القوة التي تعطيهم النصرة على الخطية، القوة التي تحررهم من عبودية الشر، القوة التي تمنح الصحة والحياة والسلام . إن كثيرين ممن عرفوا قبلا قوة كلمة الله يعيشون في أوساط لا يعترف الناس فيها بالله، وهم يتوقون إلى وجود الله معهم . KS 81.1
إن العالم اليوم يحتاج إلى ما كان مفتقرا إليه منذ تسعة عشر قرناً خلت — أي إعلان المسيح. توجد حاجة إلى عمل إصلاح عظيم، ولكن الاسترداد أو الشفاء الجسدي والعقلي والروحي لا يتم يغير نعمة المسيح . KS 81.2