الأنبياء والملوك

59/70

الفصل الخمسون— عزرا الكاهن والكاتب

بعد رجوع أول فوج من المسبيين بقيادة زربابل ويهوشع بحوالي سبعين سنة اعتلى ارتحشستا لونجيمانوس عرش مملكة مادي وفارس. واسم هذا الملك مرتبط بالتاريخ المقدّس بسلسة حوادث العناية العجيبة. ففي أثناء حكمه عاش عزرا ونحيما وخدما. وهو الملك الذي أصدر في عام 457 ق.م. مرسوماً هو المرسوم الثالث والأخير لأجل إعادة بناء أورشليم، وقد شهد حكمه عودة فوج من اليهود بقيادة عزرا، وتكملة أسوار أورشليم بيد نحميا ورفاقه، وإعادة تنظيم خدمات الهيكل. والإصلاحات الدينية العظيمة التي تمت على أيدي عزرا ونحميا. وفي إبان سني حكمه الطويل أبدى كثيراً من الرعايا والإحسان لشعب الله. وقد اعترف أن صديقيه المحبوبين الأمينين، عزرا ونحميا، هما رجلان أقامهما الله لعمل خاص. AM 485.1

إن اختبار عزرا وهو يعيش بين اليهود الباقين في بابل كان غير عادي إلى حد أنه جذب انتباه واستحسان الملك ارتحشستا الذي تحدّث عزرا معه مراراً بكل حرية عن قدرة إله السماء وغرضه في إرجاع شعبه إلى أورشليم. AM 485.2

ولد عزرا من نسل هارون وتربى ليكون كاهناً. كما كان على دراية بكتب المجوس والمنجمين والحكماء في مملكة مادي وفارس. إلا أنه لم يكن راضياً عن حالته الروحية. فكان يتوق أن يكون على وفاق تام مع الله، كان مشتاقاً إلى الحكمة التي يستطيع بها تنفيذ إرادته تعالى. وهكذا ”هيأ قلبه لطلب شريعة الرب والعمل بها“ (عزرا 7 : 10). وهذا قاده إلى الانكباب على درس تاريخ شعب الله بكل اجتهاد كما هو مدوّن في كتب الأنبياء والملوك. فجعل يفتش الأسفار التاريخية والشعرية في الكتاب المقدس ليعرف لماذا سمح الله بخراب أورشليم، ولماذا سمح بأن يؤخذ شعبه للسبي في بلاد الوثنية. AM 485.3

وجعل عزرا يفكر تفكيراً خاصاً في اختبارات إسرائيل منذ الوقت الذي أعطي فيه الوعد لإبراهيم. كما درس الوصايا والتعليمات التي أعطيت في سيناء، وفي أثناء المدة الطويلة التي قضاها الشعب تائهاُ في القفر. وعندما علم أشياء أكثر وأكثر عن معاملات الله مع أولاده، وأدرك قدسية الشريعة المُعطاة في سيناء، ثار قلب عزرا في داخله. وقد مرّ في اختبار تجديدي كامل وصمّم على اتقان ما ورد في التاريخ المقدس كي يستخدم هذه المعرفة في جلب البركة والنور إلى شعبه. AM 486.1

كما حاول عزرا أن يحصل على اعداد قلبي للاضطلاع بالعمل الذي اعتقد أنه أنيط به. فطلب الله بكل غيرة وحرارة ليكون معلماً حكيماً بين شعبه. وإذ تعلّم أن يخضع عقله وإرادته لسلطان الله تغلغلت في حياته مبادئ التقديس الحقيقي التي كان لها تأثير بناء في السنوات التالية، ليس فقط على الشباب الذين طلبوا أن يتعلّموا منه بل تناول تأثيرها أيضاُ كل من عاشروه. AM 486.2

لقد اختار الله عزرا ليكون أداة خير لشعبه لكي يضفي على الكهنوت الكرامة والمجد اللذين كانا قد فارقاه إلى حد كبير في أثناء سنوات السبي. وقد نمت قوى عزرا وتطورت بحيث غدا رجلاً ذا علم غزير غير عادي فصار ”كاتباً ماهراً في شريعة مادي وفارس“ (عزرا 7 : 6). فهذه المؤهلات صيرته رجلاً عظيماً وشهيراُ في مملكة مادي وفارس. AM 486.3

