خدمة الشفاء

248/271

الأجور

عندما دعا المسيح تلاميذه ليتبعوه لم يقدم لهم وعودا كاذبة خلابة عن انتظارات في مستقبل حياتهم الراهنة. فلم يعدهم بالربح أو الكرامة العالمية كما أنهم لم يساوموه في ما سيحصلون عليه. فإذ كان متّى جالسا عند مكان الجباية قال له المخلص : «اتبعني. فترك كل شيء وقام وتبعه» (لوقا ٥: ٢٧ و ٢٨). إن متى لم يطلب مرتبا معينا قبل تقديم أية خدمة، حتى يكون متعادلا مع كل ما كان يتقاضاه من حرفته الأولى. لقد تبع المسيح بدون سؤال أو تردد . فقد كان يكفيه أن يكون مع المخلص ليسمع أقواله ويشترك معه في عمله . KS 303.4

وكذلك كان الحال مع التلاميذ الذين دعوا قبلا. فعندما أمر يسوع بطرس وشركاه بأن يتبعوه تركوا سفنهم و شباكهم في الحال. كان لبعض هؤلاء التلاميذ أصدقاء يعتمدون عليهم في إعالتهم، ولكن عندما قبلوا دعوة المخلص لم يترددوا ليسألوا قائلين: «كيف أعيش وأعول عائلتي؟» لقد أطاعوا الدعوة، وعندما سألهم يسوع بعد ذلك قائلا: «حين أرسلتكم بلا كيس ولا مزود ولا أحذية هل أعوزكم شیء»؟ قالوا: «لا» (لوقا ۲۲: ه۳). KS 303.5

واليوم يدعونا المخلص كما قد دعا متى ويوحنا وبطرس لخدمته. فإذا لمست محبته قلوبنا فان مسألة التعويض لن تكون أسمى شيء ولا أهم شيء في عقولنا.لاننا سنفرح بأن نكون عاملين مع المسيح ولن نخاف من أن نثق برعايته. فإذا جعلنا الله قوتنا فسيكون عندنا إدراك واضح للواجب والمطامح المنطوية على الإيثار، وحياتنا ستسير بقوة العزم النبيل ، وهذا يرفعنا فوق البواعث الحقيرة. KS 304.1