الأنبياء والملوك

43/70

الفصل السابع والثلاثون — الملك يُسبى إلى بابل

في السنة التاسعة من ملك صدقيا: ”جاء نبوخذنصر ملك بابل هو وكل جيشه على أورشليم“ لكي يحاصر المدينة (2 ملوك 25 : 1). كانت دلائل المستقبل ليهوذا ميؤوساً منها. فقد أعلن الرب نفسه على لسان حزقيال يقول: ”هأنذا عليك واستل سيفي من غمده .. لا يرجع أيضاً .. فيذوب في قلب وترتحي كل الأيدي وتيأس كل روح وكل الركب تصير كالماء“. ”واسكب عليك غضبي وانفخ عليك بناء غيظي واسلمك ليد رجال متحرقين ماهرين للإهلاك“ (حزقيال 21 : 3، 5 — 7، 31). AM 358.1

وحاول المصريون أن يأتوا لإنقاذ المدينة المحاصرة، فلكي يصدّهم الكلدانيون فكوا الحصار عن عاصمة اليهودية بعض الوقت. فأنتعش الأمل في قلب صدقيا وأرسل رسولاً إلى إرميا يسأله أن يصلّي إلى الله لأجل العبرانية. AM 358.2

وكان جواب النبي هو أن الكلدانيين سيعودون إلى المدينة ويخربونها. لقد خرج الحكم ولن تستطيع تلك الأمة القاسية القلب أن تتفادى أحكام الله. فقد أنذر الرب شعبه قائلاً: ”لا تخدعوا أنفسكم أن الكلدانيين .. لا يذهبون. لأنكم وإن ضربتم كل جيش الكلدانيين الذين يحاربونكم وبقي منهم رجال قد طُعنوا فأنهم يقومون كل واحد في خيمته ويحرقون هذه المدينة بالنار“ (إرميا 37 : 9، 10). وكانت البقية الباقية من يهوذا مومعة أن تذهب إلى السبي، لكي يتعلّموا بواسطة الضيق والشدة الدروس التي رفضوا أن يتعلموها في ظروف مؤاتية. ولم يكن يمكن نقض هذا الحكم الذي أصدره الساهر القدوس. AM 358.3

وكان بين الأبرار الذين كانوا لا يزالون في أورشليم الذين توضّحت أمامهم مقاصد الله، جماعة حاولت إبعاد التابوت المقدّس الذي كان يحتوي على لوحي الحجر المكتوب عليهما الوصايا العشر، كي لا تصل إليه الأيدي التي لا ترحم. وهذا مافعلوه. فبعيون دامعة حزينة اخفوا التابوت في مغارة بعيداُ عن شعب إسرائيل ويهوذا بسبب خطاياهم، على ألا يُعاد إليهم قط. ولا يزال ذلك التابوت المقدّس مخفياً، ومنذ أخفي لم يمس بأذى. AM 359.1

وظلّ إرميا واقفاُ أمام الشعب شاهداً أميناً لله سنين طويلة، أما الآن إذ كانت المدينة المقضي عليها بالهلاك مزمعة أن تسقط في أيدي الأمم اعتبر النبي أن عمله قد انتهي. فحاول أن يرحل ولكن ابن أحد الأنبياء الكذبة منعه ذلك وأخبر المسؤولين بأن إرميا مزمع أن ينضم إلى البابليين الذين كان قد ألح على رجال يهوذا مراراً بأن يستسلموا لهم. ولكن النبي انكر هذه التهمة الكاذبة عن هروبه، ومع ذلك: ”غضب الرؤساء على إرميا وضربوه وجعلوه في بيت السجن“ (إرميا 37 : 15). AM 359.2

وسرعان ما تلاشت وتحطمت الآمال التي كانت قد تولدت في قلوب الرؤساء والشعب عندما اتجهت جيوش نبوخذنصر جنوباً لمواجهة المصريين. وكانت هي كلمة الرب: ”هأنذا عليك يا فرعون ملك مصر“. وقد كانت قوة مصر قصبة مرضوضة. قد أعلن الوحي قائلاً: ”ويعلم كل سكان مصر إني أنا الرب من أجل كونهم عكاز قصب لبيت إسرائيل“. ”واشدد ذراعي ملك بابل أما ذراعا فرعون فتسقطان فيعلمون إني أنا الرب حين أجعل سيفي في يد ملك بابل فيمده على أرض مصر“ (حزقيال 29 : 3، 6 ؛ 30 : 25، 26). AM 359.3