صار عزرا كليم الله إذ علم من حوله المبادئ التي تحكم السماء. ومدى سنوات حياته الباقية سواء أكان بالقرب من بلاط الملك في مادي وفارس أو في أورشليم، فإن أهم عمل قام به كان هو التعليم. وإذ أطلع غيره على الحقائق التي تعلمها زادت قدرته على العمل، وغدا رجلاً غيوراً تقياً وشاهداً لله أمام العالم على قوة الكتاب المقدّس في السمو بالحياة اليومية. AM 487.1

إن محاولات عزرا في إنعاش اهتمام الشعب بدرس الكتاب كان لها البقاء وذلك عن طريق اجتهاده مدى حياته في حفظ الكتب المقدسة والإكثار منها. فقد جمع كل نسخ الشريعة التي أمكنه العثور عليها وأمر بنسخها وتوزيعها. فتلك الكلمة النقية التي تضاعفت هكذا ووصلت إلى أيدي أناس كثيرين. أكسبت الشعب معرفة لا تقدّر قيمتها. AM 487.2

ثم أن إيمان عزرا في أن الله سيعمل عملاً عظيماً لشعبه دفعه إلى أن يخبر أرتحشستا برغبته في العودة إلى أورشليم لإنعاش إهتمام الشعب بدراسة كلمة الله وليساعد إخواته في إعادة بناء المدينة المقدسة. وإذ أعلن ثقته الكاملة في الله الذي له القدرة على حماية شعبه ورعايتهم، تأثر الملك تأثراً عميقاً. وقد فهم جيداً أن شعبه العائد إلى أورشليم كان لخدمة الرب وعبادته. ومع ذلك فإن ثقة الملك في استقامة عزرا ونزاهته كانت عظيمة بحيث أظهر نحوه إحساناً ملحوظاً إذ أجابه إلى طلبه وقدّم عطايا ثمينة لأجل خدمة الهيكل. وقد جعله ممثلاً خاصاً لمملكة مادي وفارس ومنحه سلطات واسعة لأجل تنفيذ المقاصد التي في قلبه. AM 487.3

أما مرسوم أرتحشستا لونجيمانوس لأجل إعادة بناء أورشليم، وهو ثالث مرسوم يصدر منذ انتهاء سنوات السبي السبعين، فهو مرسوم عظيم نظراُ للعبارات الواردة فيه عن إله السماء، وبسبب اعترافه بمؤهلات وإنجازات عزرا والعطايا السخية المُعطاة لبقية شعب الله. ثم أن أرتحشستا يشير إلى عزرا على أنه: ”الكاهن الكاتب، كاتب كلام وصايا الرب وفرائضه على إسرائيل“. ”كاتب شريعة إله السماء“. وقد اتحد الملك مع مشيريه في التبرع بسخاء ”لإله إسرائيل الذي في أورشليم مسكنه“. زد على ذلك فقد دبر أمر تسديد كثير من النفقات الباهظة إذ أمر بأن تدفع ”من بيت خزائن الملك“ (عزرا 7 : 11، 12، 15، 20). AM 487.4

وقد أعلن قائلاً لعزرا: ”إنك مرسل من قبل الملك ومشيريه السبعة، لأجل السؤال عن يهوذا وأورشليم حسب شريعة إلهك التي بيدك“. ثم أمر بعد ذلك قائلاً: ”كل ما أمر به إله السماء فليعمل باجتهاد لبيت إله السماء. لأنه لماذا يكون غضب على مُلك الملك وبنيه“ (عزرا 7 : 14، 23). AM 488.1

