التربيـــة
مواجهـة تـدريب الحياة
بعد تدريب البيت والمدرسة على الجميع أن يواجهوا تدريب الحياة القاسي الصارم . أما كيف نواجه هذا التدریب بحكمة فهو الدرس الى یجب أیضاحه لكل طفل ولكل شاب . حقا أن الله يحبنا وأنه يخدم سعادتنا واننا لو اطعنا شريعته لما عرفنا الالم ، وانه حق كذلك . ان الالم والضيق والاتقال تحل بالناس في هذا العالم کنتیجة للخطیبة ، تحل بكل حیاة . ونحن قد نسدی الى الاطفال جمیلا یدوم مدی الحیاة اذا كنا نعلمهم ان یواجهوا ضيقات الحياة وأعباءها بشجاعة . وعندما نعطف عليهم ينبغی ان لا یکون ذلك بحیث یخلق في أعماقهم حسرة علی نفوسهم ، فالذي هم بحاجة اليه هو ما ينعش ويقوي ليس ما يضعف Tr 347.1
ینبغی أن نعلمهم ان هذا العالم لیس متنّزها او مكان استعراض بل هو ساحة قتال . والجميع مدعوون لاحتمال المشقات كجنود صالحين - فعليهم أن يكونوا رجالا ويتقووا . وليتعلموا ان امتحان الخلق الحقيقي يوجد في الاستعداد لحمل الاعباء واخذ المركز الشاق وانجاز العمل الذي یحتاج الى انجاز وان کان لا يضمن للانسان شهرة او جزاء Tr 347.2
أن الطريق الصحيح للتعامل مع التجربة ليس هو بمحاولة الهروب منها بل بتغییرها . هذا ینطبق علی کل تدريب قديما وحديثا . أن اهمال تربية الطفل منذ الصغر وتقوية الاميال الشريرة نتيجة لذلك يجعل تربيته بعد ذلك اصعب ویجعل التدریب فی اکثر الاحیان عملیه اشد ایلاما. لا بد أن تكون عملية شاقة للطبيعة الدنيا اذ تتعارض مع الرغائب والامیال الطبیعیة ، ولكن الالم یمکن ان یغفل وینسی فی غمرة الفرح والاسی Tr 347.3
لیتعلم کل طفل و کل شباب أن کل غلطة وکل هفوة وکل صعوبة تغلب تصبح معبرا الى اشیاء افضل واسمی . فعن طريق مثل هذه الاختبارات كل الذين جعلوا الحياة جديرة بان يحياها الانسان قد ظفروا بالنجاح Tr 348.1
« أن المرتفعات الشاهقة التي وصل اليها عظماء الرجال لم يبلغوها بالتحليق المفاجئ
ولکنهم حین کان رفاقهم نائمین »
کانوا هم یكدون جاهدین للصعود فی اللیل
« اننا نسمو ونرتفع بواسطة الاشياء التي تحت
بما قد فمعناه وأخضعناه من خير وكسب
بكوننا نعزل الكبریاء و نذبح الشهوة
والشرور التي قد قهرناها والتي نواجهها كل ساعة ”
” کل الاشیاء العادیة ، واحداث کل یوم
التي تبدأ وتنتهي في ساعة
مسراتنا وتذمراتنا
هی اشواط ( درجات ) یمكننا ان نصعد بواسطتها ”
Tr 348.2
علینا ان نکون ” غیر ناظرین الى الاشیاء التی تری بل الى التي لا تری . لان التی تری وقتیة واما التي لا تری فأبدية ” ( ٢ كورنثوس 4 : ٨ 1 ) . ان المبادلة التي تقوم بها في انكار الشهوات والامیال الانانیه هی ابدال الاشیاء الزمنية الزائلة العديمة القيمة بما هو ثمين وباقٍ فهده لیست تضحیة بل ربحا عظیما Tr 348.3
“شيء افضل ” هذه هي كلمة السر في التربية ، قانون كل حياة حقيقية . فأي شيء يسألنا المسيح ان نرفضه وننبذه يقدم لنا شيئا افضل بدلا منه . أن الشباب كثيرا ما يحبون اشیاء واشغالا ومسرات قد لا تبدو شریرة ولكنها تقصر دون تحقیق الخیر الاسمی . فهی تمیل بالحیاة بعیدا عن هدفها الانبل ولا تفلح الاجراءات التعسفية التشهير المباشر . قد لا تجدي في جعل هؤلاء الشباب يهجرون ما يعتزون به . فدعوهم يتجهون الى شيء افضل من التظاهر او الطموح او الانغماس . اجعلوهم على اتصال بالجمال الحقيقي وبالمبادئ الاسمى وبالحياة الانبل . ارشدوهم لمشاهدة ذاك الذي « کله مشتهیات » . فمتى تثبت النظر فيه فالحياة تجد مركزها ومستقرها . ان حماس الشباب و تعبدهم الكریم وغیرتهم الحارة تجد هنا غرضها الحقيقي . فالواجب يصير بهجة والتضحية سرورا . ان اکرام المسیح و تمجیده والتشبیه به وخدمته هی اسمی مطمح يصبو اليه الانسان في الحياة وأعظم افراحها Tr 349.1
« محبة المسیح تحصرنا » ( ۲ کورنثوس 5 : 14) Tr 349.2