وبينما كان رؤساء يهوذا يتطلعون عبثاً إلى مصر في طلب العون فإن الملك صدقيا كان يفكر بقلق في نبي الله الذي كان قد ألقي به في السجن. فيعد أيام كثيرة استدعاه الملك وسأله سراً قائلاً: ”هل توجد كلمة من قبل الرب؟ فقال إرميا توجد. فقال إنك تُدفع ليد ملك بابل“. AM 360.1

”ثم قال إرميا للملك صدقيا ما هي خطيئتي إليك وإلى عبيدك وإلى هذا الشعب حتى جعلتموني في بيت السجن؟ فأين أنبياؤكم الذين تنبأوا لكم قائلين لا يأتي ملك بابل عليكم ولا على هذه الأرض؟ فالآن اسمع يا سيدي الملك ليقع تضرعي أمامك ولا تردني إلى بيت يوناثان الكاتب فلا أموات هنا“ (إرميا 37 : 17 — 20). AM 360.2

وعند هذا أمر صدقيا: ”أن يضعوا إرميا في دار السجن وأن يُعطى رغيف خبز كل يوم من سوق الخبازين. حتى ينفذ كل الخبز من المدينة. فأقام إرميا في دار السجن“ (إرميا 37 : 21). AM 360.3

ولم يجرؤ الملك على المجاهرة بتصديقه لإرميا. فمع أن خوفه ساقه إلى استخباره سراً فكان أضعف من أن يعارض استنكار الرؤساء والشعب في الخضوع لإرادة الله كما أعلنها النبي. AM 360.4

وإذ كان إرميا في دار السجن ظلّ ينصح بوجوب الخضوع لحكم بابل. فالمقاومة معناها الترحيب بالموت الأكيد. وكانت رسالة الرب إلى يهوذا هي هذه: ”الذي يقيم في هذه المدينة يموت بالسيف والجوع والوباء. أما الذي يخرج إلى الكلدانيين فإنه يحيا وتكون له نفسه غنيمة فيحيا“. فهذا الكلام الذي قيل كان واضحاً وإيجابياً. وبكل شجاعة أعلن النبي قائلاً باسم الرب: ”هذه المدينة ستدفع دفعاً ليد جيش بابل فيأخذها“ (إرميا 38 : 2، 3). AM 360.5

أخيراً إذ غضب الرؤساء من مشورات إرميا المتكررة التي كانت على نقيض سياسة المقاومة التي اتّبعوها، قدّموا احتجاجاً شديداً للملك مؤكدين له أن النبي عدو للأمة وأن أقواله جعلت أيدي الشعب ترتخي وجلبت عليهم سوء الطالع، ولذلك ينبغي أن يُقتل. AM 361.1

علم ذلك الملك الجبان أن آلهتهم كاذبة، ولكن لكي يهدئ من ثائرة الذين يشغلون مراكز ذات نفوذ في الدولة، تظاهر بأنه يصدق أكاذيبهم وأسلم إرميا بين أيديهم ليفعلوا به كما يحلو لهم. فألقى النبي: ”في جب ملكيا ابن الملك الذي في دار السجن ودلوا إرميا بحبال. ولم يكن في الجب ماء بل وحل فغاص إرميا في الوحل“ (إرميا 38 : 6). ولكن الله أقام له أصدقاء توسّلوا لأجله أمام الملك وقد نقلوه إلى دار السجن مرة أخرى. AM 361.2