بعدما أذن أرتحشستا بعودة المسبيين رتّب أن يعود رجال الكهنوت إلى إقامة شعائرهم والتمتّع بامتيازاتهم القديمة. ثم أعلن ”ونعلمكم أن جميع الكهنة واللاويين والغنيين والبوابين والنثينيم وخدّام بيت الله هذا لا يؤذن أن يُلقي عليهم جزية أو خراج أو خفارة“. ثم رتّب أيضاً أمر تعيين موظفين مدنيين ليحكموا ويقضوا بين الشعب بالعدل بموجب دستور شرائع اليهود. ثم قال مخاطباً عزرا: ”أما أنت يا عزرا فحسب حكمة إلهك التي بيدك ضع حكاماً وقضاة يقضون لجميع الشعب الذي في عبر النهر من جميع من يعرف شرائع إلهك، والذين لا يعرفون فعلموهم. وكل من لا يعمل شريعة إلهك وشريعة الملك فليقض عليه عاجلاً إما بالموت أو بالنفي أو بغرامة المال أو الحبس“ (عزرا 7 : 24 — 26). AM 488.2

وهكذا أمكن لعزرا أن يقنع الملك بإعداد العدة الكافية لأجل رجوع كل شعب إسرائيل، ”حسب يد إلهه الصالحة عليه“ والكهنة واللاويين في مملكة مادي وفارس: ”كل من أراد أن يرجع إلى أورشليم“ (عزرا 7 : 9، 13). وهكذا أعطيت فرصة أخرى لبني الشتات للرجوع إلى الأرض التي كانت مواعيد شعب الله مرتبطة بامتلاكهم إياها. فهذا المرسوم جلب فرحاً عظيماً للذين اشتركوا مع عزرا في دراسة مقاصد الله نحو شعبه. وهتف عزرا يقول: ”مبارك الرب إله أبائنا الذي جعل مثل هذا في قلب الملك أجل تزيين بيت الرب الذي في أورشليم. وقد بسط على رحمة أمام الملك ومشيريه وأمام جميع رؤساء الملك“ (عزرا 7 : 27، 28). AM 488.3

لقد تجلّت عناية الله إذ أصدر أرتحشستا هذا المنشور. وعرف البعض هذا واستفادوا بكل سرور من امتياز الرجوع في تلك الظروف المواتية. وقد تعين مكان فيه يجتمعون معاً. وفي الزمن المحدد اجتمع الراغبون في الرجوع إلى أورشليم، استعداداُ للقيام بتلك الرحلة الطويلة. وها هو عزرا يقول: ”فجمعتهم إلى النهر الجاري إلى أهوا ونزلنا هناك ثلاثة أيام“ (عزرا 8 : 15). AM 489.1

كان عزرا يظن أن عدداً كبيراً من المسبيين سيعودون إلى أورشليم، ولكن خاب أمله فإن عدد الذين استجابوا للنداء كان قليلاً. فكثيرون ممن كانوا يملكون بيوتاً وأرضاً لم يكونوا يرغبون في التضحية بأملاكهم. لقد أحبوا الراحة والاستقرار وكانوا قانعين بالبقاء. فكان مثالهم عثرة ومعطلاً لآخرين الذين لولا ذلك لربما اختاروا أن يلقوا قرعتهم مع من كانوا يتقدمون بالإيمان. AM 489.2

وإذ ألقى عزرا نظرة على تلك الجماعة المجتمعة معاً أدهشه أنه لم يرى أحداً من بني لاوي. فأين رجال ذلك السبط الذين أفرزوا لخدمة الهيكل المقدسة؟ كان يحب على اللاويين عندما يسمعون النداء القائل: من للرب؟ أن يكونوا أول من يستجيبون له في أثناء السبي وبعد ذلك منحت لهم عدة امتيازات. كانوا يتمتعون بحرية كاملة لخدمات حاجات إخوتهم الروحية أثناء السبي. لقد بنيت مجامع، قاد الكهنة فيها الشعب في العبادة لله وكانوا يعلمونهم. وكان مسموحاً لهم بحفظ السبت وممارسة الطقوس المقدسة الخاصة بالإيمان اليهودي بكل حرية. AM 489.3

