خدمة الشفاء
الطبيعة تعلن عن الله
«لأن أموره غير المنظورة ترى منذ خلق العالم مدركة بالمصنوعات قدرته السر مدینة و لاهوته» (ارومیه ۱: ۲۰). KS 256.1
إن أمور الطبيعة التي تراها الآن تعطينا لمحة باهتة من مجد جنة عدن. لقد شوهت الخطية ما في الأرض من جمال. قفي كل الأشياء نرى آثار عمل الشر. ومع ذلك يبقى الكثير مما هو جميل. فالطبيعة تشهد بأن كائنا غير محدود في قدرته وعظيما في صلاحه ورحمته ومحبته قد خلق الأرض وملأها حياة وفرحا. إن كل الأشياء حتى بعدما ضربت باللعنة تعلن عن صنعة يد الفنان الأعظم. فأينما نتجه يمكننا أن تسمع صوت الله ونرى أدلة صلاحه. KS 256.2
فمن صوت الرعد العميق و هدير مياه الأوقيانوس التي لا تعرف الاستقرار إلى أغاني الفرح التي يتردد صدى موسيقاها في الغايات فإن ربوات أصوات الطبيعة تردد حمدك . ففي اليابسة والبحر والهواء - في هذه كلها، بجمال ألوانها البديعة في تباين واختلاف بديع أو منسجمة في توافق مدهش، ترى مجده. إن الآكام الدهرية تحدثنا عن قدرته. والأشجار التي تتمايل أغصانها الخضراء كالأعلام في نور الشمس، والأزهار في جمالها البديع ترشدنا إلى خالقها. والخضرة اليانعة التي تمتد كبساط بديع على الأرض الجرداء تحدث عن رعاية الله لأكثر خلائقه تواضعا. وكهوف البحار وأعماق الأرض تعلن عن كنوزه الغنية. فذاك الذي قد وضع اللآليء في الأوقيانوس والجمشت والياقوت الأصفر بين الصخور يحب كل ما هو جميل . والشمس المشرقة في السماء تمثل ذلك الذي هو الحياة والنور لكل خلائقه. فكل النور والجمال الذين تزدان بهم الأرض وينير السماء يتحدثان عن الله. KS 256.3
« جلاله غطى السموات» (حبقوق 3: 3). ملأنة الأرض من غناك.» (مزمور 104: 24). KS 256.4
«يوم إلى يوم يذيع كلاما. وليل إلى ليل يدي علماء لا قول ولا كلام لا يسمع صوتهم. في كل الأرض خرج منطقهم وإلى أقصى المسكونة كلماتهم» (مزمور 19 : ٢ — 4). KS 256.5