ومرة أخرى أرسل الملك إلى إرميا سراً وأمره أن يحدّثه بكل أمانة عن قصد الله نحو أورشليم. وجواباً على ذلك الطلب سأله إرميا قائلاً: ”إذا أخبرتك أما تقتلني قتلاً؟ وإذا أشرت عليك فلا تسمع لي“. فدخل الملك في عهد سري مع النبي، وأعلن صدقيا يقول: ”حي هو الرب الذي صنع لنا هذه النفس أني لا أقتلك ولا أدفعك ليد هؤلاء الرجال الذين يطلبون نفسك“ (إرميا 38 : 15، 16). AM 361.3

كانت لا تزال توجد فرصة باقية فيها يظهر الملك استعداده للالتفات لإنذارات الرب عساه يمزج الرحمة بالحكم الذي بدأ يحلّ بالمدينة والأمّة. فكانت الرسالة المقدّمة للملك هي هذه: ”إن كنت تخرج جروحاً إلى رؤساء ملك بابل تحيا نفسك ولا تُحرق هذه المدينة بالنار بل تحيا أنت وبيتك. ولك أن كنت لا تخرج إلى رؤساء ملك بابل تدفع هذه المدينة ليد الكلدانيين فيحرقونها بالنار وأنت لا تفلت من يدهم. AM 361.4

”فقال صدقيا الملك لإرميا إني أخاف من اليهود الذين قد سقطوا للكلدانيين لئلا يدفعوني ليدهم“. فوعده النبي قائلاً: ”لا يدفعونك“. وأضاف إلى ذلك توسّله الحار قائلاً: ”اسمع لصوت الرب في ما أكلمك أنا به فيحسن إليك وتحيا نفسك“ (إرميا 38 : 17 — 20). AM 362.1

وهكذا فحتى إلى آخر ساعة أبدى الله استعداده لأن يُظهر الرحمة لمن يختارون الخضوع لمطالبة العادلة. فلو اختار الملك الطاعة لأبقى على حياة الشعب ولكانت نجت المدينة من الحريق، ولكنّه ظن أنه أوغل في طريقه إلى أبعد الحدود بحيث لا يمكنه الرجوع. كان خائفاُ من سخرية اليهود إذ كان يخشى على حياته. فبعد سنوات طويلة من العصيان على الله ظن صدقيا أنه من دواعي الإذلال والهوان له أن يقول لشعبه: ”إني أقيل كلمة الرب كما تكلّم بها إرميا النبي، ولا أجرؤ على المخاطرة بمحاربة العدو أمام كل هذه الإنذارات“. AM 362.2

وتوسّل إرميا بدموع إلى صدقيا لينقذ نفسه وشعبه. وفي عذاب روحه أكد له أنه ما لم ينتبه إلى مشورة الله فلن يستطيع أن ينجو بحياته، وكل أملاكه وثروته سيغتنمها البابليون. ولكن الملك كان قد بدأ بالسلوك في طريق الضلال ولم يرد أن يتراجع. لقد عزم على اتباع مشورة الأنبياء الكذبة ومشورة الرجال الذين كان يحتقرهم حقاً وكانوا يسخرون منه لضعفه في الخضوع بكل سرعة لرغباتهم. فقد ضحى بحرية رجولته وكرامته وأمسى عبداً ذليلاً للرأي العام. فإذ لم يكن لديه قصد ثابت لفعل الشر، لم يكن أيضاً ذا عزم للوقوف بشجاعة إلى جانب الحق. ومع اقتناعه بقيمة المشورة له من إرميا كانت تعوزه القوة الأدبية على الطاعة وكان من نتائج ذلك أنه سار بإصرار في الاتجاه الخاطئ. AM 362.3

وأكثر من هذا فقد كان الملك أضعف من أن يطلع رجال بلاطه على لقائه مع إرميا، فقد تسلّط على نفسه خوف شديد من الناس. فلو وقف بشجاعة وأعلن تصديقه لأقوال النبي التي قد تحقق جانب كبير منها فما كان أعظم الخراب الذي كان يمكّنه أن يتفاداه، كان ينبغي له أن يقول: ”إني سأطيع الرب وأنقذ المدينة من الدمار التام. أنا لا أجرؤ على الاستخفاف بأوامر الله لا خوفاً من الناس ولا سعياً وراء الظفر برضاهم. إني أحب الحق وأكره الخطيئة وسأتبع مشورة قدوس إسرائيل القدير“. وحينئذ كان الشعب يحترمون روحه الباسلة، والذين كانوا يتأرجحون بين الإيمان والشك كانوا يقفون بثبات إلى جانب الحق. وإن عدم الخوف والعدالة التي ينطوي عليها هذا التصرف كان يمكن أن يلهم رعاياه بالإعجاب والولاء. وكان سيُحفظ من ويلات المذابح والمجاعات وحريق النار، التي لا يعبّر عنها. AM 363.1

