خدمة الشفاء
مسؤولية الفرد
توجد جهود عظيمة تبذل للقضاء على عدم الاعتدال، ولكن يوجد جهد كثير لا يوجه الوجهة الصحيحة. فعلى دعاة الإصلاح والاعتدال والمدافعين عنه أن ينتبهوا إلى الشرور الناجمة عن الأكل من الطعام غير الصحي والتوابل وشرب الشاي والقهوة. إننا ندعو بالتوفيق لجميع من يعملون لأجل الاعتدال، لكننا ندعوهم لينظروا نظرة أعمق إلى علة الشر الذي يحاربونه و ليتأكدوا من أنهم مثابرون على الإصلاح و ماضون فيه. KS 207.2
وينبغي ألا يغيب عن بال الناس أن الميزان الصحيح للقوى العقلية والأدبية يتوقف، بدرجة كبيرة، على الحالة الصحية لأجهزة الجسم، فكل المخدرات والمنبهات غير الطبيعية التي تضعف الطبيعة الجسدية وتحقرها تؤول إلى التقليل من حدة الذكاء وجمال الخلق. إن عدم الاعتدال هو أساس الانحطاط الأخلاقي في العالم . وبسبب الانغماس في إشباع الشهوة الفاسدة يخسر الإنسان القوة على مقاومة التجرہة. KS 207.3
إن المصلحين في حقل الاعتدال لديهم عمل يعملونه في تعليم الشعب في هذا المجال. علموهم أن الصحة والأخلاق وحتى الحياة نفسها مستهدفة للخطر بسبب تعاطي المنبهات التي تثير القوى المجاهدة للقيام بنشاط غير طبيعي وتشنجي . KS 207.4
وبالنسبة إلى الشاي والقهوة والتبغ والمشروبات الكحولية تقول إن المسلك الوحيد الآمن لكل إنسان هو ألا يمس أو يذوق أو يستخدم هذه الأشياء. إن الشاي والقهوة والمشروبات تنعطف في نفس الاتجاه الذي تسير فيه المشروبات الكحولية والتبغ . وفي بعض الحالات يصعب التحرر من العادة بقدر ما يصعب على السكير ان يتخلص من المسكرات . والذين يحاولون التخلص من هذه المنبهات سيحسون لبعض الوقت بخسارة ويتألمون بسبب حرمانهم منها، ولكن بفضل التصميم وثبات العزم سينتصرون على ذلك الاشتهاء ولن يشعروا بالاحتياج إليها. يمكن للطبيعة أن تحتاج إلى وقت قصير لتستفيق من الإنهاك الذي وقع عليها، ولكن أعطوها فرصة فتسترد قواها من جديد وتقوم بعملها بأحسن وأنبل كيفية. KS 207.5