خدمة الشفاء

242/271

تجارب الحياة

إن كون الإنسان يحيا هذه الحياة ويبذل هذا التأثير يكلفه بذل الجهد والتضحية والتدریب عند کل خطوهٔ يخطوها. إن کثیرین من الناس منهم لایدرکون هذا يفشلون بسهولة في الحياة المسيحية. وكثيرون ممن يكرسون ذواتهم بكل إخلاص لخدمة الله يستغربون يخيب آمالهم حين يجدون أنفسهم وجها لوجه أمام العقليات محاطين بالتجارب والارتباطات، الأمر الذي لم يحدث لهم من قبل . إنهم يصلون لكي يتشبهوا بالمسيح في الصفات ولكي يؤهلهم لخدمة الرب ، ثم تمر بهم ظروف بيدو أنها تعبئ ضدهم كل شر طبيعتهم. ثم تكتشف أخطاء لم يكونوا يشتبهون في وجودها. وکسرائيل قديما يتساءلون قائلين : إذا کان الرب معنا فلماذا اصابتنا کل هذه؟ KS 297.5

إنه لكون الرب يقودهم تصنيفهم كل هذه . إن التجارب والصعوبات هي وسائل الرب المختارة للتدريب ، وهي الشروط التي وضعها للنجاح . فذاك الذي قلوب الناس مكشوفة لديه يعرف أخلاقهم أفضل مما يعرفون أنفسهم. وهو يرى أن البعض لهم قوى ومشاعر لو وجهت توجيها صائبا قد تكون ذات نفع لتقدم عمله. وفي عنايته يأتي بهؤلاء الأشخاص في مراكز مختلفة وظروف متباينة حتى يكتشفوا في أخلاقهم النقائص التي كانت خافية عليهم ، وهو يقدم لهم فرصا الإصلاح هذه النقائص وجعل أنفسهم اهلا لخدمته. فأحيانا كثيرة يسمح لنيران التجارب بمهاجمتهم حتى وينتقوا ويتطهروا. KS 298.1

إن حقيقة كوننا مدعوين لاحتمال التجارية تبرهن على أن الرب يسوع يرى فينا شيئا ثمينا يرغب هو في تنميته. فإن لم ير فينا شيئا يمكن أن يتمجد اسمه به فإنه لا ينفق وقتا في تنقيتنا. إنه لا يلقي بالحجارة التافهة العديمة القيمة في أتونة. ولكن ما ينقيه هو المعدن النفيس - إن الحداد يضع الحديد والصلب في النار ليعرف من أي المعادن هما. والرب يسمح بأن يوضع مختارة في كور المشقة ليمتحن نوع طبعهم ومعدنهم وما إذا كان يمكن صياغتها لأجل عمله. KS 298.2

والفخاري يأخذ الطين ويشكل حسب إرادته. وهو يعجنه ويصنعه و يمزقه ويفصله عن بعضه ثم يضغطه معا. ويبلله ثم يجففه. وهو يتركه ملقى بعض الوقت دون ان يمسه، ثم يزينه ويصقله على الدولاب . ثم يجفف في الشمس ويحمر في الفرن . وهكذا يصير إناء صالحا للاستعمال. وكذلك يريد الصانع الأعظم أن يشكلنا ويسوعنا، كالطين بين يدي الخزاف كذلك يجب أن نكون نحن بين يديه. وليس لنا أن نحاول القيام بعمل الفخاري - إنما عملنا هو أن تسلم ذواتنا يصوغها الصانع الأعظم ۔ KS 298.3

«أيها الأحباء لا تستغربوا البلوى المحرقة التي بينكم حادثة لأجل امتحانكم كأنه أصابكم أمر غريب. بل كما اشتركتم في آلام المسيح افرحوا لكي تفرحوا في استعلان مجده آیضاً ميته جین» (1 بطرس 4: 12 و13). KS 298.4

إن الطائر الحبيس في قفص في ملء نور النهار مع سماعه موسيقى أصوات أخرى لن يغني الأغنية التي يريد صاحبه أن يعلمه إياها. قد يتعلم قليلا من أغنية هنا وقليلا من أغنية أخرى هناك، ولكنه لا يتعلم أغنية منفصلة كاملة. غير أن صاحبه يغطي القفص ويضعه في الموضع الذي فيه يصغي الطائر إلى الأغنية الواحدة التي سيغنيها. ففي الظلام يحاول مرارا وتكرارا أن يغني له تلك الأغنية حتى يتعلمها ويشدو بها مغنية في لحن عذب كامل. ومن ثم يخرج الطائر ويمكنه بعد ذلك دائما ان يغني تلك الأغنية في وضح النهار. بهذه الكيفية يعامل الله أولاده. فلديه أغنية يريد أن يعلمنا إياها، فبعدما نتعلمها في وسط ظلمات الآلام والتجارب يمكننا أن نغنيها فيما بعد. KS 298.5