كان ضعف صدقيا خطيئة أوقعت عليه قصاصاً مخيفاً. لقد اكتسح العدو البلاد كسيل جارف لا يُقاوم، ودمر المدينة، وقد انهزمت جيوش العبرانيين وارتدت وشملها الارتباك والفوضى. ودُحّرت الأمة. وأخذ صدقيا أسيراُ وقُتل بنوه أمام عينيه. ثم أخذ الملك أسيراً بعيداً عن أورشليم، وقُلعت عيناه، وبعدما وصل إلى بابل مات ميتة ذليلة. والهيكل الجميل الذي ظلّ يتوج هامة جبل صهيون حقبة تزيد على أربعة قرون لم يبق الكلدانيون عليه. ”أحرقوا بيت الله. وهدموا سور أورشليم وأحرقوا جميع قصورها بالنار وأهلكوا جميع آنيتها الثمينة“ (2 أخبار 36 : 19). AM 363.2

وعند تخريب أورشليم نهائياُ بيد نبوخذنصر نجا كثيرون من أهوال الحصار الطويل ليقعوا بحد السيف. أنا الذين ظلّوا أحياء، فبعض منهم وعلى الخصوص رئيس الكهنة ورؤساء الجيش ورؤساء المملكة أخذوا إلى بابل حيث قتلوا كخونة. وآخرون أخذوا مسبيين ليعيشوا في ذل العبودية لنبوخذنصر وبنيه ”إلى أن ملكت فارس لإكمال كلام الرب بفم إرميا“ (2 أخبار 36 : 20، 21). AM 364.1

أما إرميا فقد ورد عنه هذا القول: ”أوصى نبوخذنصر ملك بابل على إرميا نبوزرادان رئيس الشرطة قائلاً خذه وضع عينيك عليه ولا تفعل به شيئاً رديئاً بل كما يكلمك هكذا أفعل معه“ (إرميا 39 : 11، 12). AM 364.2

اختار النبي بعدما أخرجه رؤساء جيش بابل من السجن أن يلقي قرعته مع البقية الضعيفة: ”فقراء الأرض“ الذين ترمهم الكلدانيون ليكونوا ”كرامين وفلاحين“. وقد أقام البابليون على هؤلاء جدلياً حاكماً. ولكن لم تمر غير شهور قليلة بعد تعيين هذا الحاكم الجديد حتى قتل غيلة. وبع أن جاز ذلك الشعب الفقير في تجارب ومحن كثيرة أقنعهم قادتها أن يحتموا في أرض مصر. ولكن إرميا رفع صوته محتجاً على هذه الحركة فتوسل إليهم قائلاً: ”لا تذهبوا إلى مصر“. ولكنهم لم يعيروا تلك المشورة الموحى بها أي إهتمام. و ”كل بقية يهوذا .. الرجال والنساء والأطفال“ هربوا إلى مصر: ”لم يسمعوا لصوت الرب. وأتوا إلى تحفنحيس“ (إرميا 43 : 5 — 7). AM 364.3

ولكن نبوات الدينونة التي نطق بها إرميا على البقية التي تمردت على نبوخذنصر بالهروب إلى مصر كانت ممتزجة بوعود الغفران لمن يتوبون عن جهالتهم ويقفون متأهبين للرجوع. ففي حين أن الرب لم يرد أن يبقى على من حادوا عن مشورته ومالوا إلى مغريات العبادة الوثنية في مصر، فقد أراد أن يظهر رحمة لمن يبرهنون على ولائهم وأمانتهم. فقد أعلن قائلاً: ”والناجون من السيف، يرجعون من أرض مصر إلى أرض يهوذا نفراُ قليلاً فيعلم كل بقية يهوذا الذين أتوا إلى أرض مصر ليغتربوا فيها كلمة أينا تقوم“ (إرميا 44 : 28). AM 364.4