ولكن بمرور السنين بعد انقضاء سنوات السبي، تبدلت الأحوال والتزم رؤساء الشعب بالقيام بكثير من التبعات الجديدة. كان الهيكل الذي في أورشليم قد أعيد بناؤه وتم تدشينه، فكان الحال يستدعي وجود عدد أكبر من الكهنة للإضطلاع بخدماته. وكانت هناك حاجة ملحة إلى كثيرين من رجال الله ليكونوا معلمين للشعب. وفضلاً عن ذلك فإن اليهود الباقين في بابل كانوا في خطر تقليص حريتهم الدينية. لقد أنذر اليهود الساكنون في مملكة مادي وفارس بكل صراحة على لسان النبي زكريا وبواسطة اختبارهم الحديث العهد أثناء الأوقات المزعجة في عهد استير ومردخاي، ليعودوا إلى وطنهم وجاء الوقت الذي بات فيه من الخطر عليهم البقاء وقتاً أطول وهم محاطون بالمؤثرات الوثنية. وبالنظر إلى هذه الأحوال المتغيرة كان ينبغي للكهنة الذين كانوا في بابل أن يكونوا سريعي التمييز والإدراك بأن في صدور المرسوم دعوة خاصة لهم ليعودوا إلى أورشليم. AM 490.1

لقد عمل الملك ورؤساءه أكثر مما كان ينتظر منهم في إفساح المجال لليهود بالعودة. فقد أعدوا وسائل كثيرة، ولكن أين كان الرجال. لقد فشل بنو لاوي في وقت كان يمكن فيه أن يقود تأثير قرارهم بمرافقة إخوانهم إلى أن يمتثل آخرون بهم. أما عدم اكتراثهم الغريب فهو إعلان مؤسف لموقف الإسرائليين السلبي الساكنين في بابل من قصد الله نحو شعبه. AM 490.2

وقد ناشد عزرا اللاويين مرة أخرى إذ أرسل إليهم دعوة ملحة لمرافقة الجماعة في رجوعهم. ولكي يؤكد لهم ضرورة الإسراع في العمل فقد أرسل التماسه المكتوب مع كثيرين من ”الرؤساء“ و ”الفهيمين“ (عزرا 7 : 28 ؛ 8 : 16). AM 491.1

وإذ انتظر المسافرون مع عزرا. أسرع الرسل الموثوق بهم عائدين وبأيديهم الالتماس وفيه يقول: ”آتوا إلينا بخدام لبيت إلهنا“ (عزرا 8 : 17). وقد وجدت الإستغاثة آذاناً صاغية. فبعض من كانوا مترددين قرروا أخيراُ أن يرجعوا. وكان جميع الذين أتوا إلى المحلة حوالي أربعين كاهناً ومئتين وعشرين من النتينيم. كانوا رجالاً أمكن لعزرا أن يعتمد عليهم كخدام حكماء ومعلمين ومساعدين صالحين. AM 491.2

حينئذ استعدوا جميعاُ للسفر. كانت أمامهم سفرة تستغرق عدة أشهر. وقد اصطحب الرجال معهم زوجاتهم وأولادهم وأموالهم، علاوة على كنز عظيم كان معهم لأجل الهيكل وخدمته. وكان عزرا عالماً بوجود أعداء يتربصون لهم في الطريق وهم مستعدون لأن يسلبوه أمواله هو ورفاقه ويهلكوهم، ومع ذلك فإنه لم يطلب من الملك أن يرسل معهم حراساً مسلحين لحمايتهم. فقال: ”لأني خجلت من أن أطلب من الملك جيشاً وفرساناً لينجدونا على العدو في الطريق لأننا كلمنا الملك قائلين إن يد إلهنا على كل طالبيه للخير وصولته وغضبه على كل من يتركه“ (عزرا 8 : 22). AM 491.3

وقد رأى عزرا ورفاقه في هذا الأمر فرصة لتعظيم اسم الله أمام الأمم الوثنيين. فالإيمان بقدرة الإله الحي يتقوى إذا كان بنو إسرائيل أنفسهم يجاهرون الآن بإيمانهم الوطيد بقائدهم الإلهي. ولهذا فقد عولوا أن يلقوا اعتمادهم عليه بالتمام. فلم يريدوا أن يطلبوا حراساً من الجنود. ولم يريدوا أن يعطوا الوثنيين مجالاً لأن ينسبوا لقوة الإنسان المجد الذي هو من حق الله وحده. ولم يريدوا أن يثيروا في عقول أصدقائهم الوثنيين أي شك بخصوص اعتمادهم الخالص على الله كشعبه. فالقوة لا يمكن أن تنال بالمال ولا بقوة الوثنيين وتأثيرهم بل برضى الله ورحمته. لم يكن يمكن حمايتهم إلا بهذه الوسيلة ألا وهي ألا تبرح شريعة الله عن عيونهم وأن يجتهدوا في حفظها. AM 491.4

إن معرفة الشروط التي بموجبها كان يمكنهم أن يظلوا متمتعين بتعضيد يد الله التي أنجحتهم وأضفت على خدمة التكريس التي قام بها عزرا ورفاقه الأمناء قبل رحيلهم، وقار غير عادي. وقد أعلن عزرا عن اختياره قائلاً: ”ناديت هناك بصوم على نهر أهوا لكي نتذلل أمام إلهنا لنطلب منه طريقاً مستقيمة لنا ولأطفالنا ولكل ما لنا“. ”فصمنا وطلبنا ذلك من إلهنا فاستجاب لنا“ (عزرا 8 : 21، 23). AM 492.1

ومع ذلك فإن بركة الله لم تجعل استخدام الحكمة والتبصر أمراً غير لازم. فقد عمل عزرا احتياطاُ خاصاً لأجل حراسة الذخائر الثمينة التي معه. وقال في ذلك: ”أفرزت من رؤساء الكهنة اثني عشر“ — وكانوا رجالاً برهنوا على أمانتهم وولائهم — ”ووزنت لهم الفضة والذهب والآنية تقدمة بيت إلهنا التي قدمها الملك ومشيروه ورؤساؤه وجميع إسرائيل الموجودين“. وقد أوصى هؤلاء الرجال بكل وقار أن يكونوا يقظين على تلك الذخائر المودعة بين أيديهم لحراستها. وقد أعلن عزرا قائلاً لهم: ”أنتم مقدسون للرب والآنية مقدسة والفضة والذهب تبرع للرب إله آبائكم. فاسهروا واحفظوها حتى تزنوها أمام رؤساء الكهنة واللاويين ورؤساء آباء إسرائيل في أورشليم في مخادع بيت الرب“ (عزرا 8 : 24، 25، 28، 29). AM 492.2

إن الحرص الذي أبداه عزرا لضمان نقل ذخائر الرب وسلامتها يعلمنا درساً يستحق أن نتمعنه ونفكر فيه. فالذين اختبرت أمانتهم هم وحدهم الذين انتخبوا. وقدمت لهم تعليمات واضحة بخصوص التبعة الملقاة عليهم. إن عزرا إذ عين موظفين أمناء ليكونوا خزنة موثوقاً بها لذخائر الرب اعترف بلزوم وأهمية النظام والترتيب في علاقتهما بعمل الله. AM 493.1

وفي أثناء الأيام القليلة التي فيها انتظر أولئك المسافرون عند النهر أعدوا كل ما تتطلبه تلك الرحلة الطويلة من استعدادات ومؤونة وتدبيرات احتياطية. وقد كتب عزرا يقول: ”ثم رحلنا من نهر أهوا في الثاني عشر من الشهر الأول لنذهب إلى أورشليم. وكانت يد إلهنا علينا فأنقذنا من يد العدو الكامن على الطريق“ (عزرا 8 : 31). وقد استغرقت تلك الرحلة حوالي أربعة أشهر لأن ذلك الجمع السائر مع عزرا، وكان يبلغ عددهم عدة آلاف بما في ذلك النساء والأولاد، جعل من اللازم لهم أن يسيروا ببطء. ولكن الجميع حفظوا سالمين. فقد منع أعداؤهم من إيقاع الأذى بهم. كانت رحلة ناجحة، وفي اليوم الأول من الشهر الخامس في السنة السابعة من ملك أرتحشستا وصلوا إلى أورشليم. AM 493.2