المَبَادئُ الأسَاسِيَّةُ - لِلِإصْلاَحِ الصِّحِّىِّ
٢٧ — تحرکات حذرة
«أمّا بخصوص اللبن والسكر، فأعرف أشخاصاً أصابهم الذعر من الإصلاح الصحي وقالوا إنهم لن تربطهم به صلة؛ لأنه تحدّث ضد استعمال هذين الشيئين بحرية. لكن يجب توخي الحذر الشديد عند إجراء تغييرات، ولابد أن تتحرك باحتراس وحكمة. إن مرادنا هو أن نسلك السبيل الذي يُعجب العقلاء من رجال البلاد ونسائها. كميات اللبن والسكر الكبيرة التي تؤكل معاً ضارة، إذ أنها تضيف للجهاز ملوّثات. الحيوانات التي تستجلب منها الألبان ليست دائماً صحيحة، وقد تكون مريضة، ولعل البقرة تبدو على ما يرام في الصباح، تم تموت قبل حلول العشاء. إذاً فهي كانت مريضة في الصباح، وكان لبنُهاً مصاباً بالمرض، لكنكم لم تعلموا. إن الخليقة الحيوانية مريضة، واللحوم مريضة لوكان بمقدورنا أن نعلم أن الحيوانات في تمام الصحة، لكنت نصحت الناس بأكل اللحوم قبل التهام كميات كبيرة من اللبن والسكر، واللحوم لا تسبب الضرر الذي يسبيه اللبن والسكر. فالسكر يعوق الجهاز، ويعرقل عمل آلة الحياة» (2T 368,369). BHA 56.1
«في رحلاتي المتكررة عبر القارة لا يرتاد المطاعم أو سيارات الطعام أو الفنادق، لمجرّد أنّي لا أقدر أن آكل ما يقدّم هناك. في الأطباق متَبَّلّة بالملح والفلفل الزائدين، مما يخلق عطشاً يكاد لا يطاق ... هذه تهيج وتلهب غشاء المعدة الرقيق ... وهكذا الأطعمة المقدمة على الموائد الأنيقة، والتي تُعطى للأطفال إذ يسبب تأثيرها العصبية ويخلق عطشاً لا ترويه المیاه ... یجب اعداد الطعام بابسط آسلوب ممکن، فیکون خاليا من البهارات وحتي كميات الملح الزائدة» (RH, No 44, 1883). BHA 56.2
«في بادئ الأمر تهيج التوابل الغشاء الرقيق للمعدة، ولكن في النهاية تتلف الحساسية الطبيعية للغشاء. فيسخن الدمُ وتثور النزعات الحيوانية، بينما تضعفُ القوى الأخلاقية والذهنية، وتصير مطيعة للأهواء الدنيا» (CTBH 47). BHA 57.1
«لا يستطيع الأشخاص، الذين أسرفوا في التهام اللحم وصلصة مرق اللحم المتبلة وأصناف الكعك والمربّات الدسمة، الاستمتاع بوجبة بسيطة صحية مغذية. لقد فسدتذوّقهم إلى حدّ ذهبت معه شهيتهّم لوجبة صحية من الفاكهة والخبز العادي والخضراوات. وليس لهم أن يتوقعوا الاستمتاع في الأول بطعامم شديد الاختلاف عمَّا اعتادوا على التهامه. فإذا لم يستسيغها في البداية الطعام البسيط، فعليه بالصوم حتى يقدروا، ويثبت لهم أن هذا الصوم أفضل من الدواء، لأن المعدة المرهقة يسبب سوء الاستعمال ستجد الراحة التيطالما احتاجتها، والجوعُ الحقيقي لا يحتاج إلاً لوجبة بسيطة لإشباعه. والمعدة سيلزمها بعضُ الوقت للتماثل للشفاء من سوء الاستعمال الذي لاقته، واستعادة مكانتها الطبيعية. لكن المثابرة على إنكار الذات في مسألة المشرب والمأكل سرعان ما ستجعل الطعام الصحي البسيط سائغاً، وسرعان ما يؤكل بشبع أكثر مما يشعر به الذائقة عند تناول أطايبه الدسمة» (FF 130,131). BHA 57.2
«الطعام الجاف الذي يستلزم الوضع أفضل بكثير من العصائد. تعودُ المستحضرات الغذائية الصحية بالبركة في هذا الصدد ... إنّ الخضروات الجيدة المعدّة بطريقة صحية، لمن يمكنهم استعمالها، أحسن من الدشيش والعصيدة. والفاكهة المستعملة مع الخبز المكتمل الخَبز البائت يومين أو ثلاثة (وهو أضحّ من الخبز الطازج)، الممضوغة ببطء وتدقيق، توفّر كل ما يحتاج إليه الجهاز» (UT, January 11, 1897). BHA 58.1
«لا ينبغي إدخال الطعام الساخن جداً إلى المعدة. من المعتاد تناول الحساء والمهلبية ومثلها من ألوان الطعام ساخنة أكثر من اللازم، فتصاب المعدة بالوهن نتيجة البلاد. اترکوها تبردّٔ جزئیاً قبل تناولها» (RH, No. 31, 1884). BHA 58.2