وكان حزن النبي شديداً على الفساد الذي ظهر في حياة الشعب الذي كان ينبغي أن يكون النور الروحي للعالم، وعلى مصير صهيون والشعب الذي أخذ مسبياً إلى بابل. وقد عبر عن ذلك المراثي التي سجلها تذكاراً لجهالة الجنوح عن مشورات الرب إلى الحكمة البشرية. ففي وسط الخراب الذي حدث أمكن لإرميا أن يعلن قائلاً: ”أنه من إحسانات الرب أننا لم نفن“. وكانت صلاته الدائمة هي هذه: ”لنفحص طرقنا ونمتحنها ونرجع إلى الرب“ (مراثي 3 : 22، 40). عندما كانت يهوذا مملكة بين الأمم سأل إرميا إلهه قائلاً: ”هل رفضت يهوذا رفضاً أو كرهت نفسك صهيون؟“ وقد تجرأ على أن يتوسل قائلاً: ”لا ترفض لأجل اسمك“ (إرميا 14 : 19، 21). إن إيمان النبي التام في قصد الله الأزلي لتحويل الفوضى إلى نظام ولإظهار صفاته العادلة والمحبة أمام أمم الأرض والمسكونة كلها، ساقه للتسول بكل ثقة لأجل الذين كان يمكن أن يرجعوا عن الشر إلى البر. AM 365.1

أما الآن فها هي صهيون قد شملها الخراب التام، وشعب الله هم في أرض سبيهم. فإذ غمر نفس النبي حزن عظيم صرخ قائلاً: ”كيف جلست وحدها المدينة الكثيرة الشعب، كيف صارت كأرملة العظيمة في الأمم، السيدة في البلدان صارت تحت الجزية. تبكي في الليل بكاء ودموعها على خديها. ليس لها معز من كل محبيها. كل أصحابها غدروا بها صاروا لها أعداء“. AM 365.2

”قد سبيت يهوذا من المذلة ومن كثرة العبودية. هي تسكن بين الأمم لا تجد راحة. قد أدركها كل طارديها بين الضيقات. طرق صهيون نائحة لعد الآتين إلى العيد. كل أبوابها خربة. كهنتها يتنهدون. عذاراها مذللة وهي في مرارة. صار مضايقوها رأساً نجح أعداؤها لأن الرب قد أذلها لأجل كثرة ذنوبها. ذهب أولادها إلى السبي قدام العدو“. AM 365.3

”كيف غطى السيد بغضبه ابنة صهيون بالظلام. ألقى من السماء إلى الأرض فخر إسرائيل ولم يذكر موطئ قدميه في يوم غضبه. ابتلع السيد ولم يشفق كل مساكن يعقوب. نقض بسخطه حصون بنت يهوذا، أوصلها إلى الأرض نجس المملكة ورؤساءها. غضب (بتر) بحمو غضبه كل قرن لإسرائيل. رد إلى الوراء يمينه أمام العدو واشتغل في يعقوب مثل نار ملتهبة تأكل ما حواليها. مد قوسه كعدو نصب يمينه كمبغض وقتل كل مشتهيات العين في خباء بنت صهيون. سكب كنار غيظه. AM 366.1

”بماذا أنذرك؟ بماذا أحذرك؟ بماذا أشبهك يا ابنة أورشليم؟ بماذا أقاسيك فاعذبك أيتها العذراء بنت صهيون؟ لأن سحقك عظيم كالبحر. من يشفيك؟“. AM 366.2

”أنت يا رب إلى الأبد تجلس. كرسيك إلى دور فدور. لماذا تنسانا إلى الأبد، وتتركنا طوال الأيام. أردنا يا رب إليك فنرتد. جدد أيامنا كالقديم“ (مراثي 1 : 1 — 5 ؛ 2 : 1 — 4، 13 ؛ 5 : 1 — 3، 7، 8، 17، 19 — 21). AM 366.3