خدمة الشفاء

117/271

الشكر والحمد

لا شيء يؤول بالأكثر إلى ترقية صحة الجسد والنفس أكثر مما تفعل روح الشكر والحمد. فهذا واجب لازم كل اللزوم لمقاومة الكآبة والأفكار والمشاعر المبرمة - وهو واجب لازم كالصلاة. إذ كنا مسافحين في طريقنا إلى السماء فكيف نسير كقرقرة من النائحين الباكين تتأوهين ومشتركين طول الطريق إلى بيت أبينا؟ KS 156.7

إن المعترفين بالمسيحية الذين يشتكون بلا انقطاع ، والذين يبدو أنهم يظنون أن الفرح والسعادة خطية، ليس عندهم دين حقيقي ، والذين يجدون سرور آحزیناً في كل ما هو كثيب في العالم الطبيعي، والذين يختارون النظر إلى أوراق الأشجار اليابسة ويفضلون ذلك علي جمع الأزهار الجميلة النضرة ، والذين لا يبصرون جمالاً في الجبال العظيمة الشاهقة والسهول المكسوة بالمروج الخضراء، والذين يغلقون أبواب حواسه فلا يسمعون الصوت المفرح الذي يخاطبهم في الطبيعة الذي هو عذب وموسيقى للأذان الصغيرة - أمثال هؤلاء ليسوا في المسيح. إنهم يجمعون لأنفسهم الكآبة والظلام في حين كان يمكنهم أن يحصلوا على الضياء ، بالنور شمس البر (يسوع) الذي يشرق في قلوبهم والشفاء في أجنحته. KS 156.8

كثيراً ما يكون عقلك مظلماً يسبب الألم. حينئذ لا تحاول أن تفكر. أنت تعرف أن يسوع يحبك . وهو يفهم ضعفك . فيمكنك أن تفعل مشيئته بالارتماء بين ذراعيه . KS 157.1

من قوانين الطبيعة كون أفكارنا ومشاعرنا تشجع وتتشدد عندما تعبر عنها بالكلام. ففي حين أن الكلام يعبر عن الخواطر فإنه حقيقي أيضاً أن الأفكار تتبع الكلام. فإذا أردنا أن نعطي لإيماننا تعبيراً أعظم، وأن تفرح أكثر بالبركات التي نعرفها وتملكها - برحمة الله و محبته العظيمة - فينبغي أن يكون عندنا إيمان أكثر وفرح أعظم. لا يمكن لأي لسان أن يعير ولا يمكن لعقل محدود أن يدرك الشركة الناتجة من تقدير صلاح الله ومحبته كما يجذب ، وحتى على الأرض يمكننا أن الملك الفرح كنبع ماء حي لا يجف أبداً، لأنه يستمد مياهه من الينابيع التي تفيض من عرش الله . KS 157.2

وإذاً علينا أن نتوقف قلوبنا وشفاهنا لتنطق بالتسبيح له من أجل محبته الفائقة. علينا أن نثقف أنفسنا لتملك الرجاء ولتسكن في النور المشرق من صليب الجلجثة. ويجب ألا ننسى أبدا أننا أولاد الملك السماوي ، أبناء وبنات رب الجنود. فهو امتياز لنا أن تحتفظ یا إعلانات هادي في الله . KS 157.3

«ليملك في قلوبهم سلام الله . . . و کونوا شاکرین» (کولوسی ۳: 15). فإذا ننسى متاعبنا وضيقاتنا، لتحمد الله لأجل الفرصة المقدمة لنا لنحيا لمجد اسمه. ولتكن الشركات الجديدة التي تعطى لنا في كل يوم جديد موقظة في قلوبنا الحمد لأجل هذه الأدلة على محبته التي ترعانا. عندما تفتح عينيك في الصباح أشكر الله على حفظه إياك طوال الليل ، اشكره على سلامة الذي يفيض في قلبك ، ليصعد شكرك كبخور عطر أو رائحة زكية إلى السماء صبحاً وظهراً ومساء. KS 157.4

وعندما يسألك أحد عن صحتك فلا تحاول التفكير في شيء محزن استدراراً للعطف عليك . ولا تتحدث عن عدم إيمانك وأحزانك وآلامك . إن المجرب يفرح إذا سمع هذا الكلام . فعندما تتحدث عن المواضيع المحزنة فأنت تمجده. ينبغي ألا نفكر أو نتكلم عن قوة الشيطان العظيمة للانتصار علينا، فكثيراً ما نسلم أنفسنا بين يديه إذ نتحدث عن قوته. فبدلا من هذا لنتحدث عن قدرة الله العظيمة على ربط كل مصالحنا بمصالحه. تحدّث عن قدرة المسيح التي لا تياري وعن مجده. إن كل السماء مهتمة بخلاصنا. وملائكة الله ألوف ألوف وربوات ربوات مرسلون لخدمة العتيدين أن يرثوا الخلاص . وهم يحرمون من الشر، ويصدون عن قوات الظلمة التي تحاول هلاكنا. ألا يوجد سبب لأجله نشكر الله في كل لحظة، وتكون شاكرين حتى على مايبدو أنه صعوبات أو عقبات في طريقنا؟ KS 157.5