التربيـــة
السَّبت
أن قيمة السبت كوسيلة من وسائل التربية هي ما لا یمکن تقدیره . فأي شيء يطلبه الله مما لما يرده ثانية غنيا متجلیا بمجده ، فالعشر الذي طلبه من العبرانیین کرس لاجل الاحتفال بمثال هيكله في السماء بين الناس في جماله المجید ، علامة لحضوره علی الارض . كذلك الجزء من الوقت الذي يطلبه يعاد الينا ثانية حاملا اسمه وختمه . یقول : « لانه علامة بینی وبینکم . . . لتعلموا انی انا الرب » لانه « فی استة ایام صانع الرب السماء والارض والبحر وکل ما فيها. واستراح في اليوم السابع . لذلك بارك الرب يوم السبت وقدسه » ( خروج ۳۱ : ۱۳ و ۲۰ : ۱۱ ) . ان السبت هو رمز القوة الخالقة الفادية ، و هو یشير الى كمن هو مصدر الحياة والمعرفة ، انه يعيد الى الذهن ما كان للانسان من مجد فطري وهكذا يشهد لقصد الله في أن يخلقنا من جديد على صورته Tr 295.1
وقد وضعت شريعة السبت والعائلة على السواء في جنة عدن ، وهما في قصد الله مرتبطان معا بلا انفصام . ففی هذا الیوم اکثر مما فی اي یوم آخر یمکننا أن نعیش حياة جنة عدن . لقد كان تدبير الله لاجل افراد العائلة ان يكونوا مجتمعين معا في العمل وفي الدرس ، في العبادة والتسلية ، فالأب ككاهن لبيته ، والاب والام كلاهما کمعلمین ورفیقین لاولادهما . ولکن اذ غیرت نتائج الخطية ظروف الحياة فهي تمنع هذه المعاشرة بدرجة كبيرة . فکثرا ما لا یکاد الاب یری اولاده مدی أيام الاسبوع ، وهکذا یكاد یکون محروما تماما من فرصة للعشرة والارشاد . ولكن محبة الله جعلت حدا لمطاليب العمل . فهو يضع يده الرحيمة على السبت . اذ في يومه يحفظ للعائلة فرصة للشركة معه ومع بعضهم البعض Tr 296.1
وحيث ان السبت هو تذكار القوة الخالقة فهو اليوم الذي يجب علينا فيه ان نتعرف بالله عن طريق أعماله اكثر من باقی الأيام . أن نفس فكرة السبت یجب ان تکون مرتبطة بجمال الاشياء الطبيعية في أذهان الاولاد . طوبى للعائلة التي تستطيع الذهاب الى مكان العبادة في يوم السبت كما كان يسوع يذهب مع تلاميذه في يوم السبت في وسط الحقول وعلى شواطئ البحيرة او في وسط الاحراش . وطوبی للأب والام اللذين يستطيعان ان يعلما أطفالهما كلمة الله المكتوبة بالشروح المأخوذة من الصفحات المفتوحة في سفر الطبيعة ، والذين يستطيعان أن يجتمعا بأولادهما تحت الاشجار الخضراء وفي الهواء الطلق النقي ليدرسوا الكلمة ويترنموا بتسابيح الآب السماوي Tr 296.2
بمثل هذه المعاشرة يمكن للوالدين ان يربطوا أولادهم بقلوبهم وهکذا بالله بربط لا یمکن ان تنفصم Tr 297.1
أن قيمة فرص يوم السبت كوسيلة للتربية العقلية لا تثمن . فليتعلم درس مدرسة السبت لا بنظرة سريعة خاطفة الى الدرس وآيته في صباح يوم السبت ، بل بدرسه بكل عناية لاجل الاسبوع التالي بعد ظهر السبت ، مع المراجعة اليومية أو الشرح في خلال الاسبوع . وهكذا یثبت الدرس ویرسخ فی الذاكرة ، کنزا لا یمکن ان یضیع. كلية Tr 297.2
وعند الاستماع للعظة ليلاحظ الوالدون والاولاد الآية والآيات التي اقتبست وعلی قدر الامكان من سیاق الافكار عليهم ان يكرروها لبعضهم البعض في البيت . هذا يساعد علی تخفیف التعب عن الاولاد الذين یتضایفون من الاصغاء الى العظة ، ويغرس في الجميع عادة الالتفات وتتابع الافكار Tr 297.3
وأن التأمل في هذه المواضيع المقترحة سيفتح أمام الطالب كنوزا لم يحلم بها . وهو سيبرهن في حياته على حقيقة الاختبار الموصوف في الآية : ” وجد كلامك فاكلته فکان کلامی لی للفرح ولبهجة قلبی ” ( ارمیا 15 : 16 ) Tr 297.4
« أناجي بفرائضك » « أشهی من الذهب والابریز الكثير . . . أيضا عبدك يحذر بها وفي حفظها ثواب عظيم » ( مزمور 119 : 48 ؛ 19 : 10 و ۱۱ ) Tr 297.5