خدمة الشفاء

167/271

الكرّم

ويوجد آخرون كثيرون يمكننا أن نجعل بيوتنا بركة لهم. إن ولائم السمر التي نقيمها ينبغي ألا تأتمر بأوامر العُرف العالمي، بل بأوامر المسيح وروحه وتعاليم كلمته. كان الإسرائيليون في كل أفراحهم وأعيادهم يشملون وعطفهم وكرمهم الفقير والغريب واللاوي الذي كان مساعدا للكاهن في القدس كما كان معلماً دينيا وكارزا. كان هؤلاء يعتبرون ضيوفا على الشعب ليقاسموهم کرم ضيافتهم في مناسبات الأفراح الاجتماعية والدينية والتقدم لهم ارق رعاية في المرض أو الفقر. وعلينا نحن أن نرحب بأمثال هؤلاء في بيوتنا. وما أعظم ما يمكن أن يُسر مثل هذا الترحيب ويشجع الممرضة المرسلة أو المعلم أو الأم التي أضنت قلبها الهموم والتي تكد جاهدة في عملها، والضعفاء والعجزة الذين في الغالب ما يكونون مشردين بلا مأوى وهم يكافحون مع الفقر وكثير من المفشلات . KS 219.3

ولقد قال المسيح: «إذا صنعت غداء أو عشاء فلا تدع أصدقاءك ولا إخوتك ولا أقربائك ولا الجيران الأغنياء لئلا يدعوك هم أيضاً، فتكون لك مكافأة. بل إذا صنعت ضيافة فادع المساكين الجدع العرج العمي. فيكون لك الطوبى إذ ليس لهم حتى يكافئك لأنك تكافئ في قيامة الأبرار» (لوقا 4 1 : 1٢ - 14). KS 219.4

هؤلاء هم الضيوف الذين لا تكلفك استضافتهم كلفة عظيمة. فلن تكون بك حاجة أن تعد لهم وليمة فاخرة أو مكلفة، ولن تحتاج إلى عمل شيء للتفاخر. إن حرارة الترحيب السار، و إفساح مكان الضيف ليجلس امام مدفأتك ، أو للجلوس إلى مائدتك ، أو إمتياز. اشتراكه معك في بركة ساعة الصلاة ، ستبدو في نظر كثيرين من أمثال هؤلاء وكأنها لمحة من سعادة السماء. KS 219.5

يجب أن تقبض عواطفنا فتتعدى حدود الذات ونطاق الدائرة العائلية. توجد فرص ثمينة لمن يريدون أن يجعلوا بيوتهم بركة للغير. إن التأثير الاجتماعي قوة مدهشة. وإذا أردنا يمكننا استخدامها كوسيلة لمساعدة من حولنا. KS 220.1

وينبغي أن تكون بيوتنا ملاذا للشباب المجربين. يوجد كثيرون ممن يقفون في مفترق الطرق . فكل تأثير وكل انطباع إنما يقرر الاختيار الذي يشكل مصيرهم هنا وفي الأبدية. إن الشر يستهويهم. مواطنه لامعة ومثيرة وجذابة. وهي ترحب بكل قادم إليها. ويوجد حولنا من كل جانب شباب لا مأوى لهم، وكثيرون لا يوجد في بيوتهم قوة مساعدة تسمو بالنفس، لذلك ينساق الشباب إلى الشر. وهم ينحدرون إلى الهلاك ضمن ظلال أبواب بيوتنا. KS 220.2

هؤلاء الشباب هم بحاجة إلى يد عطوف تمتد إليهم . كلمات الرقة التي تقال ببساطة مع قليل من الاهتمام الذي يقدم ببساطة كفيلة بأن تكتسح سحب التجارب التي تتجمع في سماء النفس . إن التعبير الصادق للعطف الذي هو وليد السماء لديه القوة على فتح القلوب التي هي بحاجة إلى عبير الكلام المسيحي واللمسة البسيطة الرقيقة، لمسة روح محبة المسيح . فإذا أظهرنا الاهتمام بالشباب و دعوناهم إلى بيوتنا واحطناهم بالمؤثرات المبهجة المعينة فإن كثيرين منهم سيغيرون خط سيرهم، وبكل سرور يسيرون صعودا في طريق التقدم . KS